شريط الأخبار

بعد نجاح دوري المحبة... بانتظار دوري الحارات المقدسية

بعد نجاح دوري المحبة... بانتظار دوري الحارات المقدسية
بال سبورت :  

كتب د. سليمان غوشة / القدس

أفضل الف مرة ان تشعل شمعة حب من ان تلعن لون العتمة، هذا ما جرى طيلة شهر ونيف بالبلدة القديمة من المدينة التى نحب القدس ، دوري العائلات المقدسية في نسخته الثانية "بتنظيم من برج اللقلق" ، جمع القريب والبعيد ،أحيى البلدة التى تنام على الذكريات وخوف اقدام الجنون، وتصحو على اذان وامل وترقب.

الْيَوْمَ صحوت انا، وانا احس بالخواء، ماذا سأعمل الْيَوْمَ بعد انتهاء هذا الدوري، تعودت على العودة الى أماكن الطفولة، الى أماكن تعرفني وأعرفها ،في كل الْيَوْمَ أسير للجزء الأحب ألي معبودتنا، فينتشي الصدر بمرأى القبة الذهبية تعانق الأفق، وجدار البرج الأشهر، اللقلق يحرس ما زال البوابة الشرقية للمدينة ويحرس الحلم،عبر اليوسفية، تسير ويسير بجانبك احيانا او مقابلك،غرباء اللباس واللغة، فتصاب بالغصة، لتدنيس المكان وسكانه الناظرين المنتظرين، فهل من حرمة للأموات، في زمن اللا حرمة للأحياء، من هناك تسمع وعبر الأسوار، أصوات غناء وأنشودة حياة، تقول نحن هنا ،تخاطب القلب فتسرع،لانها تدعوك لاحضانها، تدعوك لتكون منها ومعها.

في كل ليلة يتجمع في المكان بضع مئات من القدس واكنافها، يهتفون لمن يحبون للأخ والعم وابن العم، وفِي كثير احيان لذلك الذي يلبس لباس المنافس، ويتعانقون، وبعد ثوان ينسون حديث الأهداف، ليتبادلوا احاديث الهم اليومي على مائدة طعام في المنارة.

بالامس اسدل الستار عن هذا الدوري لأجد نفسي انتظر النسخة الاخرى منه ،وهي ما زالت بعيدة ،ولست بصدد تقييم، فهذا سيقوم به اولا القيمون على المكان، وان كان من نقيصة فله البحر والبر والقلب، وهي فقط النوستالجيا، فلولا هذا الدوري لما ذهبت يوميا الى هناك لأسترجع حلم وذكريات الطفولة.

ولولا هذا الدوري لما جاء الالاف ومن كل الأجيال، يعمروا الأقصى بالصلاة ، يمشون في ازقة البلدة، كل يشرح ويسترسل عن المكان وبالذات للصغار من ساكنا الضواحي.

انتهى ولَم ينتهي فله اجر الرباط، وله هذا التواصل والترابط بين العائلات التى ذابت من اجل القدس دون عصبوية او جاهلية.

البرج ببساطة أمسى نهج حياة، وان كانت الفعالية ممولة من شخص مغترب، والتنفيذ من البرج كما تتطلب الأمانة بعمل المؤسسات الأهلية ، الا انها فعالية نفذت من كل القدس، بقدها وقضيدها،صغارا وكبارا، كشافة، فرق إنشاد، متطوعين، لجان طعام، لجان حراسة،اسعاف،حكام، لجان فنية وإدارية، عمل اكبر من إلانا الشخصية،بل هي انا الجماعة نحن.

ولذا قد يكون من مكان لفكرة دوري يجمع الأحياء، كل احياء المدينة، يقام في الفترة بين دوري العائلات، في ربيع كل عام، فيضم الأحياء ويآخي بينها كما فعل دوري العائلات، فتأتي بيت حنينا وشعفاط والضاحية وإلرام وضاحية السلام الى الزعيم ورأس العامود وسلوان والثوري وواد الجوز والطور وحارات البلدة القديمة والشيخ جراح والمكبر وصور باهر والسواحرة، تأتي بفرق تضم أبناء الحي لا فضل لأحدهم على الاخر الا بالأنتماء للحارة والفريق، لا فرق بين مسلم او مسيحي، فلاح او مدني، فتكون حلقة اخرى من لم الشمل في قيد الانتماء للمكان، هذا الخواء ليس دائم،علينا جميعا البحث عما يقربنا، وقل اعملوا...

مواضيع قد تهمك