بغداد - محمد سدر/ أنهى منتخبنا الوطني مهمته الوطنية الإنسانية الرياضية في العراق العروبة بنجاح منقطع النظير كان حديث العالم خلال الأيام الماضية حيث أدى منتخبنا الوطني مباراتين وديتين مع "اسود الرافدين" على أرضه ووسط جماهيره لأول مرة منذ سبع سنوات حرم خلالها الجمهور العراقي مشاهده نجوم بلاده على أرضه .وبالرغم عدم نجاح نجوم منتخبنا بإحراز أي هدف في المباراتين إلا إننا سجلنا هدفا ولا أروع وغطى على كل الأهداف التي سجلت في مرمانا وبلغ عددها سبعة أهداف!

هدفنا كان أسمى وأجمل من كل الأهداف فالهدف الذي سجلناه هو كسر الحصار الفعلي على الرياضة العراقية باللعب مع منتخبها الكروي الأول بطل أسيا على أرضه لنثبت للعالم بأسره أن فلسطين قادرة على فعل المستحيل وليصبح منتخبها أول المنتخبات العربية والعالمية الذي يزور العراق ويكسر الحصار وليفتخر اتحاد كرة القدم ورئيسه اللواء جبريل الرجوب أنهم أول اتحاد كرة قدم يقدم على هذه الخطوة المهمة والخطرة في رسالة واضحة المعالم للعالم بأسره مفادها أن الرياضة رسالة محبة وسلام!

وكانت بعثة منتخبنا الوطني قد وصلت مطار بغداد قادمة من اربيل الساعة الخامسة والربع من عصر الاثنين بعد أن كان من المقرر أن تصله الساعة العاشرة صباحا وجاء التأخير بسبب عاصفة رملية ضربت بغداد مساء الأحد وكان في استقبال البعثة العديد من الوزراء والمسؤولين الرياضيين والسياسيين وتم استقبال اللواء الرجوب والوفد الإداري في قاعة كبار الزوار حيث أجرت العديد من القنوات الفضائية مقبلات مع اللواء جبريل الرجوب الذي تحدث عن كسر الحصار عن العراق وإصرار فلسطين لتكون بجوار شعب العراق ورياضته ثم توجهت البعثة صوب استاد الشعب وسط حراسة أمنية مشددة شارك فيها أربع أجهزة أمنية وعشرات المصفحات لتأمين الوفد بالرغم من الأمان الذي شعر به أفراد البعثة طوال أقامتها في العراق الحبيب وفي الطريق إلى استاد الشعب اصطفت الجماهير العراقية على جنبي الطريق لتحيي المنتخب وتهتف لفلسطين وعند وصول البعثة إلى الاستاد حظيت باستقبال تاريخي على المستويين الرسمي والشعبي حيث احتشد 55 ألف متفرج في الاستاد وأكثر من 20 ألف خارج الاستاد لم يسعفهم الحظ في المشاركة في هذا الحدث التاريخي وكانت الجماهير العراقية قد زحفت إلى الاستاد منذ الساعة العاشرة صباحا تحت اشعة الشمس القاتلة التي بلغت 47 درجة مئوية وكل هذا يهون من اجل هذا الحدث التاريخي وما دخل منتخبنا الوطني ارض الملعب يتقدمهم كابتن الفريق فادي لافي حاملا العلم الفلسطيني وسعيد السباخي حاملا العلم العراق حتى هتفت الجماهير باسم فلسطين دون توقف واتجه اللاعبون إلى منتصف الملعب وسجدوا لتقبيل ارض العراق ثم قام اللاعبون بالجري حول الملعب لتحية الجماهير التي ردت التحية بأفضل منها ولم يستطع الجيش العراقي السيطرة على الأوضاع داخل الملعب فتواجد أكثر من ألفين حول جنبات الملعب وخلف المرميين نصفهم تقريبا من رجال الإعلام يمثلون عشرات الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة حيث ونقلت المباراة على الهواء مباشرة على أكثر 60 قناة فضائية عربية.

حضور رسمي على أعلى المستويات

تابع المباراة من المقصورة الرئيسية لاستاد الشعب وزير السياحة العراقي الدكتور قحطان الجبوري ممثلا عن رئيس الوزراء العراقي نور المالكي المتواجد في تركيا حاليا ووزير الداخلية جواد البولاني ورئيس اللجنة الاولمبية العراقية وكافة أعضاء اللجنة رعد حمودي وقائد عمليات بغداد ورئيس مجلس محافظة بغداد ووكيل وزارة الشباب والرياضة عصام الديوان ووكيل وزارة الصحة والنائبان في البرلمان احمد راضي وفوزي اشرف ونقيب الصحفيين العراقيين ورئيس مجلس الشباب والرياضة في محافظة بغداد ومحافظ واسط والسفير الفلسطيني في بغداد دليل القسوس وكبار القيادات الامنية والجيش العراقي وبدأ المهرجان التاريخي بعزف النشيد الوطني الفلسطيني ثم العراقي وكلمة لوزير السياحة ثم قام الحضور بمصافحة الفريقين وقدم لاعبو العراق الورود للمنتخب الفلسطيني وقدم وزير الداخلية هدايا لأفراد البعثة الفلسطينية والمنتخب العراقي كما قام وزير السياحة نيابة عن رئيس الوزراء بتقديم السيف العربي للواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني وهو لا يقدم إلا لكبار الزوار كما قام رئيس اللجنة الاولمبية العراقية بتكريم اللواء جبريل الرجوب بين شوطي المباراة قام اللواء جبريل الرجوب بتكريم كل من : وزير السياحة ووزير الداخلية واللواء قاسم عطا واللواء احمد ابو رغيف وعبد الحليم جابر واللواء ابراهيم حميد رشيد واللواء كريم عبد الحسين حسون وعميد ركن عبد الكريم عزي وعقب انتهاء المباراة مباشرة توجهت البعثة إلى فندق الشيراتون لتناول العشاء بدعوة من وزارة الشباب والرياضة العراقية وتحدث وزير الداخلية هاتفيا مع اللواء جبريل الرجوب وثمن هذه الخطوة وهنأه على تنفيذها ونجاحها وقال إن الشعب العراقي عاش يوم تاريخي .

وغادرت بعدها البعثة بغداد على متن طائرة عسكرية عراقية بقرار من وزير الدفاع العراقي لضمان وصول البعثة مدينة اربيل ومن ثم العاصمة الأردنية عمان في الوقت المحدد وكان في وداع البعثة العديد من المسؤولين العراقيين الرياضيين والعسكريين وعلى رأسهم رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمود ووصلت البعثة العاصمة عمان وغادرتها متجهة إلى العاصمة المصرية القاهرة ومنها إلى الصين حيث تصلتها بأذن الله عصر الأربعاء لملاقاة منتخبها الأول بكل نجومه يوم الجمعة المقبل وكان قد انضم للبعثة في عمان المدير الفني الجديد لمنتخبنا الفرنسي بزاز والاداري عبد الله الفرا واللاعب عبد اللطيف البهداري وانضم للبعثة في القاهرة ماجد ابو سيدو فيما عاد لارض الوطن المدرب جمال دراغمة الذي تولى المهمة مؤقتا. اما اللواء جبريل الرجوب فودع اللاعبين في مطار الاردن وتوجه إلى تونس في مهمة عمل رياضية وطلب منهم تشريف الكرة الفسطينينة وعدم الوقوف عند نتيجتي مباراتي العراق.

بن همام يهاتف اللواء الرجوب

أجرى رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي محمد بن همام اتصالا هاتفيا باللواء جبريل الرجوب مثمنا الخطوة الجريئة لاتحاد كرة القدم الفلسطيني ورئيسه بالقدوم إلى العراق لفك الحصار عن الرياضة العراقية وقال بن همام إن ما فعله الفلسطينيون عجز عن تحقيقه جميع الأسرة الرياضية العربية والآسيوية وتمنى عودة العراق للعب على أرضه بدوره قال اللواء الرجوب ان هذه واجب علينا كفلسطينيين اتجاه الاشقاء في العراق وتمنى من الدول الاخرى المساهمة الفعلية برفع الحصار عن الرياضة العراقية.

ثلاثة لاعبين يتعرضون للإصابة

افاد فازع صوالحة المعالج الطبيعي للمنتخب ان ثلاثة من لاعبي الوطني تعرضوا الى الاصابة في مباراة العراق الى حيث تعرض حسام وادي لتمزق في العضلة الخلفية وهو بحاجة الى علاج لاسبوعين وبالتالي سيغيب عن مباراة الصين واللاعب الثاني هو حسام زيادة وتعرض لالتواء في الكاحل الايسر ومن المتوقع ان يتعافى سريع والمشاركة في مباراة الصين واللاعب الثالث اسماعيل العمور ويعاني من شد في العضلات الخلفية واصابته خفيفية.