كتب محمود السقا- رام الله

انتهت انتخابات الفيفا ولم تنته توابعها وتداعياتها بل ما زالت تشكل المادة الدسمة، للكتاب والصحافيين، الذين يعكفون على قراءة رسائلها، وتحليل مضامينها، تمهيداً لوضعها في متناول القراء.
شخصياً انصب اهتمامي على التعرف إلى شخصية الرئيس الجديد، وهل يمتلك دهاء ومكر وخبث سلفه المُنصرف، جوزيف بلاتر؟ وهل لديه "كاريزما" ميشيل بلاتيني، الذي حُرم من الترشح، وهو الذي كان الاوفر حظاً، بسبب مبلغ بخس، يُقدر بمليون وثمانمائة الف دولار، كرشوة تلقاها من بلاتر مقابل الابتعاد عن طريقه في انتخابات العام 2011؟
" جياني ايفانيتو"، هو محام، جاء من الظل ليُحلق، كما النسر، في عالم الشهرة والأضواء.
السير الذاتية للرجل تقول: انه يتقن خمس لغات، وانه أب لأربع فتيات، ومتزوج من سيدة لبنانية.
في اطلالته الاولى بمسرح الاحلام، والمقصود، هنا، مقر الفيفا، بدا دبلوماسياً للغاية، فأسر الناخبين بلغة الخطاب السحرية، التي نزع باتجاهها، عندما تبنى مجموعة من الشعارات والمبادئ، وفي مقدمتها: "كلنا شركاء في العمل"، وكرة القدم تعني: "العدل والمساواة والحرية"، وسوف نتعاطى معها بحسبانها كذلك.
أما عن آليات ترجمة هذه الشعارات إلى واقع معيش، فقد تعهد، زعيم الفيفا، بتوزيع خمسة ملايين دولار على كل اتحاد من الاتحادات المنضوية في اطار الفيفا، لأن مليارات اتحاد الكرة الدولي هي حق طبيعي ومكتسب للاتحادات الوطنية، وبناء عليه، فان مليار دولار سوف توزع على الاتحادات.
قيل: "الانسان مخبوء تحت لسانه"، والثابت ان الرئيس الجديد، ابن السادسة والاربعين عاماً، عرف كيف يعزف على وتر انتزاع اصوات الناخبين، من خلال الشعارات المُفضلة والأثيرة التي رفعها.
مبروك لاتحاد الكرة الفلسطيني الملايين الخمسة، وحتماً فإن هذا المبلغ سوف يُنعش واقع الكرة ويُسرع من دورانها.