"في المرمى".... صوم الرياضيين

كتب فايز نصّار- القدس الرياضي
حلً علينا شهر رمضان الكريم، الذي يمثل موسماً دينياً للعبادة وأداء الشعائر، رغم أن الكثيرين أخرجوا الشهر الفضيل من معانيه الساميّة، وانخرطوا في بدائع قللت من تأثير روحياًّ وجسميّاً.
ولا يشكل رمضان عائقًا أمام ممارسة الحياة اليوميّة بشكل عادي، ولا يحول صيامه وقيامه دون أداء التدريبات الرياضيّة، والمشاركة في المنافسات الوديّة والرسميّة، رغم أنّ الأسئلة تتجدد كلّ مرة بشأن التمارين الرياضية، من حيث موعد ممارستها، ودرجة كثافتها، وأي أثر تتركه على الصائمين.
والثابت أنّ ممارسة الرياضة أثناء الصيام مفيدة، لتحسين اللياقة البدنية، حيث تُحفز الرياضة الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الجلوكوز، ممّا يُساعد على إنقاص الوزن، وتحسين اللياقة البدنية.
ويسأل الكثيرون: إن كان من الأفضل التوقف عن ممارسة التمارين خلال شهر الصوم واستئنافها بعد العيد، بالنظر لمشقة الجسم، والحاجة إلى النوم أو الاسترخاء بانتظار مدفع الإفطار؟
والحقيقة أنّ الأطباء وأخصائيو التغذية يؤكدون على أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية في جميع الأوقات، بغرض الحفاظ على وضع صحي سليم وعلى توازن نفسي وجسدي، ويُجمع هؤلاء على أن أفضل وقت لممارسة الرياضة في شهر رمضان يكون في فترتين: إما قبل الإفطار بساعة إلى ساعتين، أو بعد الإفطار بثلاث أو أربع ساعات.
ويشدد المختصون على الفوائد التي تعود بها ممارسة الرياضة في شهر رمضان، ولا سيما خلال ساعات الصيام، موضحين بأنّ الجسم يدخل حالة يستهلك فيها الدهون، ويحوّلها إلى طاقة بطريقة أكثر فعالية، ويفضلون ممارسة الرياضة قبل الإفطار، وذلك لأن مخزون الدهون يخفّ حيث يقوم الجسم بحرقه وببناء الكتلة العضلية، أما في حال ممارسة التمارين بعد الإفطار، فينصح المختصون بتأخيرها إلى أكثر من 4 ساعات، إن كانت الوجبة غنية بالدهون.
ولا يقبل المختصون التوقف عن النشاط الرياضيّ خلال شهر رمضان، لأنّه بمضي 30 يومًا من دون تمارين، يحتاج الجسم إلى فترة للتأقلم مع الوضع الجديد، إضافة إلى ما سيخسره خلال شهر من الانقطاع على مستوى العضلات، فيما ستزداد في المقابل نسبة الدهون في الجسم.
الخلاصة أنّ الرياضيين يجب أن لا يتوقفوا عن ممارسة الرياضة- تمريناً ومنافسة- والأمر فقط يحتاج إلى تقنين وتنظيم من حيث الجهد والتوقيت، وقد أثبت المختصون صحة قول الرسول الأعظم: " صوموا تصحوا" .