تأهل أنصار القدس للدرجة الاولى كان منطقيا
القدس- كتب ياسين الرازم/ أسدل اتحاد الوسط مساء الخامس من نيسان الجاري الستار على دوري الدرجة الثانية بكرة القدم والذي كان قد انطلق في الخامس عشر من كانون أول من العام الماضي بلقاء افتتاحي بين انصارالقدس ومركز قلنديا واختتم بلقاء ختامي أيضا بين أنصار القدس ومركز عقبة جبر في إستاد الخضر .
واذا كان الأنصار قد نال شرف اللعب في أول وأخر مباراة فانه نال الشرف الأكبر والأعظم عندما توج وعن جدارة واستحقاق بطلا لهذا الدوري وتأهل مباشرة إلى الدرجة الأولى (الاحتراف الجزئي ) محققا انجازا تاريخيا هو الثاني للفريق في اقل من عامين ،ويحق لهذا النادي المجتهد أن يفخر بانجازاته على الصعيد المحلي فبعد أن تم تهبيطه رغم احتلاله المركز الخامس بدوري الدرجة الأولى لموسم 2008/2009فوجد نفسه يقبع في الدرجة الرابعة (الأولى ب سابقا ) إلا انه ورغم الأزمة المالية الخانقة تغلبت في جسده روح الإصرار والعزيمة وقبول التحدي على الظروف البائسة فصعد الفريق في التاسع عشر من أيار من العام 2010 في نابلس من الأولى ب إلى الممتازة ب واستفاد من قرار الاتحاد بدمج درجتي الممتازة بدرجة واحدة وخاض دوري موسم 2010/2011تحت شعار البقاء بالدرجة وتحقق له ذلك وفي هذا العام نضج واشتد عود أبو قلبين وحمد وعبيسان وجابر وعلقم وأبو التين واكتسبوا مزيدا من الخبرة ببقاء الأب الروحي للفريق أبو ربيع ومعه أبو سنينة وبعد انضمام الزعتري ودويات وأبو ريا وحمود وأبو التين الكبير وسلهب وربيع وناصر في ظل وجود مجموعة من الواعدين ظاهر ومهدي وجابر وحمزة اكتملت كتيبة النصر بقيادة المدرب الشاب فراس العباسي ومساعده حسن صوان اللذان وجدا خلفهما إدارة رياضية تقدم لهما وللفريق كل ما تستطيع حتى ولو كان قليلا إلا انه كان دوما غاليا وعزيزا فكان النجاح وكان الفوز على منافسين أكثر جاهزية فنياً ومالياً وجماهيريا ، فكانت المنافسة قوية وعصيبة ذات أربعة أضلاع متساوية تشكلت من الأنصار والقوات وقلنديا والموظفين فيما النصف الثاني من الجدول عانى الآمرين في الأسابيع الأربعة عشرة فنجا عين يبرود وأم طوبا وفرضت اللوائح على خربثا خوض ملحق الهروب من الهبوط مع سابع الجنوب وربما يكون مركز الفوار أو الرماضين فيما ودع مركز عقبة جبر الدرجة الثانية باتجاه الدرجة الثالثة بعد موسم رياضي هو الأسوأ في تاريخ النادي .
مواجهات صعبة
يمكن القول أن الغالبية العظمى من مباريات الدوري طيلة الأسابيع الأربعة عشر كانت مواجهات صعبة وقوية وحساسة نظرا للتقارب في المستوى الفني العام للفرق خاصة في مرحلة الذهاب قبل أن ينقسم الجدول إلى قسمين العلوي وفيه الأنصار والقوات وقلنديا والموظفين وأربعتهم كانوا ينافسون على بطاقتي التأهل المباشر أو غير المباشر ،أما القسم السفلي فضم أربعة اخرين تراجعت نتائجهم في الإياب وصارعوا وبشدة للبقاء والهروب من شبح الهبوط وهم إسلامي عين يبرود وأم طوبا وخربثا المصباح وعقبة جبر والمفارقة الغريبة أن ثلاثة فرق من رباعي القسم العلوي هي من الفرق الصاعدة حديثا للدرجة الثانية ما يدل على أحقيتها بالصعود في الموسم الماضي حيث إنها نافست في الموسم الحالي حتى أخر اسبوع ووحده أنصار القدس كان من الفرق المصنفة سابقا بهذه الدرجة وفي القسم السفلي كانت المعادلة مقلوبة لوجود ثلاثة من الفرق المصنفة بهذه الدرجة سابقا ووحده فريق أم طوبا الصاعد حديثا لهذه الدرجة وفي الوقت الذي صمد فيه الأنصار امام الصاعدين الجدد ( القوات وقلنديا والموظفين ) تعذب فريق أم طوبا الصاعد الجديد قبل أن يضمن لنفسه مكانا بالدرجة لموسم آخر في ظل منافسة شرسة من الإسلامي وخربثا والعقبة .
الفرق في الميزان
* أنصار القدس : قد لا يكون الأفضل فنيا ألا انه كان الأكثر جدية وواقعية وتوازنا فكان يلعب كل لقاء وفق إمكانياته البشرية والفنية وبتكتيك ميداني مبني على قدراته الذاتية وقدرات المنافسين وبدون المغامرة أو المغالاة في الاندفاع البدني حتى مع الفرق التي كانت متأخرة بالترتيب وكان يخطط للفوز بغض النظر عن المستوى الفني ونجح في خطته هذه فحقق (11) فوزا على خربثا والموظفين وأم طوبا وعقبة جبر ذهابا وإيابا وفوز في الذهاب فقط على قلنديا والقوات وعلى عين يبرود في الإياب وتعادلين احدهما مع عين يبرود في الذهاب والثاني مع قلنديا في الإياب وخسارة يتيمة في الإياب امام القوات في وقت قاتل فاستحق المركز الأول برصيد (35) نقطة مسجلا (33) هدفا وبالترتيب الثاني وبفارق هدف واحد فقط عن قلنديا وانفرد بصفة أقوى خط دفاع وأفضل حارس مرمى فلم تسجل في شباكه سوى (10) أهداف وبالتالي فان لغة الأرقام تقول انه الأفضل وبدون منازع ما يدل على نجاعة التكتيك الذي اعتمده بالدوري والذي قد لا يكون كافيا في الموسم القادم ما قد يشير إلى حاجته للتعزيز بعدد محدود من اللاعبين ليصبح قادرا على المنافسة والصمود امام فرق الدرجة الأولى .
* القوات الفلسطينية : هو الأفضل فنيا لامتلاكه كتيبة منتقاة من خيرة اللاعبين المنتسبين لأجهزة الأمن الفلسطينية ،وقد يكون مؤهلا للصعود عبر الملحق مع ثاني الجنوب الذي سيكون مع جمعية الخليل حسب المعطيات مع عدم التقليل من شأن فريق الجمعية ، ولعبت القوات مع جميع الفرق بنفس الأسلوب المعتمد على الهجوم الضاغط وعدم ترك مساحات كبيرة في الملعب امام لاعبي الفرق المنافسة وذلك بسبب الفارق في الإمكانيات الفنية ففاز على جميع الفرق في الذهاب قبل أن يتعثر امام الأنصار ويفقد الصدارة في الأسبوع السادس ولم يقبض عليها بعد تلك الخسارة أبدا ، واختتم الذهاب بتعادل مع قلنديا وعاد للتعثر امام العقبة وكانت خسارته الوحيدة والمفاجئة امام الموظفين في الإياب قد أشعلت المنافسة من جديد قبل أن يعود للواجهة بالفوز على الأنصار المتصدر وتقليص الفارق إلى (3) نقاط إلا أن ذلك لم يكن كافيا له لاحتلاله الصدارة والتأهل المباشر ، وفاز الفريق في (10) مباريات وتعادل مرتين وخسر مرتين جامعا (32) نقطة وسجل (24) هدفا ودخل مرماه (11) هدفا .
* الموظفين : حقق الفريق انجازا طيبا يضيفه لانجازاته السابقة وترك بصمة واضحة بالدوري باحتلاله للمركز الثالث برصيد (24) نقطة وقدم عروضا ومستويات جيدة معتمدا على أبناء النادي ومدعما صفوفه بعدد محدود من لاعبي الأندية المقدسية ،فاز في الذهاب على كل من خربثا المصباح ومركز قلنديا وعين يبرود وتعادل مع أم طوبا وعقبة جبر وخسر امام الأنصار والقوات وتحسنت نتائجه في مرحلة الإياب بالفوز على أم طوبا وعقبة جبر والقوات وقلنديا وتعادل مع خربثا وخسر امام الأنصار وعين يبرود وسجل (33) هدفا مناصفة مع الأنصار خلف قلنديا الأول تهديفيا إلا أن شباكه اهتزت (23) مرة ، وبمقدوره الاعتماد على غالبية لاعبيه في الموسم القادم بعد أن اكتسبوا خبرة لابأس بها في هذا الدوري والفريق بحاجة لترميم خطه الخلفي .
* مركز قلنديا : كان الفريق مرشحا وبقوة للتأهل المباشر أو غير المباشر على اقل تقدير بعد أن عزز صفوفه بعدد من اللاعبين من الأردن والداخل واستعد جيدا ومبكرا وانفق مبالغ طائلة مقارنة بالفرق الأخرى ، وقدم مباريات قوية بفضل هجومه الضارب وكان منافسا طيلة أسابيع الدوري على المراكز الثلاثة الأولى ولكن لم يحالفه التوفيق فخسر مباريات بصورة غريبة فتراجع ترتيبه النهائي إلى المركز الرابع برصيد (23) نقطة وحقق في الذهاب الفوز في على عين يبرود وأم طوبا وعقبة جبر وخربثا وخسر امام الأنصار والموظفين وتعادل مع القوات وتراجعت نتائجه في مرحلة الإياب ففاز على عين يبرود وعقبة جبر وخربثا وتعادل مع الأنصار وخسر امام أم طوبا والموظفين والقوات إلا انه بقي صاحب أقوى خط هجوم برصيد (34) هدفا في حين أن منيت شباكه ب(16) هدفا ـ ويمتلك مجموعة من اللاعبين بالإمكان الاعتماد عليها في الموسم القادم بعد إدخال بعض التعديلات على الخطوط الثلاثة .
* إسلامي عين يبرود : رغم انه افتقد لخدمات عدد من لاعبيه إلا انه قدم مستويات متوسطة لم تشفع له بالمنافسة ولكنها كانت كافية لبقائه لموسم جديد بالدرجة الثانية واحتل المركز الخامس متأخرا وبفارق كبير عن الرابع ، عروضه في الذهاب كانت أفضل منها في الإياب ففاز على أم طوبا وعقبة جبر وخربثا المصباح وتعادل مع الأنصار وخسر امام القوات وقلنديا والموظفين أما في الإياب فمني بخمسة هزائم متتالية امام القوات وقلنديا والأنصار وأم طوبا وعقبة جبر وحقق فوزين على خربثا والموظفين جامعا (16) نقطة ومسجلا (26) هدفا ومنيت شباكه بمثلها ، والفريق بحاجة للتعزيز والإحلال إذا ما أراد الصعود للدرجة الأولى في الموسم القادم .
*
أم طوبا : رغم الاستعداد المبكر والفوز ببطولة الأسرى التي نظمتها رابطة أندية القدس على ملعب العيسوية على حساب سلوان المقدسي إلا أن الفريق قدم عروضا مخيبة للآمال وعانى كثيرا قبل أن يتنفس الصعداء ويضمن لنفسه البقاء بالدرجة الثانية رغم التحفظ الكبير على مباراته الأخيرة مع خربثا والتي أثارت لغطاً كبيرا وقد يتعرض لعقوبات تأديبية حسبما صرح احد المسؤولين في الاتحاد ، والفريق أنهى الدوري بالمركز السادس برصيد (13) نقطة جمعها من الفوز على عقبة جبر ذهابا وإيابا ومركز قلنديا وعين يبرود في الإياب وتعادل وحيد مع الموظفين في الذهاب وخسر (9) مرات امام القوات والأنصار وخربثا ذهابا وإيابا وأمام قلنديا وعين يبرود ذهابا والموظفين إيابا وسجل (20) هدفا واهتزت شباكه (36) مرة ما يدفع إدارة الفريق إلى إجراء تقييم شامل وعاجل مع ملاحظة الحاجة لضخ الدماء الشابة لصفوف الفريق مكان اللاعبين المتقدمين في العمر .
* خربثا المصباح : تحسنت عروضه اعتبارا من الأسبوع السابع ورغم انه ضم في مرحلة الإياب عدد من اللاعبين الجدد للفريق إلا انه بقي يعاني من الهزائم التي مني بها في الذهاب و لم يسعفه ذلك في الهروب من الهبوط واحتفظ بآماله الأخيرة من خلال خوض غمار الملحق لتفادي الهبوط مع سابع منطقة الجنوب (الفوار أو الرماضين ) وأنهى الدوري سابعا برصيد (10) نقاط وخسر (10) مرات امام الأنصار وقلنديا والقوات وعين يبرود ذهابا وإيابا وأمام الموظفين وعقبة جبر ذهابا في حين فاز فقط على أم طوبا ذهابا وإيابا و عقبة جبر إيابا وتعادل مع الموظفين في الإياب وهو الأضعف هجوميا فسجل (13) هدفا والأضعف دفاعيا (41) هدف ، والفريق بحاجة لعملية تقييم وترميم شاملتين .
* عقبة جبر :قدم الفريق مباراتين جيدتين في مستهل الذهاب ففاز على خربثا وتعادل مع الموظفين إلا انه سرعان ما انكشفت هشاشة صفوفه لافتقاده خدمات نخبة من خيرة لاعبيه السابقين الذين انتقلوا للعب مع أندية أخرى فمني بهزائم متتالية امام القوات وقلنديا وعين يبرود وأم طوبا والأنصار وعاد في مرحلة الإياب ليخسر امام خربثا والموظفين وقلنديا وأم طوبا والأنصار وحقق فوزا وحيدا على عين يبرود وتعادل مفاجئا مع القوات خدم فيه فرق الصدارة منهيا مشواره بالمركز الثامن والأخير برصيد (8) نقاط ليتأكد هبوطه المحزن إلى الدرجة الثالثة وسجل الفريق (17) هدفا ومنيت شباكه ب (36) هدفا ، وتبدو مهمة عقبة جبر في العودة مجددا للدرجة الثانية غير مستحيلة فالمركز يمتلك ملعبا معشبا ومقرا جديدا مجاورا بالإمكان الاعتماد عليهما في صقل وتهيئة وإعداد اللاعبين شريطة وجود حالة من الاستقرار الإداري التي يبدو إنها كانت مفقودة بالدوري
بلغة الأرقام
الأكثر فوزا / أنصار القدس (11) مرة يليه القوات (10) مرات .
الأكثر تعادلا / الموظفين (3) مرات يليه الأنصار والقوات وقلنديا وعقبة جبر مرتين .
الأكثر خسارة / خربثا وعقبة جبر (10) مرات يليهما أم طوبا (9) مرات
الأقوى هجوميا / قلنديا (34) هدفا يليه الأنصار والموظفين (33) .
الأقوى دفاعيا / الأنصار (10) أهداف يليه القوات (11) هدفا.
الأقل فوزا / عقبة جبر مرتين ويليه خربثا المصباح (3) مرات .
الأقل تعادلا /خربثا وأم طوبا وإسلامي عين يبرود مرة واحدة ويليهم عقبة جبر وقلنديا والقوات والأنصار مرتين .
الأقل خسارة / الأنصار مرة واحدة ويليه القوات مرتين .
هداف الدوري:
هو المهاجم عدي عبد الجليل (12) هدفا من إسلامي عين يبرود يليه أيوب مراغة من الموظفين برصيد (10) أهداف والثالث كريم خليل من قلنديا (9) أهداف والرابع زيد أبو دلو من الموظفين وعبد الله عثمان من القوات (8) أهداف وفي المركز الخامس كل من محمود أبو طير (أم طوبا) بهاء علقم ومحمود أبو ريا (الأنصار ) ولكل منهم (7) أهداف علما بان أبو ريا انضم للأنصار في مرحلة الإياب فقط.
متوسط التهديف
بلغ متوسط نسبة التهديف في الدوري 3.57في مرحلتي الذهاب والإياب وهي التي سجلت في الأسبوع السابع ذهابا والخامس إيابا والمفارقة أن عدد الأهداف المسجلة في الذهاب هي 100هدف مساويا لعدد الأهداف المسجلة في الإياب وأعلى نسبة تهديف كانت في الأسبوع الأخير من الدوري 6.25هدفا في المباراة وهي نسبة عاليه جدا وقد يكون السبب فقدان الأمل والحافز من قبل الفرق الضامنة للبقاء ورغبتها بإشراك الشباب والناشئين وأسباب أخرى (أم طوبا والموظفين ) وحاجة الفرق الأخرى للفوز (الأنصار ) حيث سجلت في المباريات الثلاثة (20) هدفا في حين سجلت في اللقاء الرابع بين القوات وقلنديا الأهداف الخمسة الباقية .
مسك الختام
:
انتهى الدوري وبنجاح كبير يحسب لاتحاد الوسط الذي اعد العدة جيدا للدوري وجهز الأطقم التحكيمية والملاعب مستثمرا فترة توقف دوري المحترفين ونجح في اختتامه قبل يوم واحد من موعد استئناف المنافسات المصيرية للمحترفين ولكننا في الأندية والإعلام المحلي كنا نتمنى على اتحاد الوسط أن ينهي الدوري بالصورة التي تتناسب مع حجم عطاء الأندية والمدربين واللاعبين بدلا من جدولة مباريات الأسبوع الأخير في يوم امتاز بصعوبة المواصلات والتنقل لدى بعض الفرق، ونرى انه لابد من الإشارة إلى انه مطلوب من اتحاد الوسط تأمين الأطقم الطبية والاسعافية للتعامل مع الحالات الطارئة ( حادثة لاعب الموظفين أيوب مراغة الذي بلع لسانه ) على غرار ما يوفره الاتحاد المركزي لأندية المحترفين وأخيرا نتقدم بالتهنئة لاتحاد الوسط ودائرة الحكام على هذا النجاح وللفرق التوفيق والشكر موصول عبر هذا المنبر الرياضي لرجال الأمن وإدارات الملاعب في إستادات فيصل وماجد اسعد والخضر وبلدية نابلس وملعبي مدرسة البيرة وعقبة جبر وأخيرا نتقدم بالتهنئة لنادي أنصار القدس على تأهله المستحق للدرجة الأولى ولفريق القوات الفلسطينية بالتوفيق في مباراتي الملحق ولخربثا المصباح بالبقاء بالدرجة الثانية .