وفا ترصد نجاحات وخيبات فلسطين للعام 2010
القدس- وفا- محمد العمري/ عاشت الرياضة الفلسطينية في جميع أشكالها خلال العام الحالي 2010 ثورة كبيرة، وكان أبرز ما ميز هذا النجاح انطلاق أول دوري للمحترفين بمشاركة 12 فريقا، رغم أن الدوري الكروي لم ينتظم إلا منذ سنتين.
ومن أبرز ما شهدته الساحة المحلية أيضا، زيارة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ، ووفد دولي كبير ضم البطلين العربيين الأولمبيين هشام الكروج، ونوال المتوكل إلى فلسطين، حيث شاهد روغ وضيوفه عن قرب الممارسات العنصرية للاحتلال الإسرائيلي ضد الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، ووعد روج بحل هذه المشاكل مع الجانب الإسرائيلي.
ورغم هذه الثورة، إلا أن الرياضة الفلسطينية عاشت خيبة أمل على صعيد المشاركة الخارجية، حيث خيب منتخبنا الأول لكرة القدم، آمال الجماهير بهزيمتين أدتا الى خروجه مبكرا من بطولة غرب آسيا، تلته مشاركة ضعيفة لم تحقق المطلوب من منتخبنا الأولمبي في العاب غوانزو الصينية، بتوديعه البطولة من دورها الأول دون أي فوز، وبتعادل سلبي مع الأردن.
ولم تخيب كرة القدم الآمال فقط، بل خيبت بعثتنا في بطولة الألعاب الآسيوية في مدينة غوانزو الصينية التوقعات أيضا، ولم تستطع إحراز أي ميدالية تذكر أو على الأقل الوصول الى الأدوار النهائية من المنافسات، ويبدو أننا سنستمر في مشاركاتنا الخارجية وحتى العربية أيضا، تحت شعار 'المشاركة من أجل المشاركة فقط، ورفع علم فلسطين في المحافل الدولية'.
ولعل أفضل المشاركات الخارجية لفلسطين تحققت عبر ألعاب الأولمبياد الخاص، التي هي عبارة عن العاب خاصة لذوي الإعاقات وحققت بعثتنا 48 ميدالية ملونة في بطولة ألعاب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي استضافتها العاصمة السورية دمشق، واحتلت المركز السابع من أصل 22 دولة.
افتتاح أول دوري للمحترفين
وتم افتتاح الدوري الذي يقام للمرة الأولى في السابع والعشرين من شهر آب، برعاية شركة 'جوال' بقيمة نصف مليون دولار، بلقاء قمة جمع بين هلال القدس ومركز الأمعري، وفاز في اللقاء الأمعري بثلاثة أهداف لهدفين.
ويشارك في الدوري أندية: مركز طولكرم، وهلال أريحا، ومركز عسكر، وثقافي طولكرم، وجبل المكبر، وترجي واد النيص، وشباب الخليل، والظاهرية، ومركز بلاطة، بالإضافة الى هلال القدس والأمعري.
وحول دوري المحترفين، أوضح مدير الإعلام باتحاد كرة القدم سامي مكاوي في حديث لـ 'وفا'، أن الدوري نظم نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها رئيس اتحاد كرة القدم اللواء جبريل الرجوب، وامتثالا للشروط التي فرضها الاتحاد الآسيوي على جميع الاتحادات الآسيوية التي تود المشاركة في البطولات الآسيوية.
وشدد مكاوي على أن تجربة دوري المحترفين ناجحة جدا لأنها تقام لأول مرة، وكانت نسبة النجاح حسب رأيه ما بين 90 إلى 95%، خاصة أنه رغم الصعوبات التي واجهت هذا الدوري إلا انه نجح بجدارة في ظل حضور جماهيري كبير خاصة في منطقة الجنوب والوسط.
أما رئيس تحرير القسم الرياضي في جريدة الأيام الزميل محمود السقا، فقال لـ 'وفا'،إنه كتجربة أولى في مجال الاحتراف فإنه من الطبيعي أن تواجه الدوري بعض الأخطاء، لكن في المجمل أضاف الدوري أبعادا للكرة الفلسطينية أبرزها شدة الإثارة والمنافسة بين الفرق التي تختلف في الأداء.
وأضاف أن البعد الثاني تمثل بأن الدوري اعتبر انجازا للاعب والحكم، فأصبح اللاعب لديه مردود مادي يمكنه من ترتيب حياته، وهو نفس الحال للمدربين حيث هناك مدربون يتقاضون ما بين 5 إلى 8 آلاف دولار شهريا، والعلامة الفارقة تكمن في صالح الحكام الذين توفرت لهم الجرأة والشجاعة في اتخاذ أصعب القرارات حتى إن كانت في غاية الحساسية.
واختتم رئيس تحرير القسم الرياضي في جريدة الحياة الجديدة الزميل بسام أبو عرة الحديث عن دوري المحترفين لـ 'وفا'، موضحا أنه حقق النجاح في مرحلة الذهاب، رغم كل المعيقات التي تواجه الرياضة الفلسطينية وكرة القدم خاصة، بسبب الاحتلال الإسرائيلي وعراقيله.
وشدد أبو عرة على أن أبرز ما أفرزه الدوري في مرحلة الذهاب، المنافسة الشديدة على اللقب بين أكثر من فريق، والتنافس الكبير بين اللاعبين، وتحسن أدائهم للمنافسة على الانضمام إلى المنتخبات الوطنية.
خروج مبكر وحزين
ودع منتخبنا الأول لكرة القدم وكالعادة بطولة غرب آسيا التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان في نسختها السادسة مبكرا، وتعرض في مباراته الأولى لخسارة قاسية وغير مبررة أمام منتحب اليمن الضعيف بثلاثة أهداف لهدف، واختتم المشاركة بهزيمة مذلة مع العراق بثلاثية نظيفة.
وحول الخروج المبكر للمنتخب، وصف مكاوي النتائج بأنها غير مقبولة، وأنها لا سيئة ولا جيدة، موضحا أن الجماهير كانت تتوقع أن يمر المنتخب من بوابة اليمن والتأهل لنصف النهائي.
وقال إن منتخبنا شارك في البطولة رغم كل الصعوبات التي واجهته، لكنه كان بحاجة لخوض مباريات تجريبية، وضرورة ضم لاعبين يمكن الاستعانة بهم لكن لم يستدعوا للمنتخب، داعيا إلى إتباع معايير مهنية في اختيار لاعبي المنتخب.
بدوره، اعتبر السقا ما حدث للمنتخب بالبطولة بأن ما حصل للمنتخب كان سبب قلة التجربة وسوء حظ، ومع ذلك كان الأداء طيبا.
وأشار إلى أن سبب الخروج له مبررات أبرزها أن المنتخبات التي لعبت بالبطولة اتخذت منها بروفة أخيرة لبطولة أمم آسيا التي تستضيفها قطر الشهر القادم، والعصبية غير المبررة التي انتابت العديد من لاعبي منتخبنا المؤثرين ومن أبرزهم عبد اللطيف البهداري الذي طرد خلال لقاء اليمن.
من جهته، أوضح أبو عرة أن النتائج كانت مفاجئة مخيبة للآمال، ولم تلبي طموحات الجماهير التي كانت تعتبر اليمن خصما سهلا للعبور للدور الثاني.
ودعا إلى الاستعداد جيدا قبل خوض المنافسات الإقليمية، عبر خوض المعسكرات الخارجية، واللقاءات الودية من منتخبات صاحبة خبرة وسمعة، والاهتمام بلاعبينا المحترفين في العالم ودعوتهم للانضمام للمنتخب للاستفادة منهم.
مشاركة مخيبة في 'غوانزو الصينية':
لم تكن مشاركة بعثتنا في اولمبياد غوانزو الصينية ضمن الطموح، التي شاركت في 9 ألعاب أولمبية واكتفت كافة الاتحادات بالمشاركة فقط دون تحقيق نتائج تذكر، حيث ودعت كافة الألعاب الدورة مبكرا، ولم تنافس على أي ميدالية، وأفضل النتائج كان إحراز المركز الرابع عبر اللاعبة زهرة مشينش.
وقال عضو اللجنة الاولمبية رئيس اتحاد المبارزة داوود متولي، إن المشاركة لم تكن ضمن الطموح، وهناك لجنة من اللجنة الاولمبية تدرس ايجابيات وسلبيات المشاركة لتفاديها في المشاركات القادمة، واعدا أن تكون النتائج جيدة وتلبي الطموح في المشاركة العربية القادمة.
واعتبر متولي المشاركة في أي تظاهرة رياضية عربية أو آسيوية تساعد على رفع الرياضة الفلسطينية الى الأمام من خلال اكتساب الخبرة، موضحا أن المشاركة الاخيرة في الصين هي استعداد لدورة العربية السادسة عشر التي ستقام في قطر العام القادم، واستعدادا لاولمبياد لندن 2012.
من جهته، شدد السقا على أن عدم الحصول على أي ميدالية ينبغي أن تكون بمثابة قرع الجرس للقائمين على الحركة الرياضية، وتحديدا باللجنة الأولمبية ممثلة برئيسها اللواء جبريل الرجوب، أن يكون صارما مع الاتحادات الرياضية المشاركة في الدورة.
ورفض السقا أن تكون المشاركة في المحافل الدولية من أجل المشاركة فقط، لأن هذا الشعار سئمت منه الأسرة الرياضية ومن خلفها الجماهير.
بدوره، دعا أبو عرة مختلف الاتحادات الرياضية التي تشارك في الدورات الاولمبية والعربية الاستعداد جيدا لها، للمنافسة على مراكز متقدمة، وإحراز الميداليات، مؤكدا أن الشارع الرياضي مل من شعار المشاركة من اجل المشاركة فقط.
وفي باقي أبرز الأحداث، تعادل منتخبنا الأول لكرة القدم مع دينامو موسكو الروسي بهدف لمثله، في اللقاء التاريخي الودي الذي جمعهما في مدينة أريحا، وتعادل منتخبنا مع السودان في لقاء ودي جرى في العاصمة السودانية الخرطوم بهدف لمثله، وتعادل مع الإمارات بهدف لمثله، وواصل مسلسل التعادلات وسقط هذه المرة في فخ التعادل السلبي في اللقاء الودي الذي جمعه مع موريتانيا في نواكشوط، ليتعادل منتخبنا في جميع لقاءاته الودية.
وحسم جبل المكبر لقب الدوري الممتاز'أ'، واختتم الدوري رسميا في التاسع من شهر نيسان، وذهب مركز الوصافة لهلال القدس الذي خطفه من الأمعري صاحب المركز الثالث، وتوج ترجي واد النيص بلقب كأس الشهيد أبو عمار على حساب الأمعري، ولم تمر سوى أيام حتى أحرز الفريق لقب كأس السوبر بفوزه على بطل الدوري جبل المكبر.
وأحرز نادي جنين بجدارة واستحقاق لقب دوري كأس الهواة الذي يقام للمرة الأولى، بفوزه باللقاء النهائي للبطولة على نادي يطا الخليلي بثلاثة أهداف لهدف.
وفي قطاع غزة، ظفر عميد الأندية الفلسطينية نادي غزة الرياضي بلقب كأس القطاع لكرة القدم بفوزه في المباراة النهائية على نادي الصداقة بثلاثية نظيفة.
وشهد هذا العام تحسنا ملحوظا في أداء منتخبنا النسوي في مشاركاته الخارجية، وأحرز المركز الرابع في البطولة العربية التي جرت في البحرين، كما أحرز المركز الرابع في بطولة غرب آسيا، بينما توج فريق سرية رام الله بلقبي الدوري النسوي والكأس.
وفي كرة السلة، جمع إبداع بيت لحم للرجال بين لقبي بطولة الدوري، وكأس فلسطين، وأحرزت آنسات سرية رام الله لقب دوري كرة السلة النسوي.
وفي كرة الطائرة، توج فريق جيوس بلقب بطولة الرئيس لكرة الطائرة بنسختها الأولى بفوزه باللقاء النهائي على سنجل ثلاثية نظيفة، بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة الطائرة زهانج يوه، ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة الطائرة الكويتي عيسى حمزة، وتوجت 'آنسات إبداع الدهيشة' بلقب 'كأس كرة الطائرة'
وفي لعبة كرة الطاولة، احتفظ نادي هلال القدس بلقب الدوري الممتاز للعبة في خزائنه، بينما حقق الصاعد حديثا للدوري سلفيت مفاجأة مدوية بإحرازه لقب الوصافة، وذهب المركز الثالث لنادي الأنصار المقدسي.
وشهد هذا العام وفاة اثنين من الزملاء الإعلاميين الرياضيين وهما تيسير جابر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي ورئيس رابطة الصحفيين الرياضيين، وعادل شحادة مراسل القسم الرياضي في صحيفة الحياة الجديدة، إثر نوبة قلبية حادة.