شريط الأخبار

خلدون فهد عازف ألحان غزلان الجنوب

خلدون فهد عازف ألحان غزلان الجنوب
بال سبورت :   الخليل- كتب فايز نصار/ في جنوب الجنوب ، عند همزة الوصل بين جبالنا الشامخة ،  وصحرائنا الخيرة ، بنى أبناء الظاهرية قلعة كروية ، انطلقت منتصف السبعينات ، لتفرض نفسها بسرعة قياسية على سبورة البطولات ..ومن سفوح الظاهرية خرج النجوم الأشاوس ، ممن أحسنوا مداعبة الكرة برشاقة الغزلان ، لتبصم أسرة كرة القدم الفلسطينية لهم بالعشرة ، بعد اللوحات الجميلة التي رسمها ثالوث الرعب ، محمد جودة ، ونائل ، وواكد ، ممن سلموا المشعل للسهم الملتهب خلدون فهد ، ليواصل عزف اللحن الجنوبي .   مبكراً فرض ابن الفهد نفسه في فرق المراحل لشباب الظاهرية ، وبسرعة أصبح الرقم الصعب في فيقلق الغزلان المرعب ، وبسرعة اكثر لفت انتباه القائمين على المنتخبات الوطنية ، ليعزف نشيد الخلود ضمن السرب الفدائي ، قبل أن يعلق الحمل الكروي مبكراً ، باعتزاله بسرعة ، تماماً كما بدا الحكاية بسرعة .   وبسرعة تجاوب مع مبادرتي ، وأخذني في جولة كروية في بستانه،  فاقتطفت لكم هذه المحطات .    -        اسمي خلدون فهد علي الوعرة " أبو محمد " من مواليد الظاهرية يوم 15/3/1978م -        مثل أي لاعب بدأت اللعب في  الحواري ، وكنت  شديد الاهتمام بكره قدم ، ليبدأ ظهوري في بطولات المدرسة منذ الصف الثالث والرابع الابتدائي ، حيث حصلت على جميع البطولات الداخلية في المدرسة... وقتها نلت اهتماماّ خاصاً من الاستاذ محمد النمورة رحمه الله ، ومن الأستاذ شعيب ، وكلاهما كان يثق في قدراتي وكانوا يشجعونني . -        وفي سن التاسعة التحقت ببراعم النادي الأم غزلان الجنوب ، وكان مدربنا الأستاذ محمود عوض ، وكنت من أميز اللاعبين ، وقد أبدى المدرب اهتماماً  مضاعفاً بي ، وكان يقول لي : أنت لاعب مميز ! ومن البراعم انتقلت للأشبال ، بإشراف الكباتن علي شحدة ، حيث كانت انطلاقتي الحقيقية ، إذ كنت أصغر لاعب في الفريق ، ولكن كنت أساسيا في المباريات الودية والرسمية ، والحمد لله أبدعت وحصلت على أول بطوله رسميه للنادي ، وهي بطوله كأس الضفة للأشبال ، وحصلنا على بعض البطولات في المحافظة . -        ولما صار عمري 14 سنة انتقلت للفريق الأول ، حيث اكتشفني الأستاذ والمدرب القدير عبدالناصر الشريف – الذي كان مدرب للفريق الأول للنادي - فطلب مني أن أحضر للتدريب مع لاعبين عمالقة ، مثل واكد العقبي ، ومحمد جوده ، والمرحوم عادل عطا ، وزياد وعماد فهد ، وباسم الزامل ، ومدربي في الأشبال والبراعم محمود عوض ،  وعلي شحدة ، وصالح حرب  ، وبسام جوده ... وأسماء كثيره ، فالتحقت بالفريق الأول ، وحصلت معه على أول بطوله ودية ، في اليوبيل الفضي ببيت ساحور . -        في ذلك الوقت كنت في المدرسة وشكلوا منتخب للمدارس ، وفعلاً كنت ضمن منتخب الخليل ، وحصلنا على بطولتين للمنتخب المدارس ١٩٩٥/١٩٩٦... ونلت لقب أفضل لاعب وهداف في البطولتين ، وفي البطولة الثانية " كان الأستاذ والمدرب القدير حضرتك أستاذ فايز نصار " ، وأذكر  في ذلك الوقت - البطولة الثانية - كنت مع معسكر المنتخب الفلسطيني في قلقيلية ، وكنت أحضر للمباريات فقط  ، ثم أعود إلى المعسكر ، والحمد لله حصلنا على هذه البطولة مرتين . -         بعد ذلك سافرنا إلى بريطانيا ، مع المنتخب الوطني ، وكنت مع الجيل الذهبي ، أمثال خضر عبيد  ، ومحمد عوده ، وأحمد عيد ، وأيمن صندوقه ، واسامه ابو العليا .. وآخرين ، عذرا لمن لم اتذكرهم ، لكن كلهم كانوا عمالقة ، وكنت أنا أصغر لاعب في المنتخب ، والحمد لله  أبدعنا ، ويومها تلقيت عروضاً من بعض أندية في بريطانيا ، لكنّ بحكم قلة الخبرة في مجال الاحتراف ، والحنين والعاطفة للبلد رفضت العرض . -        وسنة 1997 تشكل أول منتخب من غزة والضفة ، وكان التجمع في رام الله ، لافتتاح ستاد أريحا أمام المنتخب الأردني ، بإشراف  المدرب الراحل ريكاردو ... وعلى هامش تلك المباراة تلقيت عرضاً من الوحدات الأردني ، وفعلًا التحقت بالوحدات ، وتعاقدت معه . -        وبعد أربعة أشهر، ولأنّ الدوري في فلسطين  كان مستمرا . ولأنّ ناديّ الأم غزلان الجنوب تأثر بالنتائج ، وكان يعاني من شبح الهبوط ، اتصلت بي إدارة النادي ، وطلبوا مني التراجع عن الاحتراف ، لأن الفريق بحاجة لجهودي ، وفعلاً تفهم الوحدات موقفي ، وتمّ انهاء العقد ودياً مع الوحدات ، وعدت للضفة لألعب  المباراة المصيرية ضد مؤسسه البيرة  ، والحمد لله فزنا بنتيجة ٣/١ ، وأحرزت هدفين ، وثبت الفريق في الممتازة... ولي الشرف الكبير أن أشارك في إنقاذ فريقي الأم ، الذي له فضل كبير عليّ . -        الفضل في نجاحي  يعود أولًا لعائلتي ، لأني من عائله رياضه ، حيث اخوتي زياد وعماد ووسام يلعبون للفريق ، وتلقيت التشجيع منهم ، كما أنني كنت مهتماً بنفسي ، وعملت بجد في التمارين ، والفضل يعود لأستاذي محمد النمورة ، والأستاذ شعيب ، والأستاذ محمود عوض ، ومدربي في النادي الكابتن علي شحدة ، والمدرب الذي الحقني بالفريق الأول عبد الناصر الشريف -         قصتي مع المنتخبات طويله حيث قضيت مع المنتخب ١٣ سنه ، معسكرات فيها الحلوة والمرة ، لكن حبنا لفلسطين ، واهتمامنا برفع علمنا في المحافل العربية والدولية كان هو هدفنا ، وكان حلمنا أن نرى علم فلسطين في كلّ الدول العربية والأجنبية ، وقد شاركنا في بطوله كأس آسيا ثلاث مرات ، وغرب آسيا مرتين ، وتصفيات كأس العالم مره واحده ، وكأس العرب مرتين  ، وكأس التحدي مره واحده حتى سنه ٢٠٠٦ . -        كنت أتفاهم مع المهاجم باسم الزامل ، وعماد فهد في الظاهرية ، ومع فادي لافي ، ومحمد الجيش في المنتخب . -        أحترم جميع اللاعبين ، ولا أشعر بأيّ ضعف تجاه أيّ فريق أو لاعب ، وهذا من باب الثقة الإيجابية لديّ . -        اشتركت كلاعب تعزيز - ولي الشرف في ذلك - مع نادي شباب الخليل ، ومع نادي أهلي الخليل ، ومع اهلي قلقيلية ، ومع هلال القدس ، ومع شباب الخليل أمام الوحدات أحرزت هدف الفوز ٢/١ في عمان ، أمّا مع أهلي الخليل فسافرنا إلى فرنسا ، وهناك أبدعت ، وحصلت على عرض من فريق فرنسي ، والجواب عند أستاذي عبد الناصر الشريف .. وكنت عسكرت مع أهلي قلقيلية ، ولعبت معه مباريات في الأردن ، وأحرزت ٤ أهداف امام البقعة واليرموك ، أمّا مع هلال القدس فشاركت في بطولة الوحدات العربية ، لأعود والعب مباراة هامة مع الظاهرية ضد شباب الخليل على ملعب الحسين ، وانتهت بالتعادل ١/١ ، حيث أحرزت هدفاً من منتصف الملعب ، من ضربه حره مباشره . -         مثلي الأعلى الأستاذ واكد العقبي ، الذي أكن له كلّ الاحترام ، وخارج الملعب خالي عمر الله يطول عمره . -        لا تسلني عن أيام التراب ، وما أدراك ما التراب هههه ، أيام عصيبة أستاذ فايز ، أيام حلوه ومره ، أيام تحس فيها بالانتماء الحقيقي ،  أيام التضحية والسعادة في ظل التراب ، لكن كنت تشوف السعادة على وجوه الجمهور واللاعبين ، ورغم أننا كنا مظلومين ومحرومين ، فقد كنا نتميز بالانتماء للأندية . -         أهم إنجازاتي الحصول على عدة بطولات منها بطوله الأشبال كأس الضفة ،وبطوله اليوبيل الفضي ، بطوله منتخب المدارس ، وبطولة درع الاتحاد سنة ٢٠٠٥ ، وبطوله درع الاتحاد الأردني مع الوحدات ٢٠٠٥ ، وبطوله الدوري الأردني مع الوحدات ، وبطولة كأس الأردن مع الوحدات ، وحصلت على لقب أفضل لاعب في الضفة موسم ١٩٩٧/ ١٩٩٨ وموسم /١٩٩9/٢٠٠٠ ، كما حصلت في الأردن على لقب أفضل لاعب سنة ٢٠٠١ ، وحصلت على لقب افضل لاعب محترف ٢٠٠٢ . -        تركت الكره مبكرا بحكم ظروفي العائلية بسبب بعدي عن أولادي وزوجتي ، على خلفية الهوية الفلسطينية ، ولم الشمل الفلسطيني . -        سبب تذبذب  مستوى الظاهرية الاحتراف الداخلي ، المبني على مصالح داخليه بحته ، لا يعلمها الا الله ، ثم مسؤولي الرياضة  ! -        في رأيي الاحتراف الفلسطيني احتراف مادي بحت ، ولا يوجد أي انتماء للفرق ، انهم يفهمون الاحتراف غلط ، لأنّ الأمور المالية في منطقتنا هلاك للأندية ، ولا يوجد أيّ مصدر دخل مستقر للأندية  ، حتى تكون التغطية مستمرة ، لذلك فوضع الرياضة عندنا غير ثابت ، وسيؤدي الأمر إلى  خسائر لجميع الأندية -        من تجربتي في المعسكرات ، التي خضتها في غزه ، واللعب مع لاعبين غزة أرى أنّ مستوى الكرة في غزة أفضل ، ولو أنّ ظروف غزة طبيعية سيبدع اللاعبون هناك مثل أيّ منطقة في العالم .. أقول لهم : ربنا يفرج همكم ! فيما يبدو مستوى الضفة حاليًا أفضل ، والسبب استمراريه الدوري ، والفلوس شغاله أستاذي أبو وئام ... -        أقول للمرحوم إبراهيم عطا ألف رحمه ونور تنزل على روحك الطاهرة ، الله يرحمك ويحسن اليك ، يا صاحب الرأس الذهبية ، والمدافع الصلب . -        الكره الاماراتية تملك إمكانيات هائلة على مستوى عالمي ، ولو توفرت هذه الإمكانيات في بلدنا سيكون لنا شأن ثاني . -        أفضل من لعبت معهم في الظاهرية عماد ووسام فهد ، وباسم الزامل ، وابو السعيد  ، وإبراهيم مروان ، ويوسف عيسى ... أما خارج الظاهرية فهناك محمد السويركي ، وزياد الكرد ، وفادي لافي  ، ومؤيد نصرالله ، ومحمد الجيش ، وصائب جنديه ، وايمن صندوقه ، وفادي سليم . -        ابرز اللاعبين حاليا من وجهة نظري مصعب البطاط ، وأحمد ماهر ، وعدي الدباغ ، وتامر صيام ، وعبد اللطيف البهداري ، وأشرف نعمان . -        أفضل لاعب محلي أحمد ماهر ، وأفضل لاعب عربي  رأفت علي ، وأفضل لاعب عالمي  زيدان . -        أفضل مدرب فلسطيني السعيد أبو الطاهر ، وأفضل مدرب عربي عبدالله ابو زمع ، وأفضل مدرب عالمي يورغن كلوب . -        من النجوم الذين أتوقع لهم التألق محمود وادي ، وعدي الدباغ ، ومحمود ابو ورده ، ومصعب البطاط  ، وأحمد ماهر. -        اتمنى لواكد العقبي كلّ التوفيق ، لأني أكن له كلّ الاحترام ، فقد تعلمت منه أشياء كثيرة ، في الملعب وخارج الملعب ، إنه أستاذ بمعنى الكلمة . -        عماد ناصر الدين لاعب مخضرم ، ومستواه ممتاز جداً ، كان ليّ الشرف اللعب معه في أكثر من مناسبة ، إنه لاعب ذكيّ ومهاري ،   من أفضل لاعبي خط الوسط في فلسطين . -        أحمد ماهر لاعب ذكي ، ولديه الكثير .. يعجبني فيه حرارته وانتماءه  ، لديه طموح كبير ، إنه لاعب من طينه الكبار .. الله يوفقوا . -        جمال الحولي صديقي وزميلي في المنتخب ،  لاعب كبير ومهذب ، وأخلاقه عالية جدا  ،  مهاري من الطراز الرفيع ، أتمنى له مزيد من التقدم في حياته العملية في مجال التدريب ، مميز في قراءته للمباريات ، إلى الأمام ابو فهد ! -        عبد الناصر بركات صديقي وزميلي أيام المنتخب ، مدرب مثقف ، وله بصمه مع المنتخب ، أتمنى لك كلّ التوفيق يا صديقي .. إلى الأمام . -        أتمنى من الاتحاد ان يعمل على إنشاء ملاعب وصالات في كل محافظه ، وان يكون هناك أكثر من ملعب خماسي معشب ، وانشاء مدارس كره قدم للأجيال القادمة ، ودعم الأندية ، وزيادة عددها في دوري المحترفين ، حتى يكون الدوري فلسطيني قوي ، مع اعتماد الأندية على لاعبين مدارسها ، وتقليص عدد المحترفين في الأندية ، والسماح لعدد محدد من الاتحاد  ، ويفضل أن يكون ٣ لاعبين فقط . -        أتمنى من الله الودود ، لي ولكم وللشعب الفلسطيني ، وللاعبين والجمهور المزيد من التقدم والازدهار ، وبإذن الله ربنا يحمينا  من هذا الوباء ، وربنا يرحم شهداءنا الأبرار ، ويفك قيد جميع الأسرى من  سجون الاحتلال ، وربنا يغير حالنا إلى الأحسن والأفضل ، تحياتي لك أستاذ فايز ، ولجميع الأهل في محافظتي الغالية على قلبي خليل الرحمن وشكراً . -        من المواقف الطريفة التي حصلت معي ، يوم كنا نلعب مع أشبال شباب الخيل على ملعب الحسين ، وكان رقمي 19 ، وهذا رقمي الذي عرفت به.. يومها الكابتن علي شحدة رتب خطة بأن غير رقمي قبل المباراة ، وأعطى الرقم 19 للاعب ثاني .....المهم لبست قميص ثاني برقم 11 ... ومن أول ما بدأنا اللعب راقبوا اللاعب رقم 19 ، فأخذت راحتي ، انتهت اللعبة 3 / صفر  . -        وأخيرًا أشكرك استاذ فايز نصار ، واشكر جميع العاملين معك على هذه المقابلة ، وهذا يدل أنك إنسان محب ومهتم بالجيل القديم ، وأنا أعتز وأفتخر أنك دربتني ، وكنت مسؤول عني في المنتخب المدرسي ، كلّ الاحترام لشخصك . 

مواضيع قد تهمك