ماليزيا.. تحريم اليوغا يزيد اهتمام المسلمين رغم اتهامها بإضعاف العقيدة
تنفسي بعمق"، تركز سيدة الأعمال الماليزية دليلة (49 عاما) على وضع المحارب، قبل أن تتحول ببطء إلى المثلث وهو وضع آخر لليوغا للمساعدة في حفظ التوازن، وتقول "انه يريحني. إنني اعرف ما هو مفيد بالنسبة لي وما ليس كذلك".
بيد أن السلطات الدينية في بلادها لها رأي مختلف، ففي تشرين الثاني 2008، اصدر المجلس الوطني للفتوى في ماليزيا فتوى بتحريم اليوغا، ومن ثم يحظر على المسلمين ممارستها.
واعتبر المجلس في فتواه أن اليوغا تتضمن عناصر كثيرة من العقيدة الهندوسية التي "قد تضعف ايمان المسلمين".
ويشكل المسلون نحو 60 % من سكان ماليزيا البالغ عددهم 25 مليون نسمة، وبحسب الدستور، فان كل مواطن هو مسلم بالتعريف، أما الماليزيون من أصول هندية أو صينية فهم فقط الذين يمكنهم أن يختاروا دينهم بحرية.
لكن دليلة التي شبت مسلمة، وتمارس اليوغا منذ 5 سنوات، لا تكترث، وهي لا تعتبر اليوغا نشاطا دينياً. وتقول "لكن حتى لو كانت كذلك فإنني لابد أن اعتنق شيئا يعلمنا الحب واحترام جسدنا".
وقد افتتحت معلمتها نيني احمد (27 عاما) وهي لاعبة يوغا، ومسلمة، لتوها الاستوديو الخاص بها لممارسة اليوغا في احد مراكز التسوق الأنيقة في كوالالمبور.
وبعد ممارسة بعض تمارين المد على حاشية أمام مرآة بطول الحائط، تأخذ لاعبة اليوغا بسلام وضعا جديدا.
وتقول نيني "إنها لنكتة كبيرة"، فقد أثارت الفتوى اهتماما كبيرا باليوغا، وهي ترى أن لا يوجد تعارض بين اليوغا والاسلام.
وتقول "10 سنوات من ممارسة اليوغا جعلتني مسلمة أكثر تعمقا في دينها، اكتشفت ما يمكن أن يفعله الجسد والعقل معا لقد جعلتني أقدر جسدي أكثر".
وتعتقد نيني ان الجدل برمته فعل شيء واحد، وهو انه زاد الاهتمام باليوغا بين المسلمين في ماليزيا وان سوقا ضخمة ربما تفتح قريبا، وتذهب دليلة الي فصول تعليم اليوغا الخاصة بها مرتين الى ثلاث مرات اسبوعبا: وتقول "إنني أؤمن بالحس العام وأتبع ضميري".
بيد ان تصريحات مثل هذه لا تزحزح مجلس الفتوى عن موقفه، فهو يخشي أن اليوغا يمكن ان تعمل على تآكل الايمان بالاسلام، ويقول رئيس مجلس الفتوى عبد الشكور حسين "إن اليوغا تمزج بين الممارسة البدنية والعناصر الدينية والترانيم والعبادة بغرض تحقيق سلام داخلي وهكذا يكون المرء مع الإله في خاتمة المطاف".
وليس بالضرورة ان يمارس المسلم اليوغا ليسترخي بل يمكنه أن يصل إلى تلك الحالة بالصلاة على حد قول المجلس.
وقد أثارت الفتوى الجدل في ماليزيا التي يشكل سلاطينها التسعة السلطة الدينية العليا في البلاد، وقد انتقد شرف الدين ادريس شاه سلطان ولاية سيلانجور المجلس، قائلا إنه كان على أعضائه استشارة السلاطين قبل إصدار فتواهم.
أما بالنسبة لمدرسي اليوغا من غير المسلمين فالجدل برمته غير مفهوم من أساسه، ويقول هو، الذي يدير استديو لليوغا منذ 4 سنوات "القضية أثيرت على نحو مفاجئ، فصولنا إنما هي للياقة البدنية".
وقال ان ترتيل الترانيم هو بالنسبة له لا يعدو صوت ذبذبات تطهر الجسد وتؤثر على العقل والطاقة إنها أسلوب جيد لراحة العقل.
بيد أن هو يتخلى عن تلك الترانيم في فصول المبتدئين إذا ما احس أن المسلمين لا يرتاحون لها. ويشكل الماليزيون من أصول هندية وصينية 90 % من ممارسي اليوغا في ماليزيا، وبينما لا يوجد ما يدل على أن المسلمين الذين يمارسون اليوغا قد تخلوا عن إيمانهم، تقول دليلة أنها تعرف أن بعض المسلمين تخلوا عن الجوانب "التأملية" فى اليوغا بعد الفتوى، لكن معلمي اليوغا على قناعة بأن شعبيتها ستنمو اكثر.