كتب محمود السقا- رام الله

لا أدري ما هي الأسباب والمُسببات، التي أرجأت بطولة كأس فلسطين لنهاية شهر أيار الجاري، في الوقت الذي أُسدلت الستائر عن البطولات الرسمية الاتحادية، على امتداد مساحة الكرة الارضية، وتحديداً في اوروبا، ومن المعلوم ان فرقها اكثر حِراكاً ونشاطاً وخوضاً للمنافسات، لأنها تلعب على اكثر من محور وصعيد، محلي وقاري ودولي، لكنها أنهت مسابقاتها، أتعرفون لماذا؟

لأن كل شيء يُقام ويُنفذ في موعده ووقته، ويتم وضع هذه المواعيد والمواقيت في بداية الموسم، وتنفذ بحذافيرها بمنتهى الصرامة، اللهم الا اذا جدّ ظرف قاهر، وكان خارج عن الارادة، بالضبط مثلما حدث في لقاء ريال مدريد وسلتا فيغو، فقد انهمرت الامطار على نحو تعذر معه اجراء اللقاء، فسارع اتحاد الكرة الاسباني الى ضرب موعد جديد، وقد روعي فيه ان يُقام قبل المواجهة الاخيرة في "الليغا".

الالتزام والانضباط، عنصران مهمان، أكان في عالم كرة القدم، الواسع والعريض والمثير، أم سواها، لأنهما يؤشران لوجود اهتمام وجدية في العمل والآداء.

ومن المهم، لا بل من الضروري، ان نحترم الوقت، ولا ضير، ابداً، أن نتعاطى معه بنوع من القداسة. أعي، تماماً، ان هناك ظروفاً قسرية، وربما قهرية ايضاً، قد تفرض نفسها وسطوتها، فتحول دون التقيد بالوقت، وتخطي حدوده، خصوصاً في حالتنا الفلسطينية، بوجود كمّ كبير من التحديات، لكن ذلك لا يمنعنا من محاولة التغلب على الظروف، والعمل على تطويعها كي تتسق وتتناسب مع المواعيد، التي نعلن عنها سلفاً.

بطولة كأس فلسطين المتوقع ان تمتد فصولها الى غُرّة الشهر المقبل، هي البطولة الأطول عمراً، رغم ان لقاءاتها معدودة على اصابع اليد الواحدة، قياساً بلقاءات الدوري بشقيه: المحترفين والاولى، او ما اصطلع على تسمية الثاني بالاحتراف الجزئي