وثيقة: الفيفا ترعى مباريات على أراض "مغتصبة" وبال سبورت تنشر مقتطفات من التقرير
"أندية كرة القدم
الإسرائيلية في المستوطنات مشاركة في انتهاكات حقوق الإنسان"
أصدرت جمعية "هيومن رايتس ووتش" بحثا
جديدا قالت فيه إن الفيفا ترعى مباريات في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية
على أراض انتزعت بشكل غير قانوني من الفلسطينيين. على الفيفا تحمّل مسؤولياتها في
حقوق الإنسان، ومطالبة "الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم"، الذي يُشرف على
مباريات في مستوطنات غير قانونية خارج حدود إسرائيل تعود للفلسطينيين، بنقل جميع
الألعاب والأنشطة التي ترعاها الفيفا إلى داخل إسرائيل.
ساري بشي، مديرة مكتب في إسرائيل وفلسطين: " تشوّه
الفيفا لعبة كرة القدم الجميلة، بإقامة مبارياتها على أرض مسروقة، المسؤولون الجدد
الذين تولوا زمام الفيفا قطعوا التزامات جديدة في مجال حقوق الإنسان هذا العام،
وعليهم اشهار البطاقة الحمراء في وجه أندية المستوطنات، والإصرار على التزام
الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالقواعد."
ملعب كرة قدم في جفعات زئيف
حقّقت هيومن رايتس ووتش في أوضاع الأندية التي تلعب في
الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وتقيم مبارياتها الرسمية خارج إسرائيل، في ملاعب
تقع في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية التي استولت عليها إسرائيل واحتلتها
عام 1967. المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، لأن نقل القوة
المحتلة للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة يشكل انتهاكا لـ "اتفاقية جنيف
الرابعة" ويعتبر جريمة حرب. بنيت المستوطنات على أراض صودرت من الفلسطينيين.
مباريات الاتحاد الإسرائيلي في المستوطنات هي بالفعل
موضع نزاع بينه وبين " الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم"، الذي يدعي أن
الاتحاد الاسرائيلي ينتهك قوانين الفيفا التي تحظر أعضاءها من إقامة مسابقات في
مناطق اتحادات أخرى دون إذن. الاتحاد الفلسطيني عضو في الفيفا منذ عام 1998،
باعتبار أراضيه تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، المعترف بها دوليا كـ "الأراضي
الفلسطينية المحتلة" أو فلسطين. يقول الاتحاد الإسرائيلي، وهو أيضا عضو في
الفيفا، إن على الفيفا السماح له بمواصلة إقامة المباريات في المستوطنات، وينبغي
عدم اتخاذ أي موقف بشأن الوضع في الضفة الغربية. يحكم الجيش الاسرائيلي الضفة
الغربية على أنها أرض متنازع عليها تحت الاحتلال العسكري، ويعتبرها المجتمع الدولي
خاضعة للاحتلال، ولكن الحكومة الإسرائيلية وحدها تقريبا تشير إلى الضفة الغربية
على أنها "أراض متنازع عليها".
أنشأت الفيفا العام الماضي لجنة مراقبة لحل القضية،
وقالت اللجنة إنها ستقدم توصياتها إلى اجتماع مجلس الفيفا في 13 أكتوبر/تشرين
الأول بزيوريخ.
أبرزت أبحاث هيومن رايتس ووتش أن المسألة ليست مجرد خلاف
بين الاتحادات الوطنية على تفسير قوانين الفيفا. فمن خلال سماح الفيفا للاتحاد
الاسرائيلي بإجراء مباريات داخل المستوطنات، تنخرط بذلك في نشاط تجاري يدعم
المستوطنات الإسرائيلية، خلافا لالتزامات حقوق الإنسان التي أكدتها مؤخرا. حدّد
تقرير كتبه جون روجي، مؤلف "مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال
التجارية وحقوق الإنسان"، بتكليف من الفيفا وصدر في 16 أبريل/نيسان 2016،
مسؤوليات حقوق الإنسان للشركات، وقدم توصيات محددة للفيفا لتنفيذ هذه المبادئ في
أنشطتها. تولى رئيس الفيفا المنتخب حديثا جياني إنفانتينو الرئاسة متعهدا بتوجيه
الفيفا بعيدا عن فضائح حقوق الإنسان والفساد في السنوات الأخيرة، حتى يمكن
للجماهير واللاعبين التركيز على "لعبة كرة القدم الجميلة". قالت هيومن
رايتس ووتش إن ممارسة الأعمال التجارية في المستوطنات لا يتفق مع هذه الالتزامات.
طلبت هيومن رايتس ووتش تعليقات من الفيفا والاتحاد
الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. قالت الفيفا إنها سترد في وقت لاحق،
بينما رفضت اليويفا الرد. أرسل الاتحاد الإسرائيلي ردا في 23 سبتمبر/أيلول 2016.
أرسلت هيومن رايتس ووتش أيضا ملخص التقرير إلى منظمي نوادي المستوطنات، داعية
إياهم إلى الرد، فاستجاب مسؤولو 4 من هذه النوادي.
وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقا كيف تساهم الشركات
التجارية في الضفة الغربية في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي
الإنساني وتستفيد منها: فهي في أراض أخِذت بصورة غير قانونية من الفلسطينيين،
وتستغل الموارد الطبيعية التي تعود للفلسطينيين، والتي يتم تخصيصها بطريقة تمييزية
لصالح الإسرائيليين، في إطار نظام تمييزي يقدم الامتيازات للشركات الإسرائيلية في
حين يمنع الشركات والمؤسسات الاجتماعية والبنية التحتية الفلسطينية من التطور.
ينتهك نقل سلطة الاحتلال للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة القانون الإنساني
الدولي أيضا. تتطلب المبادئ التوجيهية من الشركات احترام القانون الدولي لحقوق
الإنسان، ومعايير القانون الدولي الإنساني أيضا. طبّقت هيومن رايتس ووتش نفس
التحليل على مباريات الاتحاد الإسرائيلي التي تُقام في المستوطنات وترعاها الفيفا.
أولا: بُنيت ملاعب المستوطنات، بما فيها ملعب في قاعة
مغطاة، على أرض أخِذت بصورة غير قانونية من الفلسطينيين، ومعظمها بمصادرة أراض
تابعة لأفراد فلسطينيين أو قرى فلسطينية، وإعلانها تابعة للدولة، ثم تخصيصها
للمدنيين الإسرائيليين فحسب. يحصر القانون العسكري في الضفة الغربية دخول
المستوطنات على المواطنين الإسرائيليين والمقيمين الإسرائيليين وحاملي التأشيرات
الإسرائيلية، أو الأفراد من أصول يهودية. لا يُسمح لسكان الضفة الغربية
الفلسطينيين البالغ عددهم 2.5 مليون، دون اعتبار سكان القدس الشرقية، بدخول
المستوطنات، باستثناء ما يقرب من 26 ألف عامل يحملون تصاريح خاصة. يمكن للمواطنين
العرب والمقيمين في إسرائيل، مثل نظرائهم اليهود، دخول المستوطنات.
ثانيا: أظهرت الوثائق المالية التي راجعتها هيومن رايتس
ووتش أن الاتحاد الاسرائيلي انخرط في نشاط تجاري يدعم المستوطنات. توفر أندية كرة
القدم في المستوطنات عمل بدوام جزئي وخدمات ترفيهية للمستوطنين، ما يجعل
المستوطنات أكثر استدامة، وبالتالي تدعم نظاما قائما على انتهاكات جسيمة لحقوق
الإنسان.
ثالثا: توفر النوادي خدمات للإسرائيليين ولكنها لا
تقدمها للفلسطينيين ولا تستطيع فعل ذلك، إذ لا يُسمح للفلسطينيين بدخول المستوطنات
إلا كعمال يحملون تصاريح خاصة. لذلك لا تتاح فرق كرة القدم في المستوطنات إلا
للإسرائيليين فقط، ولا يستطيع الفلسطينيون في الضفة الغربية المشاركة واللعب في
الفرق أو حتى حضور المباريات كمتفرجين. تتلقى الأندية في معظمها تمويلا من بلديات
المستوطنات والمجالس الإقليمية، التي تدفع لهم أساسا لتنظيم الخدمات الرياضية
والترفيهية للإسرائيليين فقط.
النشاط التجاري للأندية الأعضاء في الاتحاد الإسرائيلي،
والفيفا بصفة عامة، يرمي إلى تطوير كرة القدم في مستويات متنوعة في منطقة جغرافية
واسعة، لتشجيع كرة القدم للمحترفين كرياضة وهواية وطنية ودولية. تعمل أندية
المستوطنات على انتداب وتدريب لاعبين للفرق الإسرائيلية المحترفة التي توفر
للاتحاد الإسرائيلي والفيفا عائدات مالية من مبيعات التذاكر وحقوق البث. لا توفر
فرق المستوطنات إيرادات مباشرة للاتحاد الإسرائيلي والفيفا، مثل معظم الفرق التي
تلعب في دوري الدرجات الدنيا، لكنها جزء من صناعة كرة القدم الاحترافية المتجذرة
في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتوفر 33 مليار دولار سنويا، وتساعد في الحفاظ
على كرة القدم كالرياضة الأكثر شعبية في العالم. الفيفا اتحاد غير هادف للربح مثل
الاتحاد الإسرائيلي ونوادي المستوطنات، ولكنها تشارك في نشاط تجاري كبير وفقا
لتقرير جون روجي.
تظهر السجلات المالية أن الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة
القدم أرسلا في السنوات الأخيرة ملايين الشيكلات سنويا إلى الاتحاد الإسرائيلي
كجزء من علاقة مالية متبادلة يُمكن من خلالها للفيفا والاتحاد الأوروبي كسب المال
من الألعاب الإقليمية والدولية التي تخوضها الفرق الإسرائيلية.
تظهر حالة ناد يلعب في مستوطنة جفعات زئيف أن الاتحاد الاسرائيلي وبالتالي الفيفا، يقيم مباريات على ملعب خارج الحدود يعود لعائلتين فلسطينيتين من بيتونيا المجاورة، لم تتمكنا من الوصول إلى أراضيهما بعد أن بنَت إسرائيل المستوطنات عام 1977، ومنعت الفلسطينيين من دخولها. قال ربحي دولة رئيس بلدية بيتونيا لـ هيومن رايتس ووتش إن بلدة بيتونيا الفلسطينية فقدت معظم أراضيها الزراعية بسبب الأوامر العسكرية الإسرائيلية التي تمنع الوصول والحواجز المادية. بنَت إسرائيل "جدارا عازلا" منذ أكثر من عقد من الزمن، يقطع الأجزاء المبنية من بيتونيا عن الأراضي المفتوحة. تقع أجزاء كبيرة من الجدار، بما في ذلك في بيتونيا، في الضفة الغربية المحتلة. اعتبر رأي استشاري لـ "محكمة العدل الدولية" أن الجدار غير قانوني ودعا الدول إلى "عدم الاعتراف بالوضع غير القانوني الناتج عن تشييد الجدار وعدم تقديم العون أو المساعدة في الإبقاء على الوضع الناشئ عن هذا البناء".
في حديثه عن ندرة المساحات المفتوحة في بيتونيا،
تساءل ربحي دولة: "نريد بناء ملعب لأطفالنا كي يحظوا بفرصة اللعب وتطوير
مهاراتهم بطريقة مهنية، ولكن أين يمكننا أن نفعل ذلك إذا لم يكن لدينا أي أرض؟".
قال صلاح الدين قرط (67 عاما)، أحد المالكين المسجلين
للأرض التي أقيم عليها ملعب جفعات زئيف، لـ هيومن رايتس ووتش إن والده فقد إمكانية
الوصول إلى أرضهم أواخر سبعينات القرن الماضي، عندما بنَت إسرائيل المستوطنات
وأعلنت أنها محظورة على الفلسطينيين. ابن شقيق قرط لاعب كرة قدم في نادي بيتونيا،
الذي يضطر للتدريب واللعب في بلدة مجاورة لبيتونيا لأنه لا يوجد فيها ملعب يلبي
شروط الفيفا.
قال مديرو أندية المستوطنات لـ هيومن رايتس ووتش
إن النوادي تقدم خدمة هامة لمجتمعاتهم، بما فيها مساعدة الأطفال من خلفيات محرومة
وممارسة الكبار للياقة البدنية والحياة الصحية. قال بن حداد، مدير ملاعب كرة القدم
البلدية في معاليه أدوميم لـ هيومن رايتس ووتش إن ناديه يوفر الترفيه الآمن
للأطفال في المجتمع، بمن فيهم الذين يأتون من خلفيات عائلية أو اجتماعية أو
اقتصادية سيئة.
لا تنفي هيومن رايتس ووتش أن أندية المستوطنات توفر
الخدمات لمجتمعاتها. قالت هيومن رايتس ووتش إنه من خلال توفير نشاطات المستوطنات
هذه للإسرائيليين دون الفلسطينيين، وعلى أرض استولت عليها السلطات الإسرائيلية
بصورة غير قانونية من فلسطينيين، تسهم هذه الأندية في انتهاكات خطيرة لحقوق
الإنسان، بغض النظر عن النوايا الحسنة للمسؤولين عنها. قالت هيومن رايتس ووتش إنه
بمعزل عن الخلاف السياسي الدائر حول مصير المستوطنات وأندية كرة القدم فيها،
تتناقض رعاية مباريات في المستوطنات مع التزام الفيفا التي أكدت عليه مؤخرا،
باحترام حقوق الإنسان في أنشطتها التجارية. قالت هيومن رايتس ووتش إن ادعاء البعض
أن المستوطنات سيتم ضمها إلى إسرائيل في المستقبل، وبالتالي يجب السماح لها
بالاستمرار، هو ليس تخمينا وحسب، بل تجاهلا أيضا لانتهاكات لحقوق الإنسان الخطيرة،
الذي يشكلها وجود المستوطنات ويتسبب به اليوم.
قالت بشي: "بغض النظر عن القرارات السياسية التي
ستتخذ بشأن المستوطنات في المستقبل، فهي تمثّل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في
الوقت الحالي وتسهم فيها. لهذه المشكلة حل وحيد: أن تُعلم الفيفا أندية الاتحاد
الإسرائيلي أنه يُمكنها التدريب واللعب كما تشاء، ولكن داخل إسرائيل فقط".
منهجية البحث
أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات هاتفية مع مسؤولين من
جميع أندية المستوطنات الست. استعرضت السجلات المالية والبروتوكولات ووثائق تأسيس
أندية المستوطنات واتحاد كرة القدم الإسرائيلي (إفا)، التي استُصدرت من سجل
المنظمات غير الربحية واتحاد كرة القدم الإسرائيليين، ومحاضر اجتماعات بلديات
المستوطنات والمجالس المحلية والمعلومات الترويجية التي نشرتها المستوطنات.
قابلت هيومن رايتس ووتش مالكي أراضي وموظفين عموميين،
بمن فيهم رئيس بلدية بلدة بيتونيا الفلسطينية، التي فقدت كثيرا من أراضيها
الزراعية لصالح مستوطنة جفعات زئيف ومجمع عسكري إسرائيلي قريب. استعرضت خرائط
قدمتها الإدارة المدنية الإسرائيلية، وهي فرع من الجيش الإسرائيلي، إلى منظمة
"كِرِم ناڤوت" البحثية غير الحكومية الإسرائيلية، وقارنتها هي وصور جوية
حصلت عليها كِرِم ناڤوت بخرائط وسجلات أراضي في وزارة الحكم المحلي الفلسطينية
ومكتب بلدية بيتونيا لتسجيل الأراضي.
استعرضت هيومن رايتس ووتش أيضا وثائق قانونية متعلقة
بتسجيل الأرض التي بُني عليها ملعب كرة القدم في جفعات زئيف، بما فيه وضعها في
سجلات الأراضي بالإدارة المدنية. حضرت هيومن رايتس ووتش افتتاح موسم رياضي في
آرييل، وزارت ملعب لكرة القدم في جفعات زئيف ومركز اجتماعي في كريات أربع، العنوان
المسجل لنادي "نير إليتزور يهودا". أرسلت هيومن رايتس ووتش طلبات
معلومات إلى الفيفا واليويفا وإفا.
أرسلت هيومن رايتس ووتش أيضا ملخصا لمحتويات هذا المنشور
إلى إفا والفيفا، وأندية المستوطنات الست، ودعتهم للرد كي يُضمن في هذا المنشور،
وصوّبت النص في ضوء المعلومات الإضافية التي قدموها.
إفا واليويفا والفيفا
إفا-اتحاد كرة القدم الإسرائيلي عضو في الفيفا منذ 1929،
وهو أيضا عضو في اليويفا-الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. إفا هي جمعية غير ربحية،
بإجمالي إيرادات يقدر بـ 85 مليون شيكل (23 مليون دولار) عام 2014، معظمها من
الحكومة الإسرائيلية (عن طريق اليانصيب العام)، ومبيعات التذاكر وحقوق البث
والأموال المحولة من الفيفا واليويفا لتنظيم مسابقات وتطوير البنية التحتية. أعلن
إفا عن 1076 موظف بأجر يعملون لديه عام 2013. تتضمن نفقات، إفا بالإضافة إلى
الرواتب، تكاليف دعم الأندية الإسرائيلية وتنظيم المباريات والتدريب وأجور
الحكّام، وصيانة الملعب الوطني، وتعزيز صناعة كرة القدم. ينظم إفا فعاليات لأندية
كرة القدم الإسرائيلية، ويعزز أنشطتها ويكسب المال منها أيضا من خلال مبيعات
التذاكر، وحقوق البث للمباريات التي يلعبونها.
هناك أيضا علاقات مالية وأخرى متبادلة بين إفا
والاتحادات الدولية والإقليمية التي ينتمي إليها. يتلقى إفا المال من الاتحادين
الدولي والأوروبي لمشاريع لتطوير صناعة كرة القدم في إسرائيل، وكذلك عن المباريات
التي تُلعب على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما توفر أنشطة إفا الدخل للفيفا
واليويفا، التي تتلقى عائدات عن مبيعات التذاكر، وحقوق البث لمباريات تلعبها فرق
إسرائيلية على الصعيدين الأوروبي والدولي. تلقت إفا وفقا لتقارير مالية أكثر من 8
ملايين شيكل (2 مليون دولار) من اليويفا وما يقرب من مليون شيكل (260 ألف دولار)
من الفيفا عام 2012. التزم اليويفا في اتفاق عام 2010 بدفع 13 مليون يورو (14.7
مليون دولار) على مدى 4 سنوات لتطوير كرة القدم الإسرائيلية.
تُنظَّم جميع المباريات التي تخوضها الفرق الأعضاء في
إفا برعاية الفيفا واليويفا، وتخضع لقواعدها حتى لو كانت مباراة محلية بين فريقين
إسرائيليين. للموافقة على الملاعب التي تلعب فيها أندية المستوطنات، على سبيل
المثال، يطبق مسؤولو إفا قوانين الفيفا ويتأكدون أن الملاعب تلبي معايير الفيفا
وبالتالي يمكن أن تكون جزءا من الدوري الوطني، الذي تحدد مبارياته أهلية المشاركة
في المنافسات الإقليمية والدولية. يطبّق حكّام إفا الذين يحكّمون المباريات التي
تلعب في إسرائيل أو في المستوطنات قوانين الفيفا واليويفا.
نوادي المستوطنات وتجارة كرة القدم.
هناك 6 أندية كرة القدم أعضاء في إفا تعتمد
ملاعبها الرسمية في مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية، وفقا لبحث أجرته هيومن
رايتس ووتش:
1. نادي مكابي آرييل لكرة قدم الصالات، فريق للرجال
للدوري العالي (صالات)، بالقرب من سلفيت. يضم أيضا فرق أطفال لثلاث فئات عمرية.
2. نادي آرييل البلدي لكرة القدم، فريق للرجال في الدوري
(ج) في آرييل. يضم أيضا فريق للشباب و3 فرق للأطفال.
3. بيتار جفعات زئيف شابي، (لديه فريق للرجال في جفعات
زئيف، الدوري الثاني، قرب رام الله. يضم أيضا 9 فرق للشباب والأطفال.
4. بيتار معاليه أدوميم، فريق للرجال في معاليه أدوميم،
الدوري (ب)، في ضواحي القدس. يضم أيضا فريقين للشباب و6 فرق للأطفال.
5. هبوعل أورانيت، فريق الرجال في أورانيت، الدوري (ج)،
على الجهة الأخرى من الخط الأخضر مقابل مدينة روش هاعين الإسرائيلية. يضم أيضا
فريقين للشباب وفريق للأطفال.
6. حبوعل وادي الأردن، فريق للرجال يلعب مبارياته في
مستوطنة تومر بالضفة الغربية ويتدرب في إينات داخل إسرائيل. يعتبر ملعبا رسميا
ايضا لمستوطنة أورانيت. الدوري (أ) ويضم فريقا للشباب.
بالإضافة إلى ذلك نادٍ إسرائيلي سابع لكرة القدم، هبوعل
قطمون أورشليم، لديه ملعبان رسميان في القدس الغربية، كما يلعب بعض المباريات
"على أرضه" في مستوطنة معاليه أدوميم.
يلعب ناديان آخران مبارياتهما داخل إسرائيل ولكن
مكاتبهما مسجلة ومستخدمة لتلقي المراسلات الرسمية في مستوطنات: هبوعل أورشليم يلعب
في القدس ولكن مكتبه مسجل في مستوطنة جفعا بنيامين قرب رام الله، في عنوان منزل
مؤسس الجمعية التي تدير النادي على ما يبدو. يلعب إروني إليتزور يهودا في مدينة
بئر السبع الإسرائيلية لكن عنوانه مسجل في مركز مجتمع محلي في مستوطنة كريات أربع
قرب الخليل.
تلعب الأندية في أدنى 3 دوريات من أصل 5 في كرة القدم
الإسرائيلية، (أ، ب، ج)، والتي تعتبر شبه محترفة. تدفع الأندية التي تلعب في دوريي
(أ) و(ب) للاعبين الرجال راتبا متواضعا بدل دوام جزئي في الموسم، في حين تدفع
أندية الدوري (ج) للمدربين ولكن لا تدفع لمعظم اللاعبين. جميع هذه الأندية لديها
فريق رجال وأطفال و/أو فريق شباب. لديها ارتباط وثيق مع بلديات المستوطنات
والمجالس المحلية، ومعظمها يحصل على دعم مالي كبير ويستخدم ملاعب المستوطنات
مجانا، وتعلن البلديات عن أنشطتها، وتصفها في حالة واحدة على الأقل بأنها خدمة
مقدمة للسكان. تشمل مصادر دخلها تمويل من بلديات المستوطنات والمجالس المحلية،
وإفا واليانصيب العام الإسرائيلي، والرسوم المدفوعة من قبل الأطفال المشاركين في
الدوريات ومعسكرات كرة القدم، والتبرعات العينية من الشركات المحلية. تشمل نفقاتها
رواتب المدربين وبعض اللاعبين والنقل والمعدات. يدير النوادي جمعيات غير ربحية
تأسست لهذا الغرض، كما هو الحال بالنسبة لمعظم أندية كرة القدم الإسرائيلية شبه
الاحترافية. تسعى الجمعيات بصراحة في بعض الحالات إلى تعزيز المستوطنات من خلال
توفير الخدمات الترفيهية لجذب الزوار والمقيمين الجدد، ما يساهم في نقل مزيد من
المدنيين الإسرائيليين إلى الضفة الغربية.
تدرج الجمعية التي تدير نادي آرييل لكرة القدم في
الملاعب المفتوحة، على سبيل المثال، أحد أهدافها كالتالي: "خلق التعاون
الإقليمي في مجال كرة القدم مع توسيع الأنشطة في هذا القطاع في مدينة آرييل، بحيث
تكون بمثابة مركز جذب وعاصمة كرة القدم في المنطقة". قال رئيس المجلس
الإقليمي لمستوطنات وادي الأردن ديفيد ألحياني، لموقع إخباري إسرائيلي، إن فريق
وادي الأردن يوفر فرصة لـ "فرق أخرى لتأتي وترى وتتعرف على وادي الأردن
وتتمتع بجماله... قضينا سنوات عديدة للوصول إلى هذا الوضع".
باستثناء ناديي أورانيت وآرييل لكرة قدم الصالات، تُمول
الأندية بشكل كبير من المستوطنات التي تلعب فيها، باستخدام الميزانيات المخصصة
لتوفير المرافق الرياضية والترفيهية للسكان. وصف المجلس المحلي في جفعات زئيف نادي
كرة القدم أنه "خدمة نقدمها للسكان"، وفي اجتماع المجلس في ديسمبر/كانون
الاول عام 2015، وافق على منحة قدرها 426 ألف شيكل (114 ألف دولار) لنادي جفعات
زئيف، وتبدو أنها مبلغا يعادل ما يقرب من نصف النفقات السنوية المعتادة للنادي.
تقدم بلدية آرييل 66 في المئة من تمويل فريق آرييل في الهواء الطلق، وفقا للتقارير
المالية للمجموعة لعام 2014. وفقا لاتفاق عام 2011، توفر بلدية معاليه أدوميم 60
في المئة من تكلفة فريق الرجال للنادي الذي كان لديه 47 موظفا بدوام جزئي عام
2014. يدفع المجلس الإقليمي 72 في المئة من تكاليف نادي وادي الأردن، بما يشمل
رواتب 13 موظفا بدوام جزئي، وفقا لوثائق مالية لعام 2014. توفر الأندية بطولات كرة
القدم ومعسكرات للأطفال مقابل رسوم، بالإضافة إلى تنظيم ألعاب للكبار لإمتاع
المشاهدين المحليين والزائرين (أو المشجعين).
لكن بسبب التمييز المتأصل في المستوطنات الإسرائيلية،
ليس للأندية خيارا سوى تقديم هذه الخدمات بطريقة تمييزية. لا يسمح الجيش
الإسرائيلي للفلسطينيين بدخول المستوطنات، التي يعتبرها مناطق عسكرية مغلقة،
باستثناء عمال يجب أن يكون لديهم إذن خاص. لهذا السبب، يمكن للاعبين الإسرائيليين
وليس الفلسطينيين من الضفة الغربية دخول المستوطنات للتدرب والمنافسة. يمكن
للمشاهد الإسرائيلي وليس الفلسطيني حضور المباريات. يمكن للأطفال الإسرائيليين
وليس الفلسطينيين اللعب في بطولات الشباب أو الانضمام لمعسكرات كرة القدم.
بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الأندية العمل بدوام جزئي
لبعض سكان المستوطنات خلال الموسم، ما يجعلها مكانا أكثر جاذبية للعيش من خلال
توفير دخل إضافي قرب أماكن سكنهم. تدفع نوادي معاليه أدوميم وجفعات زئيف ووادي
الأردن ما يعادل رواتب عمل جزئي للاعبيها (تصنف الأندية اللاعبين الأعلى أجرا،
ويحصل لاعبوها على بدل مالي سنوي إجمالي خلال موسم كرة القدم يتراوح بين 12 ألف
شيكل (3000 دولار) و26 ألف شيكل (7000 دولار)). تدفع جميع الأندية أجورا لمدربيها،
وفقا لمقابلات مع مسؤولي النوادي وسجلاتها المالية". يأتي اللاعبون والمدربون
من إسرائيل والمستوطنات.
الأندية هي جزء لا يتجزأ من صناعة كرة القدم
الإسرائيلية، وهي بدورها جزء أساسي من صناعة كرة القدم الأوروبية والدولية. رغم أن
أندية المستوطنات تلعب في دوريات دنيا، قال مديرو الأندية لـ هيومن رايتس ووتش إن
بعض اللاعبين يشقون طريقهم بأنفسهم إلى الدوريين الاحترافيين الإسرائيليين. تغذي
فرق المستوطنات بالتالي فرق البطولات الإسرائيلية العليا، التي تتنافس في أوروبا
أو أبعد منها. تتنافس الدوريات الاحترافية إقليميا ودوليا، وتوفر عائدات للفيفا
واليويفا وإفا على شكل مبيعات التذاكر وحقوق البث والمواد الترويجية للفرق. حتى
عندما تلعب الأندية مع أندية أخرى أعضاء في إفا، فهي تقوم بذلك كجزء من الفيفا
واليويفا، وتعزيز صناعة كرة القدم للمحترفين داخل إسرائيل وخارجها، بما فيه عن
طريق بناء والحفاظ على قاعدة جماهيرية من الناس الذين يشترون التذاكر ويشاهدون
المباريات على التلفزيون ويشترون منتوجات مرخصة لكرة القدم. يوفر كل ما سبق عائدات
مالية للفيفا واليويفا.
اللعب على أرض مسروقة
ملاعب المستوطنات، مثل المستوطنات نفسها، مبنية على أراض
أخِذت بصورة غير قانونية من الفلسطينيين، باستخدام عدة آليات للمصادرة. بنيت معظم
المستوطنات التي أنشئت قبل عام 1979 على أراض تم الاستيلاء عليها لأجل ما يسمى
الاستخدام العسكري، ولكن خصصت فيما بعد للاستخدام المدني الإسرائيلي، في انتهاك
لقوانين الاحتلال. منذ ثمانينات القرن الماضي أنشِأت مستوطنات جديدة في الغالب على
ما وصفته إسرائيل بـ "أراضي الدولة"، وهي تسمية واسعة تشمل أيضا الأراضي
ذات الملكية الخاصة التي أعادت إسرائيل تصنيف وضعاه، ومعظمها في عام 1980. وفقا
لسجلاتها الخاصة، حددت إسرائيل مساحات شاسعة من الأراضي – 650 ألف دونم (65 ألف
هكتار) في المنطقة "سي"، الجزء من الضفة الغربية الذي تبنى فيه المستوطنات،
على أنها أراضي دولة، وخصصت 99.3 في المئة منها للاستخدام الإسرائيلي، للمستوطنات
الإسرائيلية والمصالح التجارية الإسرائيلية بمعظمه، وخصصت 0.7 في المئة فقط
للفلسطينيين.
لا يسمح القانون الإنساني الدولي لإسرائيل باستخدام
أراضي الضفة الغربية، إلا للاحتياجات العسكرية الإسرائيلية أو لصالح سكان الضفة
الغربية الفلسطينيين.
لم تشارك جمعيات ونوادي كرة القدم التي تمت مناقشتها في
هذا المنشور بالاستيلاء على الأراضي التي أنشِأت عليها ملاعب كرة القدم، ولا تملك
الأندية الملاعب بل تستخدمها بإذن من سلطات المستوطنات المحلية.
وفقا لسجلات نظام المعلومات الجغرافية التي قدمتها
الإدارة المدنية الإسرائيلية لمنظمة "كِرِم ناڤوت" غير الحكومية
الإسرائيلية، التي تبحث في استخدام الأراضي في الضفة الغربية، بُنيت ملاعب جفعات
زئيف ومعاليه أدوميم على أراض فلسطينية خاصة أغلقت في وجه أصحابها، وأن الملاعب في
آرييل وأورانيت على أرض أعادت إسرائيل تصنيفها على أنها أراضي دولة بعد عام 1967.
مع ذلك، تشير الصور الجوية التي حصلت عليها "كِرِم ناڤوت" من وكالة رسم
الخرائط الحكومية الإسرائيلية، "مسح إسرائيل"، إلى أن الأرض التي بُنيت
عليها ملاعب الهواء الطلق في آرييل وأورانيت كانت مزروعة على الأقل جزئيا قبل
إنشاء المستوطنتين. تشير زراعة هذه الأرض أيضا أنها ربما كانت تحت ملكية فلسطينية
خاصة في ظل نظام الأرض في الضفة الغربية منذ السلطنة العثمانية، والذي لا يزال
معترف به رسميا من قبل إسرائيل، يعطي الحق في الأرض لأولئك الذين يزرعونها بشكل
مستمر. تشمل علامات الزراعة إزالة الحجارة، وبناء الجدران الحجرية والمصاطب، التي
تتفق مع أساليب الزراعة المستخدمة في المنطقة.
كانت الأرض الذي يلعب عليها فريق وادي الأردن مسجلة
كأراضي دولة قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وهذا يعني أنها لم تكن ملكية خاصة،
ولكن بموجب القانون الإنساني الدولي يمكن استخدامها فقط للاستخدام العسكري
الإسرائيلي أو لصالح الفلسطينيين.
يمكن تلخيص ما سبق كما يلي:
يظهر تحليل هيومن رايتس ووتش لسجلات الإدارة المدنية
الإسرائيلية وسجلات وكالة رسم الخرائط الحكومة الإسرائيلية، التي حصلت عليها
"كِرِم ناڤوت" أن الملاعب التي تجري فيها أندية المستوطنات مبارياتها
لها الأوضاع التالية:
1. ملعبا آرييل وأورانيت في الهواء الطلق: قد تكون الأرض
ملكية خاصة (ملكية فلسطينية) أعلنتها السلطات الإسرائيلية "أراضي
الدولة"، رغم أن الصور الجوية تشير إلى أنه قبل إعلانها كذلك، كانت الأراضي
مزروعة، وهو مؤشر على أنها ملكية خاصة. خصصتها السلطات الإسرائيلية للاستخدام
المدني الإسرائيلي حصرا.
2. ملعب معاليه أدوميم: أرض ملكية خاصة (ملكية فلسطينية)
صادرتها السلطات الإسرائيلية وخصصتها للاستخدام المدني الإسرائيلي حصرا.
3. ملعب جفعات زئيف: أرض ملكية خاصة (ملكية فلسطينية)،
أخِذت دون إذن وأغلقت في وجه أصحابها بعد أن بنَت السلطات الإسرائيلية جفعات زئيف
ومنعت الفلسطينيين من دخولها إلا كعمال يلزمهم تصريح خاص للدخول. مخصصة للاستخدام
المدني الإسرائيلي حصرا.
4. ملعب وادي الأردن: سجلت أنها أراضي الدولة قبل
الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ولكن خصصت الآن للاستخدام المدني الإسرائيلي حصرا.
رغم الاختلافات، جميع هذه الملاعب بُنيت على أرض يبدو أن
السلطات صادرتها الإسرائيلية واستخدمتها في انتهاك للقانون الدولي.
تشير السجلات في وزارة الحكم المحلي الفلسطينية وبلدية
بيتونيا، هي بلدة فلسطينية قرب رام الله، إلى عائلتين أنهما أصحاب قطعة الأرض التي
بُني عليها ملعب جفعات زئيف. طلبت إحدى العائلتين عدم الكشف عن هويتها. العائلة
الأخرى هي عائلة القرط، المسجلة على أنها مالكة معظم الأرض. تسجل الإدارة المدنية
الإسرائيلية أيضا أعضاء من عائلة القرط أنهم أصحاب الأرض المفترضين، وفقا للسجلات
الإسرائيلية الرسمية التي قدمها صلاح الدين القرط إلى هيومن رايتس ووتش. نظرا إلى
أن الإدارة المدنية الإسرائيلية تحتفظ بسجلات ملكية الأراضي سرا، وتفرج فقط عن هذه
الوثائق إلى أولئك الذين يقدمون دليلا يبين أنهم يملكون الأرض كليا أو جزئيا، لم
تستطع هيومن رايتس ووتش طلب السجلات مباشرة.
وفقا للقرط، يتنازع رجلان فلسطينيان على ملكية عائلته،
بدعوى أن الأرض قد بيعت لهما. إلا أن المستندات المؤيدة لهذا الادعاء والتي استعرضتها
هيومن رايتس ووتش، بدت أنها تحتوي تناقضات جوهرية. قال درور إتكس من كِرِم ناڤوت
لـ هيومن رايتس ووتش إن مبيعات الأراضي التي تستند إلى وثائق ملكية مزورة شائعة في
المنطقة المحيطة بالجزء المبني من جفعات زئيف، والتي أصبحت مهجورة بعد عجز أصحاب
الأراضي عن الوصول إليها ورصد التعديات عليها.
لم تعترف السلطات الإسرائيلية بالمطالبات المتنافسة على
مليكة الأرض ملعب جفعات زئيف، وتستمر في تسجيل عائلة القرط أنها مالك القسم الأكبر
من الملعب.
قال القرط لـ هيومن رايتس ووتش إن والده المتوفى ورث عن
أبيه 41 دونم (4.1 هكتار) من الأراضي في ما يسمى الآن جفعات زئيف. قال القرط إنه
وعائلته استفادا من زراعة الأرض لكسب الرزق حتى أواخر سبعينات القرن الماضي. لكن
عندما أسست المستوطنة، منع جنود أقاربه من الوصول إلى الأرض، التي أصبحت محظورة
على الفلسطينيين. قال إن المستوطنة لم تطلب الإذن لبناء ملعب كرة القدم على أرضه.
يشير تخصيص الأراضي في سجلات الإدارة المدنية الإسرائيلية أيضا إلى أنه لم يُدفع
أي تعويض. تشير الصور الجوية إلى أن الملعب شُيد في وقت ما بعد 1999.
أضاف القرط: "نشعر أننا غرباء، يمكننا أن نرى
أرضنا، لكن لا يمكننا الوصول إليها، أو استخدامها".
قال القرط إن ابن أخيه لاعب في نادي كرة القدم في
بيتونيا، لكنه وزملائه يتدربون ويتنافسون في البلدات الفلسطينية المجاورة، لأنه لا
يوجد ملعب كرة القدم مناسب في مدينة بيتونيا المزدحمة ذات الكثافة السكانية
العالية، التي يطوقها جدار الفصل الإسرائيلي في الجنوب.
قال القرط: "هل يمكنك أن تتخيل؟"، في إشارة
إلى ابن أخيه. "يملك والده الملعب بأكمله، ولا يسمح لابنه باستخدامه!".
قال رئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة لـ هيومن رايتس ووتش
إن بيتونيا فقدت معظم الفضاء المفتوح لصالح المستوطنات الإسرائيلية والطرق
والمجمعات العسكرية. لا يمكن الآن الوصول إلى الأرض، وتقع خلف الجدار الفاصل الذي
بنته إسرائيل بين بيتونيا وجفعات زئيف.
قال دولة: "لا يوجد لدينا أي أرض لبناء ملعب مناسب
لكرة القدم. ليس لدينا مكان للتطور أو النمو".
وجهة نظر الأندية
تحدثت هيومن رايتس ووتش مع أصحاب أو مديري الأندية
المستوطنات الست، كلهم يديرون الأندية على أساس تطوعي، وفي بعض الحالات يتبرعون من
أموالهم الخاصة للحفاظ على استمراريتها. قالوا إن إنشاء الأندية يهدف إلى تقديم
خدمة لمجتمعاتهم، وتشجيع قيم العمل الجماعي واللعب النظيف والحياة الصحية، وتوفير
الترفيه الآمن للأطفال والمراهقين الذين قد يكونون عرضة للخطر.
قال شاي بيرنثال، مدير نادي آرييل لكرة القدم في الملاعب
المفتوحة، لـ هيومن رايتس ووتش: "النادي هو مشروع حياتي، والأطفال الذين
سيلعبون في الشوارع لولا النادي يجدون لأنفسهم مكانا للعب. بالنسبة لبعضهم هو حلم
يتحقق، للعب في فريق قادر على المنافسة... لسكان آخرين، هو متعة مشاهدة مباراة يوم
الجمعة، أن تكون متفرجا وتستمتع بكرة القدم".
قال بيرنثال إن معسكره الصيفي في النادي يعلم الأطفال
قيم التسامح، وأنه يريد جلب الأطفال من قرية فلسطينية مجاورة للمشاركة حتى، ولكنه
لم يستمر في الأمر لأنه يفترض أن الأطفال الفلسطينيين غير قادرين على الحصول على
تصاريح من الجيش الإسرائيلي، وأنهم سوف يواجهون ضغوطا من السلطة الفلسطينية لعدم
المشاركة.
تشير أبحاث هيومن رايتس ووتش إلى أنه بالإضافة إلى 6
أندية أعضاء في إفا تلعب مباريات على ملاعبها في المستوطنات، تنظم ما لا يقل عن 26
مستوطنة أخرى بطولات الدوري لكرة القدم الترفيهية، بما في ذلك للأطفال، خارج رعاية
إفا و17 مستوطنة أخرى تعلن أن لديها مرافق كرة قدم غير مسجلة في إفا لاستخدام
السكان. قال مديرو نوادي المستوطنات وبعض الآباء والأمهات الذين تحدثوا إلى هيومن
رايتس ووتش في حفل افتتاح الموسم الرياضي بآرييل يوم 5 أغسطس/آب 2016، إن العضوية
في الفيفا رفعت مستوى الأندية، ووفرت للاعبين إمكانية التقدم إلى دوريات أعلى.
ردا على سؤال حول ملكية أرض الملعب في جفعات زئيف، قال
مؤسس النادي غابي بيرتس لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم يكن على علم بالادعاءات أن
الأراضي أخِذت من أصحابها الفلسطينيين، ، وإنه حصل على إذن من سلطات المستوطنة
لاستخدامها. قال بيرتس: "استخدمت جمعية [كرة القدم] الملعب منذ 20 عاما. بُني
وحصل على الموافقة كملعب [لكرة القدم]".
ردود الفيفا واليويفا وإفا
اعترفت الفيفا في السنوات الأخيرة بضرورة اتخاذ خطوات
فعالة لتنفيذ مسؤولياتها تجاه حقوق الإنسان بموجب "مبادئ الأمم المتحدة
التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان" .
كلفت الفيفا جون روغي، مؤلف "مبادئ الأمم المتحدة
التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان"، بكتابة تقرير 16
أبريل/نيسان 2016، لتقديم توصيات محددة لكيفية تنفيذ الفيفا هذه المبادئ في
أنشطتها.
الفيفا هي جمعية غير ربحية مسجلة في سويسرا، تنظم بشكل
مباشر وغير مباشر أنشطة كرة القدم للمحترفين بعائدات سنوية تقدر بحوالي 33 مليار
دولار، وفقا لتقرير روغي. كتب روغي أن "أنشطة [الفيفا] التجارية الهامة على
الصعيد العالمي" تجعل من "مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال
التجارية وحقوق الإنسان" المعيار المرجعي المناسب.رحب رئيس الفيفا إنفانتينو
بالتقرير، قائلا إن "الفيفا ملتزمة باستخدام نفوذها لضمان احترام حقوق
الإنسان."
كتبت هيومن رايتس ووتش إلى الفيفا في 30 أغسطس/آب 2016،
لطلب الحصول على معلومات، بما في ذلك حول السياسات ذات الصلة بالمبادئ التوجيهية
وأندية المستوطنات. قال مدير حقوق الإنسان المُعيّن حديثا في الفيفا اندرياس غراف
لـ هيومن رايتس ووتش، إن الاتحاد لن يكون قادرا على الرد في وقت مناسب قبل نشر
التقرير، ولكنه سيسعى للرد في وقت لاحق. كتبت هيومن رايتس ووتش أيضا في 31
أغسطس/آب