عـندما تكون الجرأة مطلوبة
كتب محمود السقا- رام الله
جرأة الكاتب في معالجاته ووقفاته هي جواز سفر له للدخول إلى قلوب وعقول المتلقين من دون استئذان، على أن الجرأة، بمفهومها الشامل، تعني الانحياز للصدق والموضوعية، والابتعاد عن المغالاة، فهناك ضوابط ومعايير، ينبغي على الكاتب أن يتسلح بها قبل أن يشرع في النقد، وفي مقدمتها أن ينتقد، من أجل التصحيح والتصويب، وليس من أجل التقريع والتأنيب، جرياً على المأثور: "إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع".
عندما نكتب عن المنتخبات الوطنية، ومن ضمنها: منتخب الكرة الأول، فإن الجرأة مطلوبة، والمصارحة ضرورية، لأن الأمر يتعلق بمنتخب يُعد من أبرز وأهم الرموز الوطنية، وكل ما يهمنا، كما جماهير الكرة المؤازرة له، وهي بالمناسبة أعداد كبيرة ومهولة، أن يعكس الوجه الحضاري لفلسطين، وأن يُرسخ الصلابة والقوة والشموخ والعنفوان، الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني، بشكل عام، وشباب الوطن على وجه الخصوص.
"الفدائي الكبير"، يحتاج إلى عمل دؤوب، من دون انقطاع، مثلما يحتاج إلى طواقم أخرى، بحيث تُضاف إلى الطاقم الفني، فنحن نحتاج إلى متخصصين في التغذية، ومتخصصين في الأحمال، وخبراء في تدريب حراس المرمى، لقد شاهدت أن هناك لاعبين بأوزان زائدة، مثل هذا الأمر يعيق من قوة اللاعب البدنية، ويُقلل من مردوده داخل الميدان، مثلما يؤثر في تحمله.
برمجة لقاءات دورية لـ "الفدائي" على نحو لقاءات: طاجكستان ولبنان ومن بعد ذلك المغرب، نقلة نوعية في تفكير القائمين على اتحاد الكرة، ولجنة المنتخبات. مثل هذه اللقاءات تزيد من منسوب الخبرة والاحتكاك، ومن منسوب أنصار "الوطني" وتساهم بمضاعفة أعدادهم. لقد شاهدنا، بنوع من الفخر والزهو، كيف أن الفدائي يلعب في أرض شقيقة هي لبنان، وأعداد جماهيره حاضرة في ملعب المباراة.
هذا المشهد الجمالي الحافل بالدلالات والمعاني والصور البهية، يُفترض أن يدفعنا إلى تأمله، تمهيداً للشروع في البناء على هديه. إن منتخباً يحظى بقاعدة جماهيرية، أينما ذهب وحيثما حل، خصوصاً في المحيط العربي، ينبغي أن يكون من الصفوة المختارة، فنياً وانضباطياً، وتأسيساً على ذلك، فإننا عندما نعالج شأناً خاصاً بالمنتخب، فإننا نقول ما عندنا بكل صراحة ووضوح، ومن دون تحفظ.