شهد ملاعب الكرة، اليوم، لقاءً على قدر كبير من الأهمية والقيمة، لأن طرفيه هما: هلال القدس، صاحب الصدارة المستحقة، والظاهرية، الذي يتبوأ المركز الثالث على اللائحة. أهمية اللقاء، تكمن بمعرفة هوية بطل دوري الشتاء، هل هو هلال القدس، لا سيما في حال فوزه، أم يعود الثقافي ليمسك من جديد بعجلة القيادة؟

من الصعب التنبؤ بنتائج الكرة عموماً، فما بالنا عندما يتعلق الأمر بفريقين كبيرين مثل: الهلال والظاهرية؟

اللقاءات الكبرى لها طابع خاص، فحدة المنافسة وحرارة اللعب والأداء القوي، تختلف عن سائر اللقاءات.

"أبناء العاصمة" عاقدون العزم على إسدال ستائر دوري الشتاء، وهم في مقدمة الركب، فهم على قناعة أنهم يمتلكون كافة عناصر البقاء في القمة، فالخطوط متكاملة، ودكة الاحتياط زاخرة بكم وافر من اللاعبين الجاهزين عند حدوث طارئ.

الظاهرية فريق، يفرض احترامه على الجميع، لأنه الوحيد، الذي غامر وزج بعناصره الشابة كي تُثبت نفسها، وتتمكن من صقل مواهبها، من خلال دوري، يطمح الجميع بالظهور المُشرف في منافساته، سواء تعلق الأمر بالفرق، التي تحتل المقدمة او وسط اللائحة، أو حتى فرق المؤخرة، التي تبحث عن البقاء، ضمن دوري الأضواء.

"غزلان الجنوب"، وهذا هو لقب فريق الظاهرية، سبق وان خسر، بقسوة، أمام أهلي الخليل، أتعرفون ما السبب؟ لأن هناك ضعفاً في خط الظهر، ليس هذا فحسب، بل إن غياب الخبرة عن الوجوه الشابة، التي تتدفق حيوية ونضارة وحماسة، لم تلتفت إلى وجوب الموازنة والمواءمة بين الخطوط الثلاثة، وقد ضُربت شباك الظاهرية من الهجمات المرتدة، بسبب وجود مساحات شاسعة في خط الدفاع، رغم ان الفريق يؤدي بشكل ممتاز وحسن، لكن مشكلته تكمن بالثغرات، التي تظهر، بشكل واضح، عندما يفقد الفريق الكرة، وهذا ما ينبغي الالتفات له والعمل على معالجته، هذا إذا أراد الظاهرية أن يبقى حاضراً في محيط القمة.