شريط الأخبار

في ميلاده ترتفع القامات فرحاً، وتعج الأرض بالنشيد

في ميلاده ترتفع القامات فرحاً، وتعج الأرض بالنشيد
بال سبورت :  


كتب اللواء جبريل الرجوب
في ميلاد الشهيد الرمز ياسر عرفات مؤسس حركتنا فتح ، وقائد مسيرة شعبنا التحررية ، يستعيد التاريخ مجده، وتهز الأرض سعف النخيل، لتساقط الرطب الجنيا على حواضر فلسطين وقلاعها الباقية في وجه الأقدار والرياح، وكأن الضوء يصابح عكا على كفيه الشريفتين، ويماسي يافا وغزة والمجدل بالصبر العنيد، وكأن القدس ومدائن الجبال العالية، وحرارة الغور اللافحة، لهيب في قلبه الحار، وقشعريرة في الدم وألحان النشيد، وبين القلاع والسهول وبساتين الجبال والكرمة تفاصيل قامته الخالدة، ووجوه الذين أحبهم في شعبه النبيل ، وحضور الذين دروبهم حنطة من الشهداء الأكرمين، لم تهز الريح قامته الثابتة في عروق الأرض، ولم تثنيه الجغرافيا الكافرة عن المبدأ والعقيدة، وكلما كانت تعلو غربان الموت لإشعال سمائه الزرقاء بالحمم والقنابل العنقودية كان يطل من الأعلى ، وينظر إليها بمزيد من السخرية والاستهزاء.
إنه فصول المواجهة الفلسطينية التامة من الانطلاقة الى الدولة، والخيار الأصعب وقت الخيارات الصعبة ، ينحاز الى الضرورة في التاريخ ولا يرتهن مع قضية شعبه عند الذي لا يفيد ، مشكلا بذلك مدرسة فكرية وسياسية خاصة من العمل والتفكير والتصور في علم الثورات الوطنية التحررية، التي استلم رايتها العظيمة من الثورة الفيتنامية بعد انتصارها، وعاجلا من فلسطين بوصلة الطالعين الى صبحهم بالمجد والدم والنار والبارود وبلسم المجروحين في كرامتهم من المحيط الى الخليج ، وقِبلة المؤمنين بحق الامم والشعوب في الحرية وتقرير المصير.
إننا نشعل اليوم شموع ميلاده الخالد على مد الروح الوطنية التي غرسها فينا، ونرفع كأس بطولته على مد الحواضر الفلسطينية، التي استعادها من ظلمة التغييب، ونشتعل معها بالأفراح والهزيج الذي أوصانا به قبل الرحيل الى عليين، ونقسم أن نوافيه مع الشهداء الأكرمين في العهد والمبدأ ، وأن نستعيد فلسطين التي شربت روحه الطاهرة وأن لا نحيد عن الطريق.

مواضيع قد تهمك