شريط الأخبار

قلم يخربش | الحلول "الجذرية" لبرشلونة كي لا يخشى المستقبل

قلم يخربش | الحلول الجذرية لبرشلونة كي لا يخشى المستقبل
بال سبورت :   الجزء الثاني من مقال "لماذا على برشلونة أن يخشى المستقبل"..  أحمد عطا
 قلم يخربش
تابعه على   تابعه على
أعيد مقدمة الجزء الأول من المقال قبل أن تبدأ في قراءة الجزء الثاني .. أنصحك بأن تقرأه وأنت هادئ المزاج، عندك استعداد للقراءة بتمعن وليس بسرعة ولديك الوقت الكافي لذلك، فهذا المقال في الأغلب لا يصلح لمن يهوى قراءة المقالات القصيرة المسلوقة كما ترون لكن الواقع فرض كتابة المقال بشكل طويل لأهميته... ألا قد بلغت ... اللهم فاشهد

قلم يخربش | لماذا على برشلونة أن يخشى المستقبل ؟

بداية أود الاعتذار عن التأخر في كتابة الجزء الثاني من المقال بسبب بعض الظروف القهرية ثم الصخب الكبير الذي كان عليه أسبوع دوري الأبطال بعلو نجم الأندية الألمانية وأفول نجمي كبيري إسبانيا.

نعود للحديث عن مستقبل برشلونة والذي أشرنا فيه إلى بعض النقاط الهامة من وجهة نظري التي قد توقف استمرارية هذا الجيل من اللاعبين عن حصد البطولات إن لم تتحرك إدارة برشلونة وجهازها الفني لوضع بعض الحلول.

ينقسم هذا الأمر إلى نقطتين .. الأول تتعلق بنقاط قابلة للحل بسهولة ونقاط غير قابلة للحل بسهولة .. نبدأ بالأسهل فالأصعب.

النقاط القابلة للحل بسهولة:
 



حتى في لقاء بايرن ميونخ، عجز برشلونة عن كبح
جماح ظهيريه من التقدم رغم أن من كان يلعب أمامهما
هما ريبيري وروبين..!
أما عن التغيرات السلبية في دفاع البرسا والتي تحدثنا عنها في كون الظهيرين يتقدما مع بعضهما وفي عدم قدرة جوردي ألبا على القيام بالتغطية العكسية بالطريقة المثالية وأخيراً الثغرة التي نشأت بوضوح في الجبهة اليمنى فيمكن حل هذه الأمور عن طريق.

يمكن اللجوء للعب ببلال أبيدال بدلاً من ألبا في المباريات التي يحتاج فيها البرسا لاستمرارية واضحة في الضغط الهجومي من جانب داني ألفيش وذلك لإتاحة الفرصة لجيرارد بيكي لتغطية مكان الظهير البرازيلي بسهولة، أو بالإمكان إلزام ألبا من جانب فيلانوفا بعدم الاندفاع للهجوم عندما يكون ألفيش متقدماً.

لاحظنا هذا العيب الخطير في شخصية ظهيري البرسا في لقاء بايرن ميونخ، فحتى أمام جناحين من الفئة الأولى (روبين وريبيري) لم يستطع الاثنان كبح جماح تقدمهما ما حمّل لاعبي وسط البرسا عبئً إضافياً فوق عبئ ثقيل جداً على عاتقهم وهو إيقاف عمق وسط البايرن الرهيب المكون من لاعبين كشفاينشتايجر ومولر وخافي مارتينيز.


يمكن من خلال هذا الحل تأمين تقدم الظهيرين في وقت واحد
من خلال معاونة فابريجاس وإنيستا لبوسكيتس في التغطية
خلفهما وتفرغ تشافي لصناعة اللعب فقط..

تصميمات: إيمان شافع
الأمر الآخر وهو الذي لم يكن أحد يتصوره قبل سنة من الآن هو فكرة عدم الاعتماد الكلي على داني ألفيش، فاليافع مونتويا وكذلك أدريانو كوريا قدما أوراق اعتمادهما بوضوح لتعويض ألفيش في أوقاتٍ كثيرة وهو حل قد يكون مهماً وجيداً في بعض الأحيان لأن الدولي البرازيلي بدأ في التقدم في العمر ولم يعد يحرث الأرض حرثاً كما كان في السابق وأشدد على أن ما أقترحه دائماً أحاول وضع نفسي فيه مكان إدارة البرسا فلا يمكن المطالبة بجلب ظهير أيمن جديد والفريق اقتصادياً يريد تركيز جهوده المادية على أمور أهم كقلب دفاع أو حارس مرمى في حالة رحيل فالديس.

  والحل الأخير لظاهرة تقدم ألفيش وألبا مع بعضهما البعض هو أنه في حالة احتياج الفريق لجهدهما معاً فإن خيار اللعب بـ4/3/3 سيكون خياراً سيءً خصوصاً مع تراجع تأثير تواجد جناحين في الأمام –لأن الأظهرة تتقدم بقوة بالأساس- وبالتالي يكون خيار اللعب بـ4/4/1/1 خياراً ممتازاً عن طريق إشراك تشافي وبوسكيتس وإنيستا وفابريجاس وهو ما يتيح تغطية لتقدم الظهيرين وهو حل كان يجدر بفيلانوفا القيام به في لقاء بايرن ميونخ في الشوط الثاني على الأقل عندما بات واضحاً أن البرسا خسر معركة الوسط كما أنه سيسهّل الأمور البدنية بشكل أكبر على تشافي ما يطيل عمره في الملاعب بشكل أكبر قليلاً.

النقاط غير القابلة للحل بسهولة
 
نأتي للنقاط الأصعب والتي تتمحور حول بديل تشافي وحول عدم قدرة الفريق على استعادة الكرة بسهولة وهما قضيتان متعلقتان ببعضهما بشدة.

مع تأكيدي في المقال السابق على أن فابريجاس وتياجو ألكانتارا لا يبدوان الخيار المناسب لخلافة تشافي فإن هناك لاعب يبرُز بشدة في مخيلتي ليكون أقرب بديل لتشافي مع التشديد على كلمة "أقرب" بديل لأنه لا يوجد من يخلف تشافي بنفس الكيفية بالضبط.


الحل الأول: بديل لتشافي


هذا اللاعب ربما لا يرد في بال كثيرين لكني أرى فيه ما يدفعني دفعاً لو كنت مدرباً للبرسا لتجربته في هذا المكان وهو سيرجيو بوسكيتس.

فصحيح إن إنيستا يمتلك مهارات فردية أفضل من بوسكيتس وأنه جاور تشافي فترات أطول كثيراً من وسط البرسا الدفاعي إلا أن أسلوب لعب الرسام لا يشبه كثيراً أسلوب لعب تشافي.

أما بوسكيتس فلديه في رأيي من الصفات القيادية ما تسمحله بلعب هذا الدور كما أنه يتمتع ببرود أعصاب ورؤية ممتازة للملعب قريبة جداً مما يملكها تشافي ولا ننسى أن الأخير عندما كان في سن بوسكيتس لم يكن يمتلك نفس كفاءة لاعب الوسط الكتلوني وأنه لم يظهر بهذا الشكل إلا مع دخوله في الـ26-27 تقريباً وهذا أمر مفهوم لأن الحكمة التي اكتسبها تشافي تلك كانت من واقع ازدياد خبرته لكن بوسكيتس جمع من الخبرات في سنوات زهو البرسا هذه ما سمح له بنضوج أسرع من تشافي.. لا ننسى قدرة بوسكيتس المذهلة على التمرير في أماكن ضيقة كما هو الحال مع تشافي أما تعويض بوسكيتس نفسه في مركزه فيمكن تحقيقه مع أي لاعب وسط دفاعي مميز.

وربما تحدث اللحظة المنشودة ويجد الفريق ضالته في بديل حقيقي لتشافي قد يكون جوندوجان دورتموند أو غيره لكن كما أسلفنا، نحن نتحدث عن الحلول المتاحة اقتصادياً حالياً لإدارة البرسا التي سيكون همها الأكبر هو جلب قلب مدافع.

الحل الثاني: تعديل استراتيجي في الخطة


تقدم الأظهرة سيكون ضرورياً لأنه لم يعد يوجد سوى إنيستا
 كوسط هجومي وفي نفس الوقت سيكون محسوباً لأنه هناك
 دائماً من يغطي تقدمهم .. تقدم سونج وبوسكيتس يكون بحساب
 وبالتناوب بحسب تحركات إنيستا مع المحافظة دائماً على
 الواجب الدفاعي وهو الشيء الرئيسي بالنسبة لهما


حل الـ4/4/1/1 من الممكن استخدامه أيضاً بتأخير ميسي
 واللعب برأس حربة صريح، والميزة في ذلك أنه وقتها يمكن
 استخدام الأظهرة بحرية أكبر لأنهم مؤمّنين بشكل أكبر
 وبالتالي يمكن أيضاً اللعب برأس حربة من النوعية الكلاسيكية
 (يجيد ضربات الرأس) لأنه بالأساس ليس مطلوباً منه
 المشاركة في صناعة اللعب قياساً لتواجد رباعي كامل
 في الوسط يصنع اللعب بالإضافة لميسي
هناك حل آخر لبرشلونة ليفلت من مصيدة فقدان تشافي القادمة لا محالة وهو إجراء تعديل استراتيجي على الخطة باللعب بطريقة 4/2/2/2 وذلك عن طريق العودة للعب بلاعبي ارتكاز وليكن سونج هو هذا اللاعب الثاني الذي سيلعب جوار بوسكيتس مع لعب إنيستا كلاعب وسط حر يقوم بصناعة اللعب والارتكاز على زميليه خلفه (بوسكيتس وسونج) لإطلاق الهجمات للأمام مع المزيد من عودة ميسي في بعض الأحيان للخلف لمساندته ليكون هو اللاعب الثاني جوار إنيستا وهو أمر يقوم به ميسي على أية حال حتى في وجود تشافي.

هذا الحل قد يكفل لبرشلونة مزيداً من الصلابة في وسط الملعب لكنه سيكون مرتبطاً بالحالة الفنية التي عليها إنيستا والذي ربما يستفيد منه الفريق بشكل إضافي كونه تخلى عن الواجبات الدفاعية المسندة إليه لتواجد لاعبي ارتكاز.

وعلى ذكر عودة ميسي لمساندة الوسط فإن حل الـ4/2/2/2 –وأحياناً اللجوء لحل 4/4/1/1- سيسمح بسهولة بإشراك رأس حربة من النوعية الكلاسيكية لأنه سيتيح للفريق لعباً أكبر على الأطراف من خلال تقدم أكبر للأظهرة بدون الإخلال بمنظومة الدفاع وسيسمح بالتالي لميسي بالتراجع بشكل أكبر للخلف لمساندة الفريق.

الحل الثالث: إنهاء حالة التيكي تاكا

  ما هي التيكي تاكا ؟ باختصار شديد هي تدوير الكرة بين أقدام لاعبي البرسا مع حرمان المنافس منها وإرهاقه بالركض خلفها حتى تبدأ الثغرات في الانكشاف.


"مع استمرار محاصرة البرسا للمنافسين
 وحرمانهم المستمر من الكرة،اكتشفنا حقيقة
 مرة جداً للبرسا.الفريق نسى كيف يدافع.!"
لماذا لجأ برشلونة إلى التيكي تاكا ؟ اختيار التيكي تاكا لم يكن أبداً اختياراً سيءً فهو الاختيار الذي جلب لبرشلونة طناً من البطولات بدءً من عصر فرانك ريكارد مروراً ببيب جوارديولا وانتهاءً بتيتو فيلانوفا.

لكن في الواقع فإن هذا الأسلوب يفشل أحياناً أمام بعض الفرق خصوصاً تلك التي تمتلك خط وسط قوي لكن مشكلته الكبرى في أن الفريق بأكمله تقريباً يشارك في الهجوم ما يفرض هشاشة هجومية واضحة جداً على الدفاع في حالة قدرة المنافس على تجاوز الخط الدفاعي الخاص بخط الوسط.

  المشكلة هو في أنه مع مرور الوقت تسبب أمر محاصرة البرسا للمنافسين وحرمانهم المستمر من الكرة اكتشفنا حقيقة مُرّة جداً للبرسا .. الفريق نسى كيف يدافع..!


"لم يعد يطول دفاعاً قوياً صلباً أو خط
 وسط قادر على قطع الكرات باستمرار قبل
 تطور خطورتها ولا هو بات قادراً في أي
وقت وكل لحظة أن يشكل خطورة مستمرة
 على منافسيه."
نعم .. برشلونة في الوقت الحالي لم يعد لديه اختيارات ! كل الفرق لديها اختيار الدفاع أو الهجوم فيما عدا برشلونة .. لا يمتلك خيار الدفاع .. ببساطة لأنه لا يستطيع .. نلاحظ ذلك في لقاء كلقاء باريس سان جيرمان .. الفريق متقدم في إجمالي النتيجة ومازال عاجز عن الالتزام الدفاعي ودفاعه معرّض بوضوح للاختراق أو أمام فريق كبايرن ميونخ يدرك البرسا جيداً أنه فريق قوي هجومياً لكنه مازال عاجز عن التراجع التكتيكي في بعض الأحيان لالتقاط الأنفاس وانتظار انفتاح بعض الثغرات بل كان الفريق مصراً على اللعب بنفس أسلوب لعبه الهجومي .. وحتى لم يفكر في التمسك بأسلوب التيكي تاكا لكن مع تعديل في واجبات بعض اللاعبين. اختيار التيكي تاكا صار فرضاً على الفريق وبات مثل اللعنة في بعض الأحيان التي لا يستطيع البلاوجرانا الفكاك منها .

  كان الأمر ليكون مقبولاً تماماً عندما يرد أحدهم ويقول إن تيكي تاكا البرسا الهجومية هي خير وسيلة للدفاع لكن حديثنا هنا عن تيكي تاكا مغايرة .. تيكي تاكا بدون تشافي أو بتشافي منخفض المستوى، والحقيقة أنه بدون تشافي السداسية فإن الاستمرار في تمرير الكرة ينقلب للعنة فعندما تظل تمرر الكرة لمدة دقيقتين بدون أن تنجح في خلق أي خطورة أو حتى في إيجاد ثغرة فإن الإحباط الذي يكون عند المنافسين ينتقل إليك ... إحباط العجز عن تحويل التيكي تاكا لشيء يذكر.


"عندما تظل تمرر الكرة لمدة دقيقتين
 بدون أن تنجح في خلق أي خطورة
 أو حتى في إيجاد ثغرة فإن الإحباط
 الذي يكون عند المنافسين ينتقل إليك"
كما أن تشافي كان دائماً يُحافظ على الشعرة الصغيرة بين التيكي تاكا المنظمة والتيكي تاكا الفوضوية التي لا طائل منها .. التيكي تاكا التي وجدناها في أكثر من لقاء هذا الموسم وفي بعض لقاءات الموسم الماضي.

لذلك لم يعد برشلونة في المباريات المهمة يطول عنب الشام ولا بلح اليمن .. لم يعد يطول دفاعاً قوياً صلباً أو خط وسط قادر على قطع الكرات باستمرار قبل تطور خطورتها ولا هو بات قادراً في أي وقت وكل لحظة أن يشكل خطورة مستمرة على منافسيه.

قد يبدو الخيار مرفوضاً من جموع محبي برشلونة وقد أتفهم ذلك تماماً لكنه في رأيي حل أخير إن فشل الفريق في إيجاد بديل حقيقي لتشافي –إن فشل بوسكيتس أو أي بديل مقترح لهذه المهمة- وإن لم ينجح حل تغيير الاستراتيجية بدون تغيير الأسلوب في الوصول لنفس التأثير الذي كان عليه التيكي تاكا.

أعود وأذكّر قبل الختام أن كل ما نتحدث عنه هو للمستقبل وإن بات يبدو من خلال ما نشاهد البرسا وتشافي عليه في الآونة الأخيرة أنه سيكون المستقبل القريب.. القريب جداً.




تابعني على  
























مواضيع قد تهمك