شريط الأخبار

كفانا فضائح ...

كفانا فضائح ...
بال سبورت :  

كتب بدرالدين الإدريسي / المغرب

لست أدري إلى متى سيظل جوزيف بلاتر صامدا أمام غارات أصدقاء الأمس، أعداء اليوم والذين تتلاحق سهامهم بعد الذي أصابهم من رئيس الفيفا من ضرب بشع تحت الحزام بسبب أنهم تطاولوا على ما بات يعرف عند بلاتر أنه من المقدسات، منصب رئاسة الفيفا؟..
ولست أدري هل سيظل العالم بحراكه القوي من أجل دمقرطة المؤسسات وبسعيه الحثيت لرفع الحكامة إلى درجات عليا ومناهضة الفساد ظاهره وباطنه واجتثاث دابر الطغاة ساكتا حيال هذا الذي يلطخ بيت الاتحاد الدولي لكرة القدم من فساد اعترف به أهل البيت قبل أن يستنكره من هم خارجون عنه؟..
منذ أن تسلم بلاتر مفاتيح مغارة الفيفا ذات الأبواب الذهبية من سلفه جواو هافلانج بسبق تخطيط وإصرار على حفظ الأسرار وهو يضع الوصفة تلو الأخرى لتأتي الطبخات متطابقة مع مذاقه، لم ينس أن السويدي لنيارت يوهانسن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقا خاض معه معركة طاحنة من أجل الوصول إلى عرش الفيفا سنة 1998 فتدبر بشكل ماكر خروجه من الويفا والتي أصبح بتصميم أكثر مكرًا الفرنسي ميشال بلاتيني رئيسا لها..
وعندما تطوع الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكسر الطوق المضروب على التاج الكوني متحفزا من الذين تكسر عظمهم من حرب 1998 من الأوروبيين خاصة، وجد عيسى نفسه مكسورًا من أبناء جلدته وقبيلته، قبل أن تستهدفه فيما بعد في هزات زلزالية ارتدادية فضائح جاهزة تلزم بالانصياع وبعدم التفكير ولو للحظة في الدنو من سور الحديقة المرصودة..
وعندما هم القطري محمد بن همام بملاحقة حلم مشروع ليصبح بديلا لبلاتر على رأس الفيفا في خطوة جريئة ظنها أكثرنا مدروسة بل ومبرمجة رمي بن همام من صقور بلاتر بتهم عن وجود فضائح ورشاوى صدرت معها أحكام جزافية لم يعط فيها الرجل الحق في المرافعة..
ويستفزني شخصيا أمران إثنان:

أولهما أن روائح الفساد لا تنتشر كالوباء ورماد الفضائح لا ينتفض كريح عاتية إلا عندما يكون السيد بلاتر منافسا على رئاسة الفيفا..
وثانيهما أن هذا الذي يرمى به في منتديات الحوار وفي خطب رسمية من اتهامات بوجود فساد لا يمثل إلى اليوم موضوعا لتحقيقات دقيقة وصارمة من أجهزة خارجة عن الفيفا، ليس تشكيكا في نزاهة وصدقية اللجنة التي يوكل إليها داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم النظر في هذه القضايا المختومة بالشمع الأحمر ولكن إعمالا للاستقلالية في إصدار الأحكام التي لها طابع دولي، محايد وموضوعي لا يترك الأمور على عواهنها..
سنة 1999 صدر كتاب حمل عنوان «إنهم يقتلون اللعبة» وهو كتاب أحدث رجة عنيفة لأنه كشف عن حقائق صادمة وعرى وقائع فيها خيانة عظمى للأمانة وللمسؤولية، وكثيرها تعلق بما كان يدور سرا في كواليس انتخابات رئاسة الفيفا، انتخابات يقول جوزيف بلاتر ويقول كل الذين كانوا من حوله، ممن هم خالدون في مناصبهم، يرضيهم ما هم فيه من نعم وممن تمردوا وأشهروا الحرب على بلاتر، انها حفت بالقذارة وتأسست على فساد أخلاقي..
وإذا كان من أوجب واجبات عائلة كرة القدم العالمية أن تطلب للمحاكمة كل من يريدون قتل اللعبة، من مشجعين على المراهنات وممتهنين للوساطة ولو بأحقر الأساليب ومنتفعين من بيع الضمائر حفاظا على القيم وعلى حاضر ومستقبل الرياضة الأكثر شعبية في العالم، فإن من واجبها أن تتوجه أساسا إلى من يجلس على عرش الفيفا ومن يحفون حوله من حواريين ليبرزوا أمام محكمة الرأي الدولية فيدلوا بشهاداتهم بخصوص هذا الذي يقولون انه فساد مزمن ينخر جسد كرة القدم ولم لا يكونون موضوعا لتحريات دقيقة تباشرها مؤسسات عدلية عالمية توقف هذا النهب الموصوف والعلني وهذا الإهدار البشع للقدرات وهذا التحدي الصارخ على حقوق الغير وعلى نظافة المؤسسات؟..
بكل بساطة إنهم يأكلون عرق لاعبين ومدربين بلا حسيب ولا رقيب.

مواضيع قد تهمك