كتب محمد البكري- الخليل
لفت انتباهي الأخ جمال النجار في ما كتبه عن مباراة فلسطين والجزائر التي ستقام اليوم الاربعاء... حيث أن المتتبع للأحداث التي أحاطت بهذه المباراة ... يتاكد أن الأمر لا يتعلق بمباراة كرة قدم ... إنما يتعلق بآرث وتاريخ هذه الأمة التي كانت تملأ الدنيا قيم واخلاق ورجولة ووفاء ... نعم إنها ليست مباراة كرة قدم ... إنها أداة ... نبشت في ذاكرة هذه الأمة ... وكشفت عن عمق جراحها ... وأشارت لكل اوجاعها والامها ... فكان اللقاء على أرض الشهداء ... هو المكان والموعد الذي أشعل نيرانا تشتعل في نفوس وعقول وضمير هذه الأمة.
فهب الشعب الجزائري ليثبت أنه ما زالت حقيقة الإشعاع في هذه الأمة باقية ... لأن الله أكد على أن العرب خير أمة أخرجت للناس ... وإن أصابها مرض ... أضعف كل جسدها ... إلا أنه ما زال فيها بقية ... وقد أكد رسولنا الكريم ... انه ما جاء إلا ليتمم مكارم الأخلاق ... لأن هذه الأمة ... كان لها من الأخلاق والقيم ما يجعلها تعتز وتفتخر ... وقال الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا ... الله الله عليكم ... أيها الإخوة والأخوات الجزائريين لقد أعدتم للأمة بريقها وشعاعها الذي بهت ... ان الإناء يفيض بما فيه ... وانت أخي أبو أحمد ... تمتلىء بحب الوطن ... لن تهزم تطلعاتنا وامالنا ... لأنه مازال فينا من يمتلىء قلبه حبا ... لهذه الأرض وما عليها.
إنها ليست مباراة كرة قدم ... إنها صرخة ألم لما يعانيه هذا الجسد المريض.
الله الله عليكم ... أيها الجزائريين ... لأنكم اليوم تثبتون أنكم ضمير الأمة.