بقلم ماهر عمر الشوا- غزة

لا يقاس النجاح بالموقع الذي تبوأه المرء في حياته بقدر ما يقاس بحجم التحديات والصعوبات التي ينجح في التغلب عليها ويصنع تاريخا خالدا يعانق فيه سنام المجد.

وهذا ما لمسناه في شخص الإعلامي المبدع والباحث والكاتب أسامة فلفل الذي اختزل وطوع الزمن بإرادة لا تقهر وروح وثابة وإصرار كبير على طرق أبواب النجاح وكتابة التاريخ المطرز بدماء الشهداء في محطة مهمة ومأثرة في الساحة الفلسطينية.

حقيقة ,موسوعة شهداء الحركة الرياضية هي انجازا وطنيا وعمل مبدع لا يمكن لأحد تحقيقه إلا من كان يحمل بين ضلوعه قلبا ينبض بالوطنية وصدق الانتماء.

إن رحلة البحث والتنقيب الطويلة والشاقة التي عاشها الكاتب والباحث على مدار سنوات طويلة وشهور عديدة وأيام قاسية كانت فيها تحديات ومواقف ومحطات مؤلمة وحزينة كادت أن تعصف بهذا الرصيد الهائل من المعلومات نتيجة ظروف قهرية حيث فقدان الأحبة والمقربين ,لكن صلابة الموقف والثبات على المبدأ للكاتب والباحث كانت البوصلة التي حددت ساعة ويوم الإصدار الذي جاء بعد رحلة مخاض عسيرة ومؤلمة ,ولكن كان الميلاد وإبصار الموسوعة النور التي حملت عنوانا قويا براقا "عناق الكلمة والبندقية لشهداء الحركة الرياضية" شكل فجر النور والأمل ليس لصاحب الإصدار فحسب ,بل للشعب الفلسطيني والحركة الرياضية الفلسطينية.

هذه الموسوعة بكل ما تحتويه أبوابها وفصولها تحمل قصص البطولة والعطاء لأبطال فلسطين وتبرز حجم عطاءهم وتضحياتهم التي قدموها عبر مسيرتهم الرياضية مع أنديتهم وتعكس الحالة الوطنية التي يحملها الرياضيون في فكرهم ووجدانهم ,وتعزز موسوعة الشهداء القيمة العالية للأبطال الذي نذروا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن والحركة الرياضية.

لاشك أن هذا الإصدار العلمي الرياضي الجديد والغير مسبوق منذ عقود طويلة أصبح جزءا مهما وتاريخا يعبق بصفحات المجد والعزة لهذا الوطن ,والموسوعة الجديدة أصبحت ودون أدنى شك مرجعا خصبا لكل الباحثين والدارسين والمهتمين بالرياضة الفلسطينية.

فهذا الإصدار الذي يرصد جرائم الاحتلال ويخلد الشهداء الأبرار سيبقى علامة فارقة في سجل وتاريخ الكاتب والباحث أسامة فلفل الذي يطل علينا بين الحين والآخر بكل ما هو جديد في عالم الكتابة والتوثيق لتاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية.

اليوم ورغم الظروف الصعبة والتحديات والعقبات والمعاناة سوف يسعى الإعلامي المخضرم أسامة فلفل لتفجير مزيد من الإبداعات التي يكتنزها ويواصل مسيرته المظفرة في كتابة وتوثيق التاريخ الوطني والرياضي بهمة عالية ومعنويات قوية فهو أهل للمسؤولية ويمتلك ملكات وقدرات لا تتوفر عند الآخرين ,وكما علمت أن هناك إصدارا جديدا سيعلن عنه في أمد قريب ليثري المكتبة الرياضية الفلسطينية بالمعلومات والبيانات والحقائق والوثائق النادرة.