الكشف عن تورّط الكرامة وأعضاء باتحاد الكرة السوري بالفساد
خرجت الكرة السورية من حالة الهدوء الشديد التي سادت أجواءها في الأيام الماضية بعد تسرب تقرير لجنة التحقيق الأولمبية السورية في الفساد الكروي لصحيفتين رياضيتين، لتظهر بالتالي فصولٌ جديدة من الفساد الكروي، كما وجدتها اللجنة وضمنته في مقترحاتها للعلاج.
وطالت الاتهامات اتحاد الكرة السوري بشكل مباشر عبر عدد من أعضائه والعاملين فيه، إلى جانب عددٍ من الأندية وبعض كوادرها وداعميها، بل وصلت إلى التأكيد على التلاعب ببعض مباريات الدوري السوري المنصرم، خاصة في مرحلة الإياب، مؤكدة تورط نادي الكرامة بطل الدوري وعدد آخر من الأندية بترتيب النتائج المسبق أو بتقديم الرشاوى.
واقترحت اللجنة التحقيقية في قرارها المتسرب لصحيفتي "الرياضية" و"الموقف الرياضي"، حل مجالس إدارات أندية تشرين والوحدة والطليعة وجبلة والنواعير وحطين, وإعفاء وفصل 3 من أعضاء اتحاد الكرة، إلى جانب إيقاف وفصل 8 حكام و10 إداريين.
وكان اتفاق غير مباشر بالامتناع عن الإدلاء بالتصريحات الصحافية واللجوء للتهدئة الإعلامية بين اتحاد الكرة السوري واللجنة المؤقتة للاتحاد الرياضي العام، تم التوصل إليه بعد أيام من صدور قرار حل اتحاد الكرة الذي اتخذته اللجنة المؤقتة ورفض الاتحاد السوري تنفيذه لمخالفته المرسوم الجمهوري الناظم للرياضة السورية.
كما طالب عددٌ من أعضاء اتحاد الكرة السوري بالتحقيق معهم بعد سماعهم لمعلومات تسربت قبل أسبوعين عن توصل اللجنة لأدلة حول تورطهم بالفساد الكروي والتنظيمي، وأشاروا إلى أنه لم تقم اللجنة بسؤالهم أو التحقيق معهم.
وكان عبد المنعم عبد الصمد أحد أعضاء لجنة التحقيق الأولمبية صرح بأن التحقيق الذي أجرته اللجنة تم بناءً على شهادات كيدية، مشيراً في تصريحات نشرتها وسائل إعلام رياضية سورية أخيراً: "بدأنا بشكل جيد لكن بعد أيام عديدة تدخل البعض بعمل اللجنة ومنهم عضو المكتب التنفيذي المنحل سلام علاوي، إضافة لأمين سر اتحاد الكرة السابق توفيق سرحان، وبعض الموظفين في اتحاد الكرة، وكان الغرض من ذلك تلفيق إدانات غير مثبتة بحق الاتحاد. وبناء عليه، تم استدعاء كل الأشخاص الذين ليسوا على وفاق مع الاتحاد في حين لم تثبت شهادات من مدح اتحاد كرة القدم، ومن هنا عرفنا أن هناك هجمة شرسة يتعرض لها الاتحاد من قبل أشخاص لا هم لهم سوى إقصاء الاتحاد الحالي بعد أن تضررت مصالحهم كثيراً".
وأضاف عبدالصمد، وهو عضو في المكتب التنفيذي الذي تم حله من قبل القيادة السورية: "لذلك رفضت التوقيع على قرارات اللجنة العليا التي تضمنت اتهامات باطلة بحق أشخاص لم يستدعهم التحقيق أو يسألهم، ومنهم أعضاء في اتحاد كرة القدم في حين أغفلت أسماء من العقوبة يستحقون البتر من المنظمة الرياضية".
من جانبه، توجه العميد فاروق بوظو إلى بيروت والتقى برئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام على هامش انتخابات الاتحاد اللبناني الجديد، في مسعى منه لتبرير قرار اللجنة المؤقتة التي يترأسها بحل اتحاد الكرة.
وكانت وسائل إعلام رياضية سورية تناقلت أنباء عن زيارة متوقعة لبن همام إلى دمشق, بل إن مسؤولين تحدثوا عن ذلك صراحة تحت دواعي تهنئة العميد بوظو بتسلمه المنصب الرياضي الأعلى في سوريا وتبين في ما بعد عدم صحة الأمر.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم طالب العميد فاروق بوظو بتوضيحات حول قرار الحل الذي اتخذه بعد أيام على تسلمه زمام قيادة الرياضة السورية بشكل مؤقت.
من جهته "وقبل تسريب نتائج التحقيق بأيام" ناشد مدرب فريق الكرامة السوري محمد قويض القيادة السياسية السورية بالتدخل السريع لحل المشاكل العالقة بين اتحاد كرة القدم المنحل واللجنة المؤقتة للاتحاد الرياضي العام، لما لها من أثر سلبي على الكرة السورية بشكل عام، ونادي الكرامة الذي تنتظره مباراة مهمة مع فريق العربي الكويتي ضمن بطولة كأس الاتحاد الآسيوي منتصف الشهر القادم.
وقال قويض إن الانقسام القائم قد يؤدي إلى إيقاف مشاركات الأندية والمنتخب السوري على الصعيد الخارجي، متمنياً إيجاد حل سريع وعاجل للأزمة.
وفي تطور لافت أكدت مصادر رياضية أن عضو اللجنة المؤقتة للاتحاد الرياضي العام نور الهدى قرفول قدمت استقالتها من اللجنة وقوبل طلبها بالرفض، وسط تكتم شديد خشية إضعاف موقف اللجنة أمام اتحاد الكرة والشارع السوري.
وكانت اللجنة المؤقتة للاتحاد الرياضي العام أصدرت قبل حوالي أسبوعين باكورة قراراتها بحل الاتحاد السوري لكرة القدم، وتكليف ممتاز ملص برئاسة اللجنة المؤقتة لتسيير أمور اتحاد الكرة، ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم للطلب من العميد بوظو توضيح أسباب قراره بحل اتحاد كرة القدم، مؤكداَ في الوقت نفسه أن الاتحاد الكرة السوري المنتخب عام 2005 هو الاتحاد المعترف به.