هتافات من دون عقوبات!

كتب محمود السقا- رام الله
أُدرك، جيداً، ان الاندية هي الأساس في أية نهضة،
أكانت كروية ام سواها، باعتبارها الحاضنة الرئيسية للمواهب والمساهمة في صقلها
واعدادها الاعداد الامثل، كي تكون جاهزة، وفي متناول الاتحادات والمنتخبات الوطنية.
هذا الدور الريادي والمهم، الذي تضطلع به
الاندية مفهوم ومعلوم ومُقدر وهو يستحق الاشادة والثناء، ويستوجب دعم هذه الاندية،
من اجل مساعدتها على أداء رسائلها الرياضية والوطنية وما اكثرها وما اعظمها!
من حق الاندية ان تتلقى الدعم من الحكومة او
الدولة، كاستحقاق طبيعي ومنطقي، لكن بالمقابل من الضروري ان تبحث عن موارد ومصادر
تمويل، إما بالاعتماد على الذات او الشركات والمؤسسات المحلية، الرسمية منها
والخاصة.
بالامس جأرت الفرق الاردنية المنضوية في دوري
المحترفين بالشكوى بسبب العجز الذي بات يستفحل في صناديقها المالية، وأرجعت ذلك
الى عدة أسباب، ومن ضمنها غياب الدعم الرسمي وغياب تجاوب المؤسسات، واقترح
القائمون على الاندية مجموعة من الحلول والمقترحات للتقليل من العجز، الذي يمسك بأعناق
هذه الاندية.
لقد استوقفني اقتراح من امين صندوق النادي
الفيصلي، سامر الحوراني، ويتضمن الطلب من اتحاد الكرة الاردني ايقاف العقوبات
المالية المفروضة على الاندية على خلفية هتافات جماهيرها، مشيراً الى ان هذه
العقوبات ارهقت الاندية، مادياً، وقال في معرض مطالبته بتعليق العقوبة: نحن كأندية
مسؤولون عن أية مخالفة يرتكبها اداري او لاعب او مدرب ولكننا لسنا مسؤولين عن اية
هتافات يطلقها نفر من الجمهور غير المسؤول.
اكتفي بهذا القدر من الاقتباس، واول ما يخطر
على بالي السؤال الذي يقول: أليست الاندية جزءا رئيسا في بناء الفرد، رياضياً
وأخلاقياً ووطنياً وتربوياً وتعليمياً؟
ان القصاص عقوبة ربانية لا ينبغي المساس بها، خصوصاً
لكل من تُسول له نفسه الإساءة، سواءً داخل الملعب أم فوق المدرجات، لقد أصدرت
رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة "مارغريت تاتشر" قراراً حاسماً يقضي
بحرمان الأندية الانكليزية، مجتمعة، من المشاركة في المسابقات الأوروبية رداً على
توحش جماهيرها في المدرجات، وحاربت آفة الشغب بلا هوادة حتى نجحت.