نادي جنين.. قصة نجاح سطرها لاعبوه نحو الاحتراف
رام الله - محمد العمري/ نجح أبناء نادي جنين بوضع محافظتهم بدوري المحترفين في نسخته الثالثة، بتحقيق المركز الرابع المؤهل للاحتراف في دوري الدرجة الأولى 'الاحتراف الجزئي' الذي اختتم قبل أيام.
وكتب نادي جنين اسمه في دوري المحترفين، بعد غياب ثلاث سنوات عن دوري الكبار في فلسطين، ورافقه أندية: أهلي الخليل الذي توج بلقب دوري الدرجة الأولى، وإسلامي قلقيلية، وهلال أريحا.
التأهل جاء صعبا ومستحقا كونه تحقق في آخر أسبوع من عمر الدوري، رغم الخسارة غير المستحقة أمام أبو ديس الذي كان يقاتل بشراسة من أجل أن يضمن البقاء في دوري الأولى، بعد أن جمع 37 نقطة في مشواره الطويل.
وأكد لاعبو جنين أن تأهلهم للمحترفين كان مستحقا، رغم أنه صعوبته في ظل التنافس الشديد بين أكثر من 7 أندية تنافست فيما بينها حتى الأسبوع الأخير لحجز البطاقات الأربع المخصصة لها للصعود.
وأشاروا إلى أن حلم التأهل تحقق بعد غياب قسري منذ 3 سنوات عن دوري الكبار، والتأهل جاء نتيجة طبيعية لجهد وتدريب كبيرين بذله جميع أبناء النادي من لاعبين وجهاز إداري وجمهور وفيّ وعاشق من خلفهم.
وشددوا على أن التأهل لم يكن محض صدفة أو ضربة حظ، خاصة أن النادي كان أحرز قبل عامين لقب كأس فلسطين على حساب نادي يطا بالذات الذي كان منافسا شرسا لهم بهذا الدوري حتى الرمق الأخير.
وقال نجم وسط الفريق مؤيد نصار 'الجن'، إن لاعبي الفريق كانوا مصممين على التنافس للتأهل منذ الجولة الأولى، رغم أنهم يعرفون حجم المنافسة والضغوط التي ستواجههم في ظل الأداء المتشابه لمعظم أندية الدرجة الأولى.
وشدد نصار على ضرورة أن يعي أعضاء نادي جنين والقائمون عليه معنى الاحتراف بالشكل الصحيح، وأن يتم تطبيقه من مختلف جوانبه على جميع لاعبي الفريق مع الاهتمام بشكل مميز بأبناء النادي الأوفياء.
وأشار نصار إلى صعوبة اللعب في دوري المحترفين في أول موسم، لما يضمه من فرق كبيرة لها باع طويل في المنافسة، ولاعبوها يملكون خبرة كبيرة، مؤكدا ضرورة تعزيز الفريق بلاعبين مميزين وعلى مستوى كبير لمختلف الخطوط، ليكون له شأن وقدرة على مجاراة أندية المحترفين، ولما لا المنافسة على مراكز الصدارة، خاصة أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل.
ولم يختلف الحال بالنسبة لزميله نجم خط الدفاع وصمام الأمان للفريق، إياد طحاينة 'الصيني'، الذي أكد أن نادي جنين يستحق هذا التواجد بين الكبار، ولاعبو الفريق كانوا مصممين قبل انطلاق الدوري على حجز بطاقة التأهل لكتابة اسم المحافظة بسجلات المحترفين.
وطالب 'الصيني'، كل الغيورين من أبناء المحافظة بالعمل على دعم الفريق، وتقديم كافة التسهيلات، وتوفير ملعب بيتي خاص من خلال إصلاح ملعب الشهيد ياسر عرفات المهمل والذي يعيش في حالة موت سريري منذ عدة سنوات، رغم الوعودات بإصلاحه وجعله صالحا لاستقبال مباريات الفريق، لكن دون جدوى.
وبين نجم وسط الفريق محمد السعدي 'الدمدم'، مدى الجهد الكبير والوفاء من زملائه في الفريق على مدى 22 أسبوعا لتحقيق الحلم، لافتا إلى أن آخر 3 جولات من الدوري كانت الأصعب، لأن الفريق تراجع للمركز الخامس بعد هزيمتين متتاليتين، لكن سرعان ما عاد للمنافسة بفوزين على الإسلامي وسلوان كانا طريق عبوره للدوري.
وأعرب عن أمله بأن يكون هناك تجاوب كبير من مؤسسات المحافظة ورجال الأعمال مع هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق للمحافظة ككل، عبر إسناد الفريق ولاعبيه ماديا ومعنويا، وعدم حصر هذا الاهتمام على بعض الشخصيات التي دعمت النادي في هذا الدوري.
ولعب نادي جنين خلال دوري الأولى 22 مباراة هي عمر مرحلتي الذهاب والإياب، حقق خلالها 11 فوزا، و4 تعادلات و7 هزائم، وحقق أكبر انتصاراته على حساب سلوان المقدسي بسباعية نظيفة على ملعب رؤيا، بينما كانت أكبر الهزائم التي تلقاها أمام أهلي الخليل بخماسية باللقاء الذي جرى على ملعب الحسين.
وكان خط هجوم الفريق الأقوى بين خطوطه الثلاث، واستطاع تسجيل 40 هدفا في جميع مبارياته، ليكون ثالث أفضل فريق بالدوري بتسجيل الأهداف، بينما تلقت شباكه عددا كبيرا من الأهداف وصل إلى 32 هدفا، ورغم كثره الأهداف التي دخلت مرماه إلا أن ترتيبه كان الخامس من حيث تلقي الأهداف.
نجوم عدة قادت الفريق نحو المحترفين، أولهم كان لاعبوه المميزون والمخلصون لناديهم الأم والذين رفضوا كل العروض وظلوا محبين لفريقهم المفضل وبرزوا بالدوري بشكل مميز، وهم: الهداف الكبير محمد عمر الذي سجل 14 هدفا ساهمت بشكل كبير في التأهل، ومايسترو الفريق فراس أبو عيد الذي كان صانع ألعاب مميز كما سجل 9 أهداف، واللاعب المهاري والمنتمي مصطفى كميل الذي كان غيابه عن معظم المباريات سببا في هزائم الفريق.
ولا ننسى خط الدفاع بقيادة كابتن الفريق أشرف لحلوح، وأحمد السمودي، وتامر صلاح، وهاني تركمان، ومن خلفهم الحارسان اللذان تناوبا على اللعب غسان السيد وعبد الله معالي، ولا يمكن نسيان الدور البارز لمحمد طحاينة 'نكد'، والقادمين من أراضي الـ48 علي غنايم، وحمادة جبارين، ومحمد طه.
كما كان الدور الأبرز للمدرب الخلوق منتصر السمودي، ومساعديه وعلى رأسهم اللاعب السابق هاني الصبحي وغيرهم، إضافة لدور الهيئة الإدارية التي عملت بكل ثقلها ووفرت كل شيء للاعبين للظهور بصورة رائعة تعكس أحقية الفريق بالتأهل للمحترفين، ونجحت بذلك بكل حرفية ومهنية.
أما العنصر الثالث والأهم في مسيرة الفريق الناجحة، فكان من دون شك جماهيره الوفية والرائعة التي كانت ترافقه لكل مكان حتى أقصى الجنوب، وظهر دورها الأكبر في ملعب رؤيا وتشجيع فريقها حتى الرمق الأخير، رغم أن هذا الملعب ليس هو الملعب البيتي، لكنه البديل في ظل مأساة ملعب الشهيد أبو عمار المستمرة.