قراءة من الدوري الممتاز: الامعري يتشبث بالقمة والامعري يسابقه وانتصارات للواد والظاهرية
طولكرم- محمد عراقي/ أسدلت الستائر على الأسبوع العاشر، وبقي أسبوع واحد على نهاية مرحلة الاياب للدوري الممتاز (أ)، ووضح بشكل كبير شكل المقدمة والمؤخرة ومنطقة الوسط للمرحلة المقبلة مع أن حدوث أية تغييرات أو مفاجآت يبقى أمرا واردا في ظل تذبذب مستوى بعض الفرق، وفي اطار التغييرات المحتملة والتحضيرات التي ستطال معظم الفرق في مرحلة الاياب في فترة التوقف المنتظرة بين المرحلتين، وربما تسجيل لاعبين جدد اذا سمح الاتحاد بذلك ولا أحد يعلم حتى الان ربما الا بعض المتنفذين هنا وهناك.
صراع ثلاثي
بالنسبة لصراع القمة فهو لغاية الان محصور بين ثلاثة فرق هي: المكبر المتصدر والامعري وهلال القدس، وهي التي تملك الاستقرار الاداري والمادي والامكانيات الفنية اللازمة لمواصلة المشوار بنفس القوة، ولا نستبعد دخول بعض الفرق المنافسة لكن هذا الأمر يتطلب جهدا وتركيزا كبيرا.
منطقة الوسط أصبحت الان كبيرة ومفتوحة من المركز الرابع الى الثامن وهي متغيرة ومتأرجحة، وأشبه بلعبة الكراسي الموسيقية بين خمسة فرق هي: شباب الخليل وثقافي طولكرم وواد النيص ومركز طولكرم والظاهرية طبقا لنتائجها من أسبوع لآخر.
وضع المؤخرة على حاله
حال فرق المؤخرة الأربعة القابعين تحت الخط الأحمر بقي على حاله، ووحده العبيدية شذ عن قاعدة الخسارة التي طالت هذه الفرق، عندما نجح في خطف نقطة ثمينة من شباب الخليل، فيما تجرعت الفرق الأخرى طعم الخسارة، فسقطت البيرة أمام المكبر وبيت أمر أمام هلال القدس والخضر أمام الظاهرية، ويبدو وضع الفرق صعبا وخاصة البيرة والخضر وبيت أمر وبات الأمر يحتاج لمجهود كبير وانتفاضة لتحسين الوضع والتقدم للأمام.
التحكيم في قفص الاتهام
شهد الاسبوعان الأخيرين احتجاجات شديدة من بعض الفرق على التحكيم، وهذا الأمر تتحمله لجنة الحكام المركزية لأن اختيار الطواقم التحكيمية لبعض المباريات الهامة ليس صحيحا بل عليه علامة استفهام، وكنا قد نادينا مرارا وتكرارا بضرورة توخي الدقة والموضوعية عند اختيار طواقم المباريات لأن قطار الدوري يسير بسرعة وكل المباريات على قدر كبير من الأهمية والنقاط أصبحت غالية جدا.
فالاشكاليات حدثت ورافقت أكثر من لقاء، ففي الأسبوع الماضي حدث ذلك في مباراتي هلال القدس والثقافي الكرمي، والمكبر مع الامعري، حيث رافقهما أخطاء مؤثرة أثرت على النتائج، وهذا الأسبوع تكرر الموقف في مباراة البيرة مع المكبر، من غير المفهوم أن نرى أسلوب العمل داخل لجنة الحكام يتم بنفس الطريقة من حيث اعطاء بعض الحكام حجم أكثر من حجمهم ومستواهم الحقيقي، ومحاولة فرضهم على بعض اللقاءات الهامة والجماهيرية والنتيجة كما ترون الان أخطاء واحتجاجات بالجملة.
العبيدية عطل طموحات العميد
من حين لآخر فان فريق العبيدية يقدم مستويات جيدة، ونجح في تحسين مستواه منذ عدة أسابيع لكن ذلك لا يترافق دائما مع حدوث نتائج ايجابية لأسباب فنية تخص الفريق المجتهد الذي استطاع هذا الأسبوع أن يخطف نقطة ثمينة من شباب الخليل بالتعادل معه بهدفين، رغم أنه يلعب خارج قواعده منذ عدة أسابيع.
ورغم أن العبيدية تأخر بهدف الا أنه وبشجاعة تمكن من تعديل النتيجة ومن ثم التقدم بفضل نجميه فادي حساسنة وعرفات صبيح، الا أن مشكلة الفريق ربما تكمن في التنظيم، وعدم وجود الخبرة التي تمكنه من الحفاظ على تقدمه كما حصل أمام مركز طولكرم عندما انهار في الدقائق الأخيرة، ونجح الشباب في تعديل النتيجة ليرفع العبيدية رصيده الى ثمان نقاط وهو يبدو أقرب فرق المؤخرة للهرب من مربع الخطر في القاع، لكن ذلك يحتاج لمزيد من الجهد والتركيز الدفاعي والهجومي وهذا ما يدركه مدرب الفريق صايل سعيد ولاعبيه.
شباب الخليل من جهته خرج غير سعيد بالنتيجة لأنه كان يبحث عن الفوز لمواصلة اندفاعته القوية التي جسدها بانتصارات على بيت امر وواد النيص جعلت الفريق العريق يفكر في الزحف نحو القمة، لكن التعادل كان بطعم الخسارة ورغم تقدمه بهدف، الا أن الشباب وجد نفسه متأخرا ورغم نجاحه في التعديل الا أن محاولاته الحثيثة لخطف الفوز باءت بالفشل رغم الفرص العديدة والسانحة التي اتيحت للاعبيه.
ورغم كل هذا فان الشباب الآن يسير بخطى ثابته نحو حجز موقع متقدم له على سلم الترتيب بفضل الاستقرار الاداري والفني والتطور الملحوظ على أداء الفريق في الأسابيع الأخيرة والتركيز الان على المباراة الصعبة والهامة المقبلة مع الامعري.
الهلال حقق المطلوب
وعاد هلال القدس من مدينة الخليل بصيد ثمين وحقق المطلوب بفوزه المهم على مضيفه بيت أمر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليرفع الفريق رصيده 20 نقطة ليبقى في دائرة القمة والمنافسة على اللقب وليضيق الخناق على المكبر والامعري، وهذا هو الفوز الثاني للهلال تحت قيادة مدربه الجديد مروان ريان، وجاء في ظل غيابات مؤثرة عانى منها الفريق أمثال الهداف مراد عليان الموقوف وابرهيم السويركي المصاب والغائب من فترة الكولومبي سيرجيو، ورغم ذلك استطاع الهلال بخبرة لاعبيه تحويل تأخره بهدف الى فوز بفضل خبرة وامكانيات اللاعبين وعلى رأسهم ايهاب وموسى ابو جزر وهشام الصالحي ومحمود صلاح وحسام ابو صالح.
وواصل الهلال رحلته نحو القمة وسط معنويات عالية ووضع جيد اداريا وفنيا، وهو يتطلع لمواصلة انتصاراته الأسبوع المقبل.
بيت أمر كافح بشجاعة حتى النهاية وكان قريبا من الخروج بالتعادل لكنه لم يحافظ على تقدمه في الشوط الأول حيث تلقى هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، وأسفر التفوق الهلالي في الشوط الثاني عن تسجيل هدفين آخرين ورغم هدف التقليص الأمري، لكن جميع محاولات مصلح محمد ومؤيد طومار باءت بالفشل ليتجرع بيت أمر هزيمة أخرى تبقيه في وضع خطر بست نقاط، ومرة أخرى لعب الحارس الواعد عزمي الشويكي مباراة كبيرة تحت أنظار مدرب الوطني موسى بزاز، ويتحتم على لاعبي بيت أمر بذل جهد أكبر والتركيز ومحاولة حصد النقاط.
الثقافي يسقط أمام واد النيص
وبشكل مفاجئ سقط الثقافي الكرمي على أرضه ووسط جماهيره أمام واد النيص بهدفين لهدف، لتشكل الهزيمة ضربة قاضية لآماله وتطلعاته بالمنافسة على القمة لأنها جاءت بعد أربعة أيام من هزيمة أمام هلال القدس جمدت رصيد الفريق عند 15 نقطة في المركز الخامس وتبقى له مباراتان أمام العبيدية والظاهرية في طولكرم.
واذا كانت خسارة الثقافي أمام الهلال غير مستحقة وشابها أخطاء تحكيمية عانى منها العنابي فان الأمر لم يكن كذلك امام واد النيص، فظهر الثقافي بصورة متواضعة وغير مقنعة، فقدم أسوأ أداء له في الدوري حتى الان، فالشكل الهجومي بدا ضعيفا وغاب التركيز عن الهجمات، وقدم خط الوسط الذي هو دائما مفتاح فوز الفريق مستوى غير مقنع دفاعيا وهجوميا واستقبلت الشباك الكرمية هدفين من أخطاء في التمرير والتمركز والرقابة.
ورغم أن الشوط الثاني شهد هجوما ثقافيا مكثفا ودفاعيا نيصيا رجوليا، الا أن الوضع لم يتغير حتى بعد أن احتسبت ركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير شكل اللقاء، لكن على فحماوي أهدرها برعونة ملخصا وضعه ووضع فريقه في المباراة، وبات الثقافي مطالب بالفوز في مباراتيه الأخيرتين لكي ينهي مرحلة الذهاب في المركز الرابع ويبدأ بترتيب أوراقه قبل الاياب.
واد النيص من جهته واصل سطوته وتفوقه على منافسه الكرمي في السنوات الأخيرة وعاد بفوز ثمين ليحسن من أوضاعه رافعا رصيده الى 14 نقطة في المركز السادس، وحقق لاعبو الواد المطلوب واستغلوا سوء حالة منافسهم وتمكنوا من خطف هدفين في الشوط الأول بفضل خبرة سميح يوسف ومهارة يحيى السباخي، ورغم الهدف الذي دخل شباكهم قبيل نهاية الشوط الأول الا أنهم دافعوا برجولة وعزيمة في الشوط الثاني ليحافظوا على فوزهم بل كادوا يسجلون أكثر من مرة عن طرق المرتدات الخطرة بواسطة أشرف نعمان وجهاد صقر وأمجد زيدان.
الظاهرية واصل انتصاراته
واصل الظاهرية نتائجه الايجابية وانتصاراته، وحقق فوزا غاليا على جاره الخضر بهدفين مقابل هدف ليحصد "الغزلان" النقطة السابعة من أصل تسع في آخر ثلاث مباريات ليرتفع رصيد الفريق الى 14 نقطة في المركز السابع، وامه مباراتين أمام هلال القدس والثقافي، وحقق الفريق ما هو مطلوب منه فخطف النقاط، وواصل اندفاعته الجيدة بفضل هدفي القصاصي وأحمد ماهر، ليعمق بذلك جراح الخضريين النازفة، ويستقر الظاهرية في موقع جيد وبامكانه التقدم أكثر، ويبدو أن الفريق وجد الاستقرار الذي كان مفقودا قبل ذلك مع ابن النادي البار مازن الخطيب الذي يعرف امكانيات لاعبيه وكيفية توظيفها.
الخضر من جهته واصل مسلسل هزائمه المريرة، وتجمد رصيده عند خمس نقاط في المركز الأخير، وكان خسر الأسبوع الماضي أمام بيت أمر ورغم محاولة الفريق وكفاحه خلال بعض أوقات المباراة للخروج ولو بتعادل، لكن ذلك لم ينجح بل زاد الطين بلة طرد المدافع وديع صلاح، وهو الأمر الذي تكرر أكثر من مرة في الفريق الذي بات في وضع صعب، وتبقت له مباراة مفصلية بست نقاط في الذهاب أمام شريكه في المؤخرة البيرة.
المكبر حافظ على الصدارة
نجح المكبر في الحفاظ على صدارته التي انتزعها الأسبوع الماضي من الامعري، لكن نسور الجبل تعذبوا كثيرا هذه المرة قبل الفوز على البيرة بهدف وحيد جاء من ركلة جزاء ترجمها الموهوب علي الخطيب، ولم يظهر الفريق بنفس مستوى الأداء الذي قدمه في المباريات السابقة، فكان الأداء مهتزا في بعض جوانبه الدفاعية والهجومية، ووضح تأثير غياب الهداف جمال علان كما غاب الحارس عاصم أبو عاصي، ودفع الفريق ثمن فوزه غاليا بطرد نجميه رأفت عياد ومحمود عودة، لكن من مميزات الفريق أنه يفوز عندما لا يلعب جيدا وهو ما فعله.
البيرة بقي في المؤخرة بخمس نقاط، لكنه يشعر بالظلم لالغاء هدف سجله الفريق في الدقائق القاتلة، واحتج البيراويون على ركلة الجزاء الممنوحة للمكبر، ولكن الفريق البيراوي قدم مباراة طيبة رغم نقص الصفوف، حيث تغيب أكثر من لاعب أساسي أمثال رامي الرابي وساجد كراكرة وأنور صدقي وشوكس، وكان ندا قويا للمتصدر في أحيان عديدة، وتفوق في أحيان أخرى، لكن المشكلة المستعصية بقيت التهديف فالفريق لم يسجل للمباراة الثالثة على التوالي، وهذا يلخص مشكلة الفريق الذي يغرق حاليا، لكن الأمل ما زال موجودا وهو يمر عبر الفوز ولا شيء غيره امام الخضر في ختام الذهاب، ثم ترتيب الأوراق بين الدورين في فترة الاستراحة ليعود الفريق بشكل مغاير لكن الأمر صعب ويحتاج لتكاتف الجميع.
الامعري أبدع وأقنع
وعاد الامعري لمسار الانتصارات من جديد بفوزه الكبير والمقنع على مركز طولكرم برباعية أبقت الفريق في المركز الثاني بفارق نقطتين عن المتصدر المكبر، وأثبت الامعري أنه نفض عن نفسه غبار الخسارة أمام المكبر، وبات الأخضر مركزا على تكملة مشواره لاستعادة الصدارة المفقودة. وعلى أرض الواقع تفوق الامعري على منافسه جماعيا وفنيا واستحق الفوز، وكان بامكانه أن يضاعف غلته، لولا سوء الطالع وبراعة حارس المركز ضرغام مسيمي الذي أنقذ مرماه من أهدف عديدة، وفك المهاجم اياد ابو غرقود صيامه الطويل عن التهديف بتسجيله أحد أهدف فريقه، وكذلك الأمر لزميله احسان صادق الذي لعب أساسيا للمرة الاولى منذ فترة بسبب اصابته، وبرز حسام وادي والهندي والعبيد الذي كانوا وراء الهجمات.
مركز طولكرم تعرض لانتكاسة جديدة جمدت رصيده عند 13 نقطة في المركز الثامن، وهو موقع متأخر لهذا الفريق الذي خرج من دائرة الهزائم الأسبوع الماضي بالفوز على العبيدية، لكنه عاد لها بالخسارة أمام الامعري، وبقي أداء خط الظهر هو الحلقة الأضعف للفريق، لكن الأداء الدفاعي للاعبي الوسط لم يكن جيدا، أما على الصعيد الهجومي فقد اتيحت للفريق فرص سانحة للعودة لأجواء المباراة على مدار الشوطين، لكن مصطفى كنعان صاحب هدف الفريق الوحيد في الثواني الأخيرة لم يكن في يومه فأهدر انفرادين كانا كفيلين بتغيير سير المباراة في الزفير الأخير للشوط الأول، وبات العمل مطلوب وبوتيرة أكبر على الصعيد الفني والتكتيكي لتطوير شكل وأداء الفريق لتدراك الموقف والتقدم لمواقع متقدمة أكثر، والآن ينتظر الفريق مواجهة صعبة مع المتصدر في ختام مرحلة الذهاب.
نجوم الأسبوع
محمد وديع وفادي حساسنة "العبيدية"
علي عايش "شباب الخليل"
يحيى السباخي "واد النيص"
ايهاب وموسى أبو جزر "هلال القدس"
عزمي الشويكي "بيت أمر"
أحمد ماهر وماجد القصاصي "الظاهرية"
محمود الشولي "الخضر"
علي الخطيب "المكبر"
حسام وادي وأيمن الهندي "الامعري"
ضرغام مسيمي "مركز طولكرم".