آسلامي قلقيلية ظاهرة تستحق الاحترام.. والمال لا يصنع المعجزات
غزة – تقرير مهند دلول / أنهى إسلامي قلقيلية موسماً يراه الكثيرون بالجيد للفريق الذي عانى من شبح الهبوط طوال أسابيع دوري جوال للمحترفين, قبل أن تنقذ عزيمة لاعبيه النادي القلقيلي من خطر الهبوط وتبقي عليه رسمياً في مصاف عالم الأضواء الموسم المقبل.
فرحة
البقاء لم تكن الوحيدة التي احتفل بها لاعبو إسلامي قلقيلية في الموسم الماضي, حيث
حقق الفريق انجازاً آخر بالصعود إلى نهائي كأس فلسطين قبل الخسارة أمام شباب
الخليل المتوج باللقب بثلاثة أهداف دون رد.
إسلامي قلقيلية الذي ضرب بصحبة
مشجعيه أجمل معاني التحدي في الموسم الماضي, بالنظر إلى الظروف المالية الصعبة
التي كانت تعصف بالفريق منذ فترة طويلة.
البقاء
في عالم الأضواء
مع
ازدياد الضغوط على لاعبي إسلامي قلقيلية وصراعهم الهبوط طوال أسابيع الموسم
الماضي, نجح زملاء لؤي نصار في تحقيق المراد والبقاء في عالم الأضواء الموسم
المقبل بعد إنهاءهم المسابقة في المركز التاسع برصيد (22) نقطة, بفارق نقطتين فقط
عن منطقة الهبوط التي راح ضحيتها هلال أريحا وجنين.
فرحة
الإسلامي كانت كبيرة .. فالفريق يمتلك مجموعة من المواهب التي تستحق اللعب بين
الكبار في الموسم المقبل .. وهو ما يجعل من الإسلامي أمام تحدٍ كبير للحفاظ على
نجومه في ظل الإغراءات المالية الكبيرة من الأندية الأخرى.
مشوار
الكأس
بدأ
إسلامي قلقيلية مسيرته في بطولة الكأس بالمجموعة الثانية وافتتحها بمواجهة صعبة مع
ثقافي طولكرم الصاعد حديثاً إلى عالم الأضواء, لتنتهي المواجهة بفوز الإسلامي
بأربعة أهداف مقابل ثلاثة, وينتقل إلى المرحلة الأخرى التي قابل فيها بيت أمر
وانتصر بخمسة أهداف مقابل أربعة.
ربع
النهائي حمل مواجهة صعبة لإسلامي قلقيلية بمواجهته أهلي الخليل وانتهى اللقاء
بالتعادل بهدفين لكل منهما, قبل أن يحسم الإسلامي النتيجة بركلات الحظ الترجيحية
التي ابتسمت للاعبيه بثلاثة ركلات مقابل ركلتين.
وفي المربع الذهبي التقى إسلامي قلقيلية مع شباب يطا
وانتهت المواجهة بستة أهداف مقابل هدفين لصالح الإسلامي, ليصعد الإسلامي إلى
المواجهة النهائية التي كشفت عن طرفها الآخر شباب الخليل.
وبالنظر إلى مشوار إسلامي قلقيلية فإن الفرق التي واجهت
الفريق القلقيلي تعد أكثر سهولة من الفرق التي اصطدمت بشباب الخليل الذي أزاح عن
طريقه جنين وبلاطة وهلال القدس والأمعري قبل الوصول إلى المواجهة الختامية.
إحصائيات قلقيلية
في
دوري المحترفين, نجح إسلامي قلقيلية في تسجيل (30) هدف بينما تلقت شباكه (35)
إصابة, فيما سجل الفريق القلقيلي (17) هدف في خمسة لقاءات لعبها الفريق في كأس
فلسطين مع ملاحظة تلقي شباكه (14) هدف في اللقاءات الخمس ذاتها, وهو ما يضع العديد
من علامات الاستفهام على أداء الخطوط الخلفية لإسلامي قلقيلية.
الأزمة
المالية
وحول
الأزمة المالية التي يعاني منها إسلامي قلقيلية, قال مؤيد شريم رئيس النادي أن
إسلامي قلقيلية هو النادي الوحيد الذي لا يمتلك ملعباً بيتياً, موضحاً أن ناديه
مجبر على قطع مسافة (40) كيلو متر للمشاركة في حصصه التدريبية.
وكشف شريم عن إجمالي المصروفات المالية التي كلفت خزينة
النادي طوال مشوار إسلامي قلقيلية في الموسم الماضي, موضحاً أن ما قام المبالغ
المالية التي صرفها النادي خلال عام كامل وصلت إلى (35) ألف دولار فقط وهي المنحة
المالية التي تلقاها النادي من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, على عكس العديد من
الأندية التي تخطت مصروفاتها حاجز الـ (200) ألف دولار.
وفي
ظل الأزمة المالية الحادة, عمل شريم مديراً فنياً لإسلامي قلقيلية خلال مرحلة
الذهاب من دوري المحترفين, في ظل عدم تمكن النادي من التعاقد مع مدرب آخر, فيما
يعمل مدربو الفئات العمرية الأخرى بصورة مجانية دون رواتب تذكر.
ويعتمد
إسلامي قلقيلية على لاعبيه المحليين في مشواره بعالم الاحتراف الفلسطيني, دون أن
يبرم تعزيزات كبيرة كما تقوم الأندية الأخرى, وهو ما يجعل من انجاز البقاء في دوري
المحترفين والوصول إلى المواجهة النهائية من الكأس أمراً يستحق الإشادة.
وعلق شريم في نهاية حديثه على المواجهة الختامية لكأس
فلسطين والتي انتهت بخسارة فريقه أمام شباب الخليل بثلاثة أهداف نظيفة, بأنها
المباراة الأسوأ التي يلعبها الإسلامي طوال تاريخه, مؤكداً أن فريقه لم يلعب كرة
قدم إطلاقاً طوال التسعين دقيقة من عمر المواجهة.
كلمة
حق
إسلامي
قلقيلية ظاهرة تستحق الإشادة .. فالمال لا يصنع المعجزات .. بل العزيمة والإصرار
والرغبة في إثبات الذات .. إسلامي قلقيلية يمتلك فريق شاب يتمتع بكامل مقومات
النجاح والمهمة الأبرز تتمثل في الحفاظ على نجوم الفريق وإبقائهم مع الإسلامي في
الموسم المقبل.
أما لاعبو
إسلامي قلقيلية فيتمتعون بأخلاق عالية وانتماء قل في الملاعب المحلية .. كلمات لؤي
نصار التي اعتذر بها للجماهير بعد الخسارة في نهائي الكأس تؤكد ذلك .. والجماهير
كلها سعيدة بما قدمه النادي في الموسم الماضي.
وفيما
يتعلق بجمهور الإسلامي .. فهو جمهور عال العال .. اللافتات التي رفعها في نهائي
الكأس خير دليل على إشادتنا السابقة .. أنت تضع شباب الخليل " المنافس "
في القلب .. وتطالب بملعب بيتي وتستذكر أسرى فلسطين البواسل .. كل ذلك يؤكد
الثقافة الجيدة التي يتمتع بها جمهور إسلامي قلقيلية ومحبيه.
أما سجود لاعبو إسلامي قلقيلية بعد الهزيمة بثلاثية نظيفة
تعكس القناعة والرضا والإيمان الذي يتحلى به الجميع .. واستذكار الراحلين من
النادي خطوة تستحق الإشادة .. فيما كشفت دموع اللاعب محمد مراعبة عن حب وانتماء
كبيرين في النادي القلقيلي.