ليس السمين سليما....
كتب جواد عوض الله/ رام الله
هناك معتقدات ومدركات خاطئة كثيرة يؤمن البعض بها ،منها معتقد خاطئ شائع بين معظم الاسر، ترى في الطفل السمين (صحة وسلامة )،وان الطفل السمين كثير الأكل والطعام هو الطفل السليم،وتعمل لترجمة هذا الشعار بكل الوسائل المتاحة ،غير الوسائل المساعدة في ترجمة هذا الشعار من حيث ندري ولا ندري.
نعم،ففي ظل انتشار العاب الكمبيوتر والموبايل والأتاري وغيرها من العاب الكراسي من جهة ،وفي ظل شبه انقراض الألعاب الشعبية التي كانت مهوى افئدة الأطفال من جهة اخرى،وفي ظل احتلال السيارات والباصات ووسائل النقل حركة ومسير الأطفال في الذهاب والاياب من والى البيوت والمدارس لبعد المسافة من جهة ولموضة توصيل الأبناء لمدارسهم بالسيارات من جهة اخرى ،وفي ظل قلة حصص النشاط البدني في المدارس ايضا ،والمقزم في حصة رياضة واحدة او اثنتين في افضل الحالات، وغيرها من وسائل تحد من الحركة وقلة النشاط البدني ،اضافة لثقافة مجتمعية واسرية مغلوطة في التعامل مع الأطفال في مجال التغذية ،حيث منهم من يعتقد ان الطفل السمين هو الطفل السليم كما اسلفنا ، ومن هنا فهم حريصون على تزويد هذا الطفل بكافة اشكال واسلحة السكريات والحلويات والشبسات والشوكولاتة ..،غير وجبات الطعام الرئيسية والأضافية ، وما بينهما من ساندويشات،.وغير ذلك من دخيلات وعادات .. مما يسبب زيادة الوزن عند الأطفال وصولا الى البدانة المفرطة،مما يلحق الاذى والضرر على صحة ومستقبل الأطفال ،بدنيا وصحيا وتربويا ونفسيا واجتماعيا في العمل والزواج،وصولا الى تشويه القوام ،... بعيدا عن فهم معادلة منع السمنة ،الممثلة بالغذاء المتوازن والرياضة .
ان زيادة الوزن تحدث نتيجة زيادة كمية الطاقة المتناولة(ما يتناوله الفرد من اطعمة مشبعة بالسعرات الحرارية) عن الطاقة المستهلكة (ما يصرفه ويحرقه الفرد من سعرات حرارية)مما يؤدي الى ارتفاع كتلة الجسم الدهنية مقارنة بالكتلة العضلية.،وحتى نحقق توازن الطاقة:فان كمية الطاقة المتناولة يجب ان تساوي كمية الطاقة المستهلكة.(ما ندخله الى الجسم من غذاء =ما نخرجه من الجسم بالحركة والنشاط،وفي المقابل تجد ادراكاتنا ،كاسرة ،و كولي أمر، وثقافتنا افقر من فقيرة حول اهمية الغذاء المتوازن والنشاط البدني والرياضي للأطفال ،مما يساهم بتمرير البدانة لمرحلة البلوغ عند الفتية وصولا الى الشباب.
نعم، ففي ظل هذة المدركات والسلوكيات الخاطئة اتجاه الأطفال ،فان الأطفال معرضون للأصابة بكثير من امراض الكبار ،كالسكري والضغط ،..وغيرها من ناحية، ومعرضون للضغط الأجتماعي والنفسي من ناحية اخرى ،حيث يصبح الطفل السمين محط سخرية واستهزاء من قبل الزملاء ،وغيرها من ارتدادات سلبية صحية واجتماعية وتربوية وبدنية ، ،مما يفاقم مشكلته الصحية وسمنته الجسمية ،مع تقدم عمره اكثر فاكثر،وستبدا تواجههم العقبات والتحديات في العمل والزواج وغيرها من احتياجات مستقبلا.
في ضوء هذا العرض السريع ، فان ولي الأمر يساهم في مشكلات كثيرة سيقع بها طفله في المستقبل من حيث يدري ولا يدري ،وعليه ان يعي انه بهذا السلوك يدس (السم )بالدسم ،لطفله مع كل وجبة اكل وطعام زائدة ،نعم قد لا تدرك الأم ان مع كل لقمة طعام زائدة ومع كل علبة سكاكر وشوكولاته ،ومع كل كيس بطاطا،مقلية بالزيوت الحراقة،هي تساهم في اصابة طفلها بسموم بالمرض والأعاقة في الحركة وتفقده الحيوية والنشاط والمتعة واللعب مع الأطفال ، وعليها ان تعي بانها تؤذي طفلها بهذه السلوكيات ،وهي بيدها من يعرقل مسار طفلها مستقبلا اجتماعيا ونفسيا وتربويا و صحيا ….. ،فليس الطفل السمين سليما كما تعتقد ؟؟!!
نعم ،في ظل استمرار ملاحظة اطفال الوزن الزائد والبدانة تستمر ونسبة انتشارها تزداد ،رغم عدم توفر ارقام احصائية حول هذة الظاهرة ،ولكن يراها المتابع بالشارع والمدرسة وغيرها من امكان التسوق، فلسطينيا وعربيا ودوليا، وقد احتلت الولايات المتحدة الامريكية ،لسوء التغذية الممثل بالوجبات السريعة ، المرتبة الأولى في انتشار هذة الظاهرة ،عالميا.وعليه علينا مناهضة هذا المرض على كافة المستويات التثقيفية التغذوية والعملية السلوكية ،
من هنا بدات مؤسسات بحثية دولية مختصة بالصحة والتغذية والرياضة بمجابهة هذا (المرض )باعتباره تحد عالميا وليس فقط محليا ،وخلاصة كافة الأبحاث العلمية في هذا المجال تجمل الحلول في المعادلة التالية:
زيادة الوزن رغم دور الوراثة فيها ،هي قادمة من :كثرة الطعام والغذاء وقلةالحركة، معا.
كثرة الغذاء + قلة الحركة والنشاط = السمنة، وعليه فان الحلول تاتي من اطراف المعادلة نفسها : تخفيف الغذاء + الرياضة والحركة = نحافة
من هنا علينا منع السمن بالغذاء المتوازن والرياضة ،واتباع نظام غذاء صحي سليم وفق استشارة الطبيب واخصائي التغذية ,وعلينا ممارسة النشاط البدني والحركي وممارسة الرياضة ،وخاصة الهرولة ،لنزاوج بين عوامل مناهضة السمنة عند الأطفال ،وكذلك لا ضير من مساعدة الأسرة في البدايات لأطفالها ،ومن هنا نقدم بعض النصائح ،من اجل تحفيز الطفل على النشاط وقد اعددت بعضها ،علها تجد طريقها للترجمه العملية من قبل الاسرة لتساهم بانقاذ هذا الطفل من مصير لن يحسد عليه طفلا كان ام طفلة،ومن بعض هذة النصائح في مجال حث الطفل على النشاط البدني والرياضي في المرحلة المبكرة من عمر الطفل ،ما يلي :
1) من الطبيعي أن الأطفال يحبون التقليد، لذلك على الوالدين التمتع بالنشاط البدني ،ليكن المربي نشطا ليصبح للآطفال قدوه حسنة.
2) قلل الوقت الذي ينفقه طفلك في مشاهدة التلفزيون واستخدام أجهزة الكومبيوتر ،والألعاب الألكترونية .
3) ضع روتينا يوميا لتمارس أنت وطفلك المشي والهرولة أو ممارسة الرياضة معا .
4) شجع النشاط والحركة ، من خلال اللعب مع طفلك "العاب صغيرة" وقضاء وقت ممتع مع الأسرة.
5) اسمح لطفلك بمساعدتك في المهام الروتينية اليومية البيتية، فهذا يعلمه أيضا المسؤولية ويجعله يتحرك داخل المنزل.
6) إذا كانت لدى طفلك أية حالة يمكن أن تؤثر عليها التمارين البدنية، يجب عليك استشارة طبيبك أولا.
7) اسمح لطفلك بممارسة الرياضة بالوتيرة التي تناسبه، لا تستعجله أو ترغمه على القيام بشيء إذا لم يكن على استعداد للقيام به.
8) شجع طفلك في المشاركة في الانشطه التي تناسب عمره،وحركته،
9) تأكد من أن طفلك آمن أثناء ممارسة الرياضة (توفير عوامل الأمن والسلامة)، لا تدعه يقترب من أية معدات، ولابد أن يكون تحت إشراف شخص كبير أثناء السباحة، وان يرتدي خوذة عند ركوب الدراجة.
10) تذكر أن تجعل الرياضة مرحة حتى يستمتع بها طفلك.
ولاننسى أن ترجمة المعادلات العلمية السابقة لم تخرج عن القول المأثور ،
في " الحركة بركة" والصحة في أطراف الجوع.