شريط الأخبار

الفروسية الفلسطينية... مسيرة ابداع تحتاج لرعاية

الفروسية الفلسطينية... مسيرة ابداع تحتاج لرعاية
بال سبورت :  

كتب العميد حسن بزلميط

حكم ومصمم مسلك دولي / ومدرب دولي معتمد

متخصص ركوب خيل علاجي للمعاقين

عام بعد اخر وكل يوم وفي كل مناسبة نرى الفروسية الفلسطينية وبكل الوان طيف القائمين عليها والمشاركين بها من اداريين وفنيين وجمهور ومحبين واهالي تشكل باقه نجاح متعدده الالوان كألوان قوس قزح يلف الوطن من اقصاه الى اقصاه في بوتقه حب وعطاء يفرح ويثلج قلب الوطن المتعطش للحريه والكرامه ، والفرح .

فها هي خيول فلسطين وفرسانها واربابها تشفي غليل الوطن وتقدم له انتصارات على محدوديتها الا انها نتاج جهود اناس امنوا بالله والوطن وامنوا بتحقيق الذات في ظل كل الظروف والمعطيات الصعبه والمعقده .

الفروسيه الفلسطينية في اتم جاهزيتها على صعيد الانسان الكادر، من مدربين وفرسان، وحكام ومصممين وعارضين ، وعلي صعيد المكان المناسب والمهيأ للتعامل والتعاطي مع كل صنوف فعاليات الفروسيه ونشاطاتها المختلفه ، فساحات التدريب لفروسيه القفز والدرساج وبقياساتها المختلفه اصبحت متوفره في عده اندية ومضامير السباقات للمسافات القصيره كذلك متوفرة في بعض الاندية ومدرجات الجمهور، ومستلزمات كل تلك النشاطات متوفره ، هذا على صعيد المكان ، اما فيما يتعلق بالكادر والفرسان فان ورشه التطوير والتحديث ومتابعه كل جديد هي في حركه مستمره لا تهدأ ، فالدورات المحليه التاهيليه والدورات الخارجيه في الاطار العربي والدولي وعلى ايدي خبرات عالميه تجري على قدم وساق ، التطوير الاداري يسير جنبا الى جنب مع كل ذلك ، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بانه ورغم قله او حتى انعدام الامكانيات الماليه وهذا حال قديم جديد الا ان القائمين على ذلك هم الاقدر والاجدر في الاداره والتنظيم والاخراج وخصوصا في النشاطات الدوليه التي تاخذ مكانها في فلسطين وخصوصا بطولات جمال الخيل العربيه الاصيله والدورات ، وكذلك بطولات قفز الحواجز المحليه فهي اصبحت اقرب لان تكون بنكهه دوليه مصغره .

ولله الحمد فان الانديه اتسعت دائره انتشارها في رقعه الوطن وكثير منها مستوفي لشروط الحد الادنى لاقامته واقامه النشاطات واعداد الفرسان والفارسات في تزايد مستمر وكل هذه العوامل تبشر بخير كبير لهذه الرياضه والفضل في ذلك للاخوه في اتحاد الفروسيه واذرعه المختلفه التي تسعى جاهده للحداثه والتطوير ،من خلال التواصل والمتابعه الحثيثه مع كل الانديه .

المتابع والمراقب لما يجري مع الفروسيه الفلسطينيه و على صعيد بطولات جمال الخيل العربيه الاصيله مثلا والتي يستاثر باقامتها حتى الان ناديين فقط هما اريحا للفروسيه الذي كان له شرف السبق والبدء في هذا كله منذ ما يقارب الخمسه عشر سنه خلت،من عمره الذي بلغ اليوم اثنان وعشرون عاما ، والاراضي المقدسه الذي يسجل له وللقائمين عليه تلك القفزه اللافته في اداء يرقى لمستوى العالميه ، في فاصل زمني لا يتعدى السنتين ،في كل ذلك فان المراقب يلاحظ ذاك المستوى الراقي والمتقن في حسن الاداره والتنظيم والاخراج ، ومستوى الحكام والفنيين الذين يتسابقون للحضور والمشاركه في بطولات فلسطين والسبب هو لما لهذه النشاطات والقائمين عليها من سمعه ممتازه ومصداقيه ومهنيه عاليه وهذا بشهاده الكثيرين من الحكام وممثلي الهيآت الدوليه وهي موثقه لدى الجهات الدوليه ؤ كل ذلك رفع من شان وسمعه فلسطين عاليا كواحده من الدول الناشئه التي خطت وشقت لنفسها طريق بين الدول ، احتاجت دول اخرى ذات امكانيات هائله الى عشرات السنين حتى وصلت الى ما وصلت اليه فروسيه فلسطين . وكذلك على صعيد الخيول فهي قفزت قفزه نوعيه لافته من حيث جودتها وجمالها ويعود الفضل بذلك الى الملاك والمربين والعارضين واصحاب المزارع الذين يحرصون ويضحون بالكثير وينفقون المال الكثير في سبيل رفعه شان الخيل الفلسطينيه ، واحد اهم اسباب بروز جماليه الخيل هي ما يقدمه العارضون من مهارات خلال العروض وما يتحلوا به من انضباطيه عاليه والتزام بالانظمه والقوانين الناظمه لسير البطولات .

وللمراقب ان يلاحظ بعض الاضافات التي يدخلها القائمون وخصوصا مؤخرا في الاراضي المقدسة مثل الساعة الرقمية التي تعطي النتائج حتى قبل ان يخرج الحصان من دورته فهذه امور لا تتوفر في دول كبيره في هذا المجال ، فهذا دليل تخصص وحرفية ، مهنية عالية وحب للعمل جعل من النشاط والقائمون عليه مميزين وسباقين ، وتلك الاضافات الثقافية الفنية التراثية التي ادخلت مؤخراعلى هامش البطولات تترك لدى كل المشاركين مفاهيم اخرى عن فلسطين واهلها المحبين للخير والسلام على مر الزمان وتدخل الفرح والسرور الى قلوب كل المشاركي وخصوصا الاجانب الذين بهروا بما شاهدو كالفرق الفنيه والزجالين وركوب الجمال وما الى ذلك من امور .

وعلي صعيد رياضه قفز الحواجز بمختلف عناصر واركان ادارتها مدربين وحكام ومصممين فانه يسجل لهم كذلك تطور وتقدم ملحوظ من خلال انخراطهم بالدورات الداخليه والخارجيه ومشاركات وان كانت محدوده الا انها بدايه لا بد منها .

وفيما يتعلق بالمشاركات في التحكيم وتصميم المسلك للبطولات العالميه ذات الخمس واربعه نجوم فان فلسطين تكاد تكون متواجده في معظم بطولات الدول العربيه وبعض الدول الاوروبيه من خلا بعض الحكام والمصممين الفلسطينيين ويرفع علم فلسطين لهم عن جداره واستحقاق ، ولا ننسي كذلك ايضا على صعيد الحكام في بطولات جمال الخيل العربيه فان فلسطين كذلك اصبحت مؤخرا ذات تواجد فاعل في الساحات العربيه والدوليه من خلال حكام فلسطينيون.

ولا ننسي سباقات الخيول والقائمين عليها الذين يتكلفون الشيء الكثير في سبيل رياضتهم من مال وامكانيات وتدريب وعناء ، فانهم بلا شك يتطلعون بطموح كبير الى من ياخذ بيدهم لمشاركاتهم الخارجيه لانه يوجد كثير من خيول السباق في فلسطين من هو قادر علي المنافسه في الساحات الخارجيه وان يحقق نتائج

نعم ما كان لكل ذلك ان يتحقق للفروسية الفلسطينية الا من خلال ذاك الكم الهائل من تراكم الخبرات والتجارب والمعارف التي خاضها القائمون على الفروسية الفلسطينية صغيرهم قبل كبيرهم والذين تداولوا المسؤولية ولاكثر من عقدين من الزمن من عمر السلطة الوطنية الفلسطينية في ظروف داخليه وخارجيه وتاثيرات سلبياتها اكثر من الايجابيات ، الا ان اراده هؤلاء الاخوه تغلبت على كل الصغائر وقبضوا على جراح نالت ما نالت منهم في سبيل هدف اسمى غاب عن ذهن البعض ، الى ان اثبتت ذاتها وجدارتها، ويسجل للفروسيه الفلسطينيه بانها التي جمعت ووحدت ابناء الوطن الفلسطيني وخصوصا الاهل والاحبة من اهلنا من الداخل الفلسطيني .

ولكل ما سبق ها نحن نرى ثمرات وابداعات خرجت من حالة العدم الى حالة التالق والابداع وكل ذلك بعيدا عن اي شكل من اشكال الدعم الرسمي او الشعبي سوى ذاك الدعم في عهد الشهيد القائد ابو عمار في بدايات التأسيس ، اي ان الفروسيه الفلسطينيه ومنذ البدايات اعتمدت على ذاتها وحققت ذاتها ، وما نرجوه الان ان يؤخذ بيدها رسميا وشعبيا وان يتآلف ويتناغم وينسجم ويتعاضد اعضاء اسرة الفروسية الفلسطينية حتى تصل الى بر الامان ويهنأ بال الفرسان .

مواضيع قد تهمك