طلاب مدرسة جيل الأمل يصنعون المستقبل بابتسامة وأمل
القدس-
كتب منير الغول/ أن تصنع بسمة وأملا لمن يستحق الأمل والحياة الكريمة فهو واجب
ولزام وطني قبل أن يكون انسانيا في كل مراحل حياتنا ،فكيف اذا كان الأمر متعلقا
بابداع رياضي ينبع من عمق المأساة والمعاناة وحياة الأيتام التي يعيشها أبناء
مدرسة جيل الأمل للأيتام في العيزرية.
منذ فترة طويلة تعيش مدرسة جيل الأمل الحياة
بكبرياء ويلبس روادها ثوب الفخر والعزة متسلحين بايمانهم بالحياة وحبهم للعمل فترى
الفرحة بائنة في وجوههم والبسمة لا تغادر قلوبهم المليئة بالحب والأمل ،ولو عدنا
للتسمية الخاصة بجيل الأمل فاننا نجدها تتوافق كليا مع مشاهدتنا عن كثب لواقع
المدرسة ففعلا صدق من أسماها جيل الأمل لأنها نجحت على مدار سنين طويلة بتخريج
أجيال تحمل الأمل في عيونها صوب مستقبل مشرق ومزهر.
هذه البداية التي أكتبها بسطور متأثرة هي خلاصة
المشاهدات التي خرجنا بها نحن مجموعة من رياضيي الزمن الجميل بعد زيارتنا للمدرسة
وتفقد أروقتها وجنباتها والاجتماع مع طلابها وروادها وتناول طعام العشاء مع
الأيتام في لفتة ربما تكون الأفضل في حياة المرء لان من يصنع بسمة في وجه يتيم
يلقى جزاءه وثوابه يوم القيامة عند عزيز مقتدر ومن يقدم لا ينتظر شكرا أو معروفا
من أحد ولكن المبادرة التي قام بها الرياضي والاداري محمد فتيحة النشيط في مجال
الادارة المالية في نادي أهلي القدس وقبل ذلك في نادي سلوان الرياضي بمشاركة نجوم
الزمن الجميل خليل بدر وعز القاق وابراهيم العباسي والمربي والاداري الرياضي
المشرف الرياضي في جمعية الشبان المسيحية بالقدس يوسف فتيحة وكاتب هذه السطور لا
بد من توثيقها لتشكل فاتحة خير لكل من يرغب بتقديم الدعم أو التبرع بمساعدات
انسانية لهؤلاء الأيتام فنحن لم نكن الأوائل لاننا جئنا لنكمل مسيرة سنوات طويلة
لأناس وشخصيات ادارية رفيعة المستوى كانت سباقة دائمة لعمل الخير ومد هؤلاء
الأيتام بكل ما يلزم من معونات وعليه لا بد من توثيق هذه المبادرة لتعميمها ورؤية
مبادرات أخرى تعود بالفائدة على رواد المدرسة أنفسهم لا من باب الترويج الاعلامي .
ولاننا نختص بمجال الرياضة وبحرها الواسع كان
عنوان زيارتنا التكريم لمن يستحق التقدير وفاء للانجاز العربي الفلسطيني الرياضي
الذي حققه اللاعب اليتيم وليد شجاعية في بطولة العرب في البحرين حيث حقق الترتيب
الثامن من بين عشرات اللاعبين العرب وخطف الأنظار باشراف مدربه الرائع مجدي
السلوادي الذي تخرج من عرين مدرسة الأيتام فأصر على البقاء فيها متطوعا في تجربة
انسانية لا يجرؤ عليها الا الأوفياء.
وبعد جولة في أروقة المدرسة قمنا بواجب التكريم
للاعب الشجاعية وصيف بطل فلسطين بلعبة كرة الطاولة ومدربه الرائع بشهادة تحمل صورة
القدس والأقصى « أغلى ما نملك» كما تم تكريم أبطال اللعبة اسماعيل عوايسة (بطل
براعم الضفة الغربية للعام 2014) ومصطفى طبنجة وصيف بطل براعم فلسطين للعام 2014
وخالد طبنجة رابع فلسطين للعام 2015 وبلال حامد رابع ماراثون القدس الدولي ومحمد
جبرين ثالث قلسطين في تنس الطاولة وعبد المجيد حامد أكبر طلاب المدرسة.
فرحة عارمة وابتسامة عالية وجدناها في انتظارنا
ورافقتنا طيلة مدة زيارتنا التي استمرت زهاء الساعة والنصف محطتها الأخيرة كانت
مباريات التنس التي خسرنا فيها بقسوة فبعد أن خسرت الشوط الاول أمام الطالب
الناشىء خالد طبنجة بالنتيجة 1-11 نجحت بالوصول الى النقطة الثامنة أمامه في الشوط
الثاني وكذا فعل عز القاق في مواجهته البطل وليد شجاعية لكن طلاب المدرسة أبلغونا
أن واجب الاحترام لنا هو الذي فرض عدم الخروج بخسارة قاسية وبالفعل كانت المهارات
والمواهب حاضرة فالكل يلعب والكل متحمس لاطلالة خارجية يحقق معها مزيدا من التقدم
والابداع في عالم الرياضة.
زيارة انتهت في وقتها لكن آثارها ونتائجها
المستقبلية لم تنته فالمفاجأة الكبيرة التي كانت بانتظارنا أن الطلاب الأيتام
يحفظون عن ظهر قلب نتائج مباريات الدوري الفلسطيني ونجوم المنتخب الوطني ونجوم
الفرق الرياضية الكبيرة وفي مقدمتها ريال مدريد وبرشلونة لكن لا يتوافر لهم الا
جهاز تلفزيون واحد فقط وهو صغير الحجم ولا يلبي على الاطلاق رغبة الطلاب الذين
يبلغ عددهم أكثر من سبعين طالبا حيث أنهم بحاجة فورية وسريعة الى تلفزيونين على
الأقل مزودين بجهازي ريسيفير مع بطاقتي البي ان سبورت حتى يتمكنوا من مشاهدة
المباريات العالمية وحتى نرسم الأمل والبسمة على محياهم .
من على هذا المنبر نكتب وكلنا ثقة أن مبادرة
كهذه ستلقى على الفور استجابة كريمة حتى نحقق لهؤلاء الأطفال الأيتام أمنيتهم التي
تحدثوا عنها أمامنا.....
دقات عقارب الساعة أشارت الى الثامنة مساء حان
موعد الرحيل ....تجمهر الأطفال حولنا وكأنهم يطلبون منا العودة مجددا فودعونا
بابتسامة كبيرة ووعدناهم بالعودة مع لون رياضي جديد فكل الشكر والتقدير لصاحب هذه
المبادرة الرياضي والاداري محمد فتيحة وكل من قام بها راجين أن يكون هدف نشرها هنا
قد حقق الفائدة المرجوة وأن ينعم أطفال الأمل بالابتسامة ومعا وسويا لنصنع على
جباههم وثغورهم البسمة والتفاؤل والأمل.