أمين عام للجنة الأولمبية حجة: حملت رسالة اللواء الرجوب الوطنية .. للعمل على المزيد من حالة الوحدة .. وتقليص آثار الانقسام ..
· زيارتي لغزة مثمرة .. وكنت في بيتي .. وغزة تزخر بالخامات .. وأرضيتها خصبة رياضياً ..
· سنقوم بعمليات تقييم واسعة للاتحادات .. وسيكون هناك محاسبة جادة للمقصرين ..
· اتحاد الإعلام الرياضي الجديد .. سيحمل رؤية ذات منظور وطني ..
· تجاوزنا مرحلة رفع العلم .. واقتحمنا أجواء المنافسة ..
غزة- حاوره أسامة أبو عيطة/ رجل له "كاريزما" خاصة"، لا يعرف الكلل أو الملل، يعتبر شعلة من النشاط يبدو أنها لا تنضب أبداً، ويعتبر "أيقونة" من العمل الجاد والمضني، يمتلك أسلوباً ساحراً، وله طريقة عجيبة سرعان ما تجعلك تعجب سريعاً بشخصيته الفريدة من نوعها، يحاول كثيراً العمل بالخفاء، أو من خلف الكواليس، ولا يحب الظهور كثيراً في احتفالات تكريم أصحاب الإنجازات أو حتى المعجزات، لأنه لا ينتظر ثناءً أو شكراً على ذلك.
ولكن كل ذلك لم يمنع أن تكون بصماته واضحة في كل مكان للعيان، ولمساته الإبداعية حاضرة في كل زمان، وعمله الكبير، يدل كذلك على علمه الكبير، ومعرفته الضخمة في كيفية التعامل مع العديد من المكونات التي تحيط به، وطرقه المتعددة لتجاوز جُل الصعوبات، وسرعة بديهته، مع عقليته المستنيرة والمنفتحة، إضافةً لشخصيته الحازمة تجعل من أمامه يقف احتراماً لمكانته المهنية، وأعماله المكوكية، التي ملأها بشكل متكامل، يجعل من تابعه عن بعد، وخاصةً عن قرب عاجزاً عن تفسير الكثير من مكنوناته وملكاته المتعددة.
ظاهرة نادرة .. يصعب تكرارها
ليس رجلاً متخصصاً في عالم الرياضة، ومهارة إدارة دفتها فحسب، تجده تارة رجلاً وطنياً وسياسياً بامتياز، يعرف كيف يبلور ما بين الرؤية المرحلية، وطريقة الوصول للهدف المنشود، وكيفية الدمج بينهما بكل سلاسة وانسيابية، وتجده تارةً كاتباً أو محللاً وقارئاً للأحداث أو حتى شاعراً، ويعرف جيداً من أين تؤكل الكتف، بل لعل أبرز ما قد يميزه عن الكثيرين جرأته اللامحدودة بالوقوف جهاراً نهاراً في وجه المتآمرين، أو حتى المحبطين والمثبطين، ويعلم جيداً كيفية إيقافهم عند الحد الذي يريده هو، وليس هم، تحتار كثيراً قبل أن تحاول أن تطلق عليه لقباً يليق بكينونته، ولكنك في النهاية ستصل لفكرة ثابتة، بأنه شخصية تشبه الظاهرة، والتي قد من الصعب أن تتكرر.
عبد المجيد حجة، الأمين العام للجنة الأولمبية الفلسطينية، برز اسمه وشخصه كثيراً خلال الأيام التي زار بها المحافظات الجنوبية، والتي رغم قلة عدد ساعاتها، أثبت من خلالها "مكوكيه" خيالية منقطعة النظير، وذلك في تحمل أعباء وضغط العمل، حتى أن "أيام الملاعب" نجحت بصعوبة باستراق جزء جيد ومناسب من وقته الثمين، في خضم العدد الكبير من القاءات "الماراثونية" التي أجراها في قطاع غزة، مع العديد العديد من الأطر المختلفة، والاتحادات المتنوعة، والشخصيات الرياضية المتعددة، ناهيك عن الاستماع للعشرات من وجهات النظر, والتي كانت متباينة في بعض الأوقات، والتي كان بطريقته الخاصة يعرف بدقة كيفية التعامل معها، بحكمة كبيرة، لا تجدها إلا عند الحكماء أو الفلاسفة.
حملت رسالة اللواء الرجوب الوطنية .. للعمل على المزيد من الوحدة وتقليص آثار الانقسام
وأكد حجة أنه قدم إلى المحافظات الجنوبية حاملاً رسالة الرجل الأول، وقائد المسيرة الرياضية الكبرى، قائلاً :"لنا سياسة واحدة محددة وموجهة، وهي ثابتة ولا تتغير، جئنا بها بتعليمات من سيادة اللواء جبريل الرجوب، رئيس المجلس الأعلى، رئيس اللجنة الأولمبية، ورئيس اتحاد كرة القدم، وهي التي تعني بالأساس العمل بكل جدية وصراحة ووضوح، على توحيد أواصر الوطن، ومحاولة العمل أيضاً على تقليص آثار الانقسام".
زيارتي مثمرة .. وكنت في بيتي الغزي
ووصف حجة زيارته لقطاع غزة بالمثمرة، قائلاً :"كان لها إيجابيات عدة ومختلفة، وحاولت من خلالها بأقصى طاقتي استثمار كل الوقت رغم ضيقه، بهدف الجلوس مع أكبر كم وعدد ممكن من الشخصيات المختلفة، والاتحادات المتعددة، والذين استمعنا من خلالها لمعاناتهم، مطالبهم، وما يحتاجونه، وبالمناسبة لم أعتبر نفسي هنا ضيفاً البتة، بل كنت أجلس ببيتي الآخر في غزة".
غزة تزخر بالخامات .. وأرضيتها خصبة رياضياً
وأكد حجة أنه وجد خامات رياضية جيدة جداً في غزة، والأرضية الخصبة الموجودة صالحة للبناء عليها، قائلاً: "هناك شخصيات رائعة للغاية في المحافظات الجنوبية، وعقليات متميزة، تستحق أن تأخذ مكاناً لها على أرض الواقع، وسنسعى بعد هذه الزيارة إلى عمليات واسعة من التقييم، لكي تكون الأمور والأوضاع في نصابها الصحيح".
سنقوم بعمليات تقييم واسعة .. ومحاسبة جادة للمقصرين
وكشف حجة أن اللجنة الأولمبية ستقوم بالتأكيد بعمليات تقييم واسعة وشاملة لعمل الاتحادات كافة، قائلاً :"سيكون هناك محاسبة شاملة لكل اتحاد على حدة، من خلال عملها بشكل متكامل، وماهيِّة أجنداتها، هذا إذا كانت موجودة أصلاً، وهل تم تنفيذها بالطريقة الصحيحة والمناسبة، وهل بعض هذه الاتحادات يوجد بها كوادر ولجان عاملة، وأنشطة وبطولات وفعاليات".
الاتحاد الغير القادر على الإقلاع .. سيعاد النظر في وجوده
وقال حجة أن الاتحاد الغير قادر على الإقلاع، وغير قادر على أن يوفر الحد الأدنى للمنظومة الرياضية، والذي هو من يتحمل المسؤولية في إدارة اتحاده، بالضرورة سيعاد النظر في وجوده.
وأضاف :"أي لعبة هي أمانة في أعناقنا، ونحن بالتأكيد معنيين بالمحافظة على جميع الاتحادات، وذلك من خلال إيجاد الآليات اللازمة لعملها، فنحن نمتلك (36) اتحاداً, ولا يمكن أن يكون هناك اتحادات مجرد عدد، خاصةً مع وجود بعضها التي لا يتوفر بها الحد الأدنى من الكيان المتكامل، سواء من خلال تواجد كوادر، إداريين، لجان عاملة، فرق، وحتى لاعبين".
وأردف قائلاً :"بالتالي لن يكون هناك إهدار للجهد والمال، أو حتى للعناء من أجل حل الإشكاليات فقط، والتي لا يجب أن تكون بالأساس، خاصةً مع عدم وجود خطة عمل واضحة، أو أجندة تنفذ لدى بعضها، لذلك لن يكون هذا الأمر وارداً في المرحلة القادمة، وعلى من لا يثبت نفسه ومكانه وتواجده، الجلوس في البيت، ولن نجعله يحمل المنظومة الرياضية عبئاً إضافياً".
اتحاد الإعلام الرياضي الجديد .. ورؤية ذات منظور وطني
وعن تشكيل اتحاد الإعلام الرياضي الجديد، وحيثياته القادمة، قال حجة :"لا نريد النظر إلى الماضي فيما يتعلق بمنظومة الإعلام الرياضي، ولكننا سنوجه عنايتنا وأنظارنا إلى المستقبل، هناك حالة رياضية، وحراك رياضي بات متطوراً جداً خلال المرحلة الآتية، فلا بد أن يكون هناك مؤسسة وجسم حقيقي فعال، يصبح مظلة قوية لهذا الجسم، والذي سيكون تحت مسمى " الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي"، والذي سيكون عضواً باللجنة الأولمبية، محكوم بالطبع بأنظمة ولوائح الاتحاد العربي، والقاري، وحتى الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية".
وأضاف :"وبالتالي من المهم أن يتم تحديد من هو الإعلامي الرياضي، وما هي مهمته، وذلك ضمن اتحاد بمنظور فلسطيني وطني ومستقل، يغطي الحالة الرياضية في الوطن والشتات، وذلك بهدف حماية هذه المنظومة".
وعما يتعلق بإمكانية وجود رعاية لهذا الاتحاد من عدمها من قبل اللجنة الأولمبية، قال حجة :"لا يوجد بدايةً وقبل كل شيء منطق اسمه رعاية لهذا الاتحاد، سيكون هناك جسم ومنظومة قائمة له، إذا لم تكن قادرة على القيام به بشكل حقيقي فلا ينظر لأحد".
وأضاف:" يجب أن يكون هناك في البداية منظومة واضحة الأهداف، والمهمات، والتفاصيل الدقيقة، وما يرغب هذا الاتحاد بفعله، وعند توفر كل ذلك يجب على هذا الاتحاد أن يكون قادراً على الإقلاع به، وبعد إثبات كينونته عقب تلك المرحلة، يتم التباحث والنظر في أمر من سيقوم بالرعاية، أو من سيمتنع عنها".
اتحاد كرة القدم .. بات يشهد قفزات نوعية
وبالحديث خاصةً عن اتحاد كرة القدم، والذي يشهد في هذه المرحلة قفزات نوعية جداً، خاصةً بما يتعلق بتقدمه على سلم التصنيف الدولي، وبمشاركة "الفدائئ" وكافة الفرق العمرية الأخرى، ومع دخولها أجواء المنافسات القارية الكبرى، خاصةً بما يتعلق بوصول منتخبنا الوطني الأول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية للمرة الثانية على التوالي، قال حجة :"نحن لا نقيم المسيرة أو الحالة الرياضية من منظور شخص ما مأزوم، أو يتعايش مع حالات وأزمات نفسية، أو حتى من منطلق شخصي، أعتقد جازماً أن اتحاد كرة القدم بالقيادة الواعية لسيادة اللواء جبريل الرجوب يعمل ضمن منظومة كبيرة جداً مدروسة ومتكاملة، وراكم الاتحاد من خلال السنوات السابقة العديد من العناصر الأساسية، وبمستويات محددة، سواء من خلال الجانب الفني، التطويري، الإداري، والمالي، وبرسالة وطنية هادفة، أصبح يمتلك منظومة متكاملة، قادرة على الإقلاع ضمن التوجه ونحو المسار الصحيح".
تجاوزنا مرحلة رفع العلم .. واقتحمنا أجواء المنافسة
وعند سؤاله عن الأهداف القادمة لمنتخباتنا وفرقنا الوطنية المختلفة، قال حجة :"أعتقد أن المطلوب من كافة الاتحادات الوصول إلى مستوى المنافسة وإن لم يكن ذلك فالاقتراب بقوة منها، ويجب علينا تناسي أمر المشاركة من أجل رفع العلم، ففي هذه المرحلة يستطيع طفل صغير أن يحمل العلم الفلسطيني خلال أي مظاهرة، وبإمكانه من خلال فعله ذلك أن يوصل عدة رسائل للعالم أجمع".
وأكمل قائلاً :"أعتقد أنه بات علينا أن نتناسى أمر المشاركة من أجل رفع العلم، ويجب أن يُولي زمن المشاركة من أجل ذلك، فلا يعقل بعد أن وصلنا إلى هذه المراحل أن نتعرض لهزائم قاسية، أو نظهر بمستوى هزيل، ثم نعود بذلك فقط".
واختتم حجة حديثه قائلاً :"بات الآن على جميع الاتحادات تخطي تلك المرحلة، والوصول إلى المستويات التنافسية، وأعتقد أن اتحاد كرة القدم على وجه الخصوص بمنتخبات الفئات العمرية المختلفة أصبح رقماً صعباً، على المستوى القاري بالحد الأدنى، رغم المستويات القوية والمتطورة، والتي تمتلك إمكانيات هائلة وضخمة ممن حولنا، إلا أننا رغم كل ذلك وصلنا لمرحلة أن منتخباتنا الكروية أصبح يحسب لها ألف حساب، وما فعله المنتخب الأولمبي أمام اليابان رغم الخسارة بهدف نظيف، وهو الذي يعتبر فريقاً صاحب مستويات عالية ومتقدمة، يعتبر إنجازاً من نواح عدة، خاصةً أن منتخبنا كان نداً قوياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكذلك إنجاز منتخبنا الوطني تحت (23) سنة، في بطولة كأس آسيا، والتي وصل فيها إلى الدور ربع النهائي، بعد فوزه على منتخب تايلند بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، وهذا كله يضاف بالطبع إلى سجل إنجازات اتحادنا الوطني لكرة القدم".