غزة - من عادل شحادة /  كالعادة فرضت العادات والقيم الرياضية التي تتميز بها الجماهير الفلسطينية نفسها على احداث مباراة شباب جباليا وخدمات رفح المؤجلة من الدور قبل النهائي لبطولة كأس فلسطين لكرة القدم وحالت دون خروج هذه المباراة نهاية طبيعية بعد ان ارتكبت جريمة اخرى بحق الرياضة الفلسطينية تضاف لسلسلة الجرائم السابقة وارتكبت احداث شغب (حمقاء)  كادت تؤدي بحياة الكثيرين لولا ستر الله وتدخل قوات الامن التي اضطرت لاستدعاء المزيد من عناصرها لتتمكن من السيطرة على الاحداث التي تركت اكثر من علامة استفهام امام مستقبل الرياضة الفلسطينية وخصوصا في ظل تصاعد هذه الاحداث رغم كل العقوبات التي يفرضها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم؟

بداية طبيعية
وكانت المباراة تسير بشكل طبيعي حتى الدقيقة 24 من شوطها الثاني قبل اندلاع احداث الشغب وكان كل شيء يسير على ما يرام حيث يؤدي الفريقان على ارض الملعب مباراة مثيرة وقوية والجماهير تشجع بكل روح رياضية حيث نجد تارة جماهير خدمات رفح تهتف لفريقها وتارة اخرى ترد جماهير شباب جباليا لفريقها والحكم محمود الجيش يقوم بواجبه ويدير المباراة بشكل جيد ولم يكن احد يتوقع ان تصل الامور الى النهاية المأساوية التي وصلت اليها وحالت دون استكمالها بشكل طبيعي.

احداث المباراة
كان خدمات رفح يضع في اعتباره بأنه في حاجة للفوز بفارق هدفين ليعوض خسارته المفاجئة في لقاء الاياب الذي اقيم قبل شهور عديدة بهدف للاشيء وفي حين ان شباب جباليا يحتاج للفوز الى جانب التعادل ليقطع تذكرة المرور للمباراة النهائية لاول مرة في تاريخه.
ومن اجل هذه الاحداث سعى كل فريق الى تحقيق تطلعاته حيث هاجم خدمات رفح بضراوة منذ الدقيقة الاولى من بداية المباراة وتركزت هجماته عن طريق سعيد السباخي ونادر الحجار في العمق الدفاعي لخدمات شباب جباليا وتحركات اياد الحجار وحازم الحجار وسط الملعب وحسام الكرد وتامر عرام من على الاطراف في الوقت الذي لعب فيه شباب جباليا بأسلوب دفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة.
ورغم سيطرة خدمات رفح الميدانية على وسط الملعب واستحواذه على الكرة اغلب الفترات الا انه لم يتمكن من الوصول لمرمى شباب جباليا الا في الدقيقة 20 عندما مرر اياد الحجار الكرة امامية داخل منطقة الجزاء اثر ضربة حرة لتصل الى سعيد السباخي الذي راوغ اكثر من مدافع ثم سدد الكرة داخل الشباك مسجلا هدف التقدم لفريقه واصل خدمات رفح هجماته بعد هذا الهدف في محاولة لاستغلال الدفعة المعنوية التي حصل عليها بعد هدف التقدم الا ان صلابة دفاع شباب جباليا حالت دون وصوله الى الشباك.
في الوقت نفسه تحرك شباب جباليا وتخلى عن حذره الدفاعي نسبيا واعتمد على انطلاقات عماد الغرباوي وصالح عسلية ومن خلفهما سامر ضاهر وايمن ابو حجاج وعلي النفطجي.
ومن احدى الهجمات الخاطفة لجباليا يمرر عماد الغرباوي الكرة من خلف مدافعي الخدمات الى صالح عسلية الذي انفرد بالمرمى ولعب الكرة بمهارة عالية على يسار الحارس احمد ابو فتهير لحظة خروجه مسجلا هدف التعادل.
ولم يهنأ شباب جباليا كثيرا بهذا الهدف حيث سرعان ما استعاد خدمات رفح تقدمه عندما نجح نادر الحجار في تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة >53< مستفيدا من الكرة العرضية التي لعبها حسام الكرد واخطأ الحارس رمزي مصلح تقديرها ليتابعها برأسه داخل المرمى.
ولكن شباب جباليا يعود مرة اخرى الى اجواء المباراة ويتمكن من ادراك هدف التعادل في الدقيقة  24 اثر ضربة حرة متطرفة من الجهة اليسرى لعبها عماد العزباوي باتجاه المرمى ارتطمت بأعلى العارضة وتهيأت امام سامر ضاهر الذي تابعها برأسه داخل المرمى مسجلا الهدف الثاني وهدف التعادل.
وكاد عماد العزباوي يضيف الهدف الثالث في الدقيقة >54< عندما لعب كرة لولبية من خارج المنطقة ارتطمت بالعارضة.
لينتهي الشوط الاول بالتعادل الايجابي بين الفريقين بهدفين لكل منهما.
وفي الشوط الثاني كثف خدمات رفح من هجمات واجرى مدربه محمود المزين ومساعده جمال ابو عمير سلسلة من التبديلات بهدف تعزيز القدرات الهجومية للفريق فأشرك محمود السرسك واكرم العيادي ومحمد حسنين بدلا من تامر عرام ونادر الحجار وعيسى المزين. ويسيطر خدمات رفح سيطرة كاملة على مجريات اللعب في هذا الشوط وتتاح له اكثر من فرصة محققة لاحراز هدف الفوز فشل مهاجموه سعيد السباخي والبديل اكرم العيادي في استغلالها. ومع مرور الوقت يتوتر الاداء وعندما شعرت جماهير خدمات رفح بأن فريقها في طريقه للخروج من البطولة بدأت بالقاء الحجارة داخل الملعب وتطورت الاحداث بعد ذلك حتى صعب على قوات الامن السيطرة على الموقف لتنتهي المباراة بهذا الشكل المأساوي ويوضع ملفها على مائدة لجنة المسابقات باتحاد الكرة والاحتمال الاقرب للمنطق هو اعتماد فوز شباب جباليا اداريا وتأهله للمباراة النهائية لملاقاة شباب رفح ذهابا يوم الثلاثاء المقبل وايابا يوم السبت المقبل مع تزايد احتمالات تأجيل اللقاءين بناء على هذه الاحداث.
ادار المباراة طاقم التحكيم المكون من محمود الجيش للساحة ومحمد الشيخ خليل وسعود حمد وسعدو مقبل رابعا.