كتب محمود السقا- رام الله

بناء منظومة كروية قادرة على النهوض والسمو واصابة الانجازات والنجاحات، يحتاج الى العديد من العناصر، مثلما يحتاج الى ضوابط صارمة، ليس مسموحاً التساهل مع كل مَنْ يتجرأ على المسّ بها.
الاعتداء على الحكام والاعتراض على قراراتهم لا تهاون فيه، فالحكم جزء اصيل من هيبة وكرامة الاتحاد، الذي يمثله، وهو ايضاً قاض ينبغي احترام كل ما يصدر عنه من قرارات، حتى وإن زلت صافرته، وارتكب خطأ، أقطع أنه غير مقصود، فهو بشر يخطىء ويصيب.
إذا أردنا ان نُعلي من صرح الكرة في بلادنا، فإن احترام الحكم مُقدس، وان محاولة النيّل منه جريمة، ينبغي ان يُعاقب عليها كل مَنْ تراوده نفسه بارتكاب هذا السلوك القبيح.
لقد سبق وكتبت في هذه المساحة مشيداً ومُقدراً ومُثمناً الموقف الحاسم، الذي اتخذه اتحاد الكرة الاسباني عندما عاقب افضل لاعب في العالم، رونالدو، لانه دفع حكم اللقاء دفعة خفيفة، مُعترضاً على قراره بطرده من الملعب، فرد على سلوكه الأرعن والمُشين بايقافه خمسة لقاءات، ولم تتردد المحكمة الرياضية الاسبانية في تأييد القرار والابقاء عليه، من خلال قرار داعم.
ومثلما كان اتحاد الكرة الاسباني حازماً في وجه رونالدو، فقد مارس نفس الموقف مع اللاعب الدولي الفرنسي ولاعب اتلتيكو مدريد "جريزمان" لأنه تطاول على الحكم وأهانه فكان ان عوقب بالايقاف لقاءين.
من المهم ان يمارس اتحاد الكرة الفلسطيني، وسائر الاتحادات، نفس السلوك، خصوصاً وانه يتأهب لاطلاق باكورة بطولاته، ممثلة ببطولة كأس الشهيد ياسر عرفات يوم غد الجمعة، والمطلوب ان لا يتردد في انزال أشد العقوبات ايلاماً لكل مَنْ يحاول الاساءة للحكام.