فوز تاريخي للبرازيل في نهائي كأس القارات
حقق المنتخب البرازيلي فوزاً صعباً ومثيراً على نظيره الأميركي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، مساء اليوم الأحد في نهائي بطولة كأس العالم للقارات التي تستضيفها جنوب أفريقيا، ليحتفظ الفائز بلقب البطولة التي كان حققها عام 2003.
بدأ اللقاء بضغط برازيلي متواصل بغية إحراز هدف مبكر، ولكن على عكس سير اللقاء نجح كلينت ديمبسي نجم فولهام الإنكليزي في إحراز هدف التقدم في الدقيقة العاشرة، إثر كرة عرضية تلقاها من الناحية اليمنى، ووضعها بقدمه من لمسة واحدة مباشرة أرضية على يمين الحارس البرازيلي جوليو سيزار، محرزاً هدفه الثالث في البطولة.
بعد الهدف بدقيقتين رد البرازيلي روبينيو بهجمة سريعة وتسديدة من الجانب الأيسر أخرجها الحارس الأميركي تيم هوارد إلى ركلة ركنية لم تسفر عن شيء.
ظهر المنتخب الأميركي الحصان الأسود للبطولة بمستوى متميز في الشوط الأول، امتداداً لتفوقه في المباراتين الماضيتين أمام مصر وإسبانيا، اللتين فاز فيهما بنتيجة (3-صفر) و(2-صفر) على التوالي، وكان أكثر من ند لنظيره البرازيلي، الذي استمر يبحث عن هدف التعادل، وأنقذ هوارد المتألق مرماه من تسديدة قوية لعبها فيليبي ميلو في الدقيقة 25، وبعدها بدقيقة أخرج كرة عرضية خطيرة من الظهير الأيمن مايكون إلى ركلة ركنية.
ومن الركلة الركنية ارتدت الهجمة، وتواصلت المفاجآت الأميركية، حيث نجح المهاجم المتألق لاندون دونوفان في مضاعفة النتيجة بإحرازه ثاني أهداف المنتخب الأميركي في الدقيقة 27 من هجمة مرتدة سريعة بعد أن تلقى كرة عرضية ثم راوغ البرازيلي راميريس وسدد الكرة على يمين الحارس جوليو سيزار.
ونجح هوارد في المحافظة على نظافة شباكه مجدداً في الدقيقة 34 بعد أن انطلق روبينيو من الناحية اليسرى وتوغل داخل منطقة جزاء الولايات المتحدة ومرر الكرة إلى الظهير أندريه سانتوس الذي سدد الكرة في الزاوية الضيقة من مسافة قريبة، ولكن هوارد أغلق زاويته جدياً وأبعد الكرة.
استمرت المواجهة الفردية بين روبينيو وهوارد، الذي تصدى لتسديدة قوية من المهاجم البرازيلي في الدقيقة 41، لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب الأميركي مفاجأة البطولة بهدفين نظيفين.
وشهد الشوط الثاني بداية ساخنة، بعد أن سجل المنتخب البرازيلي أول أهدافه في الدقيقة 46 عن طريق مهاجمه لويس فابيانو من تسديدة قوية من على حدود منطقة الجزاء وضعها على يسار تيم هوارد، وانفرد فابيانو بصدارة هدافي البطولة بعد أن رفع رصيده إلى أربعة أهداف في خمس مباريات.
استمر الضغط الهجومي البرازيلي وسط استماتة دفاعية للفريق الأميركي بقيادة هوارد الذي بذل مجهوداً خرافياً لمنع الكرات البرازيلية من هز شباكه، وكانت أخطرها ضربة رأس من كاكا في الدقيقة 60 شابها الكثير من الشك من أن يكون الحارس الأميركي قد تصدى لها من داخل المرمى، ولكن الحكم لم يحتسبها هدفاً وأمر باستمرار اللعب.
ورد دونوفان على الهجوم البرازيلي بتسديدة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 64، ولكن سيزار أبعدها بصعوبة إلى رمية تماس، وأضاع فابيانو فرصة ذهبية للتعادل في الدقيقة 70 حين انفرد بالحارس الأميركي ولكنه تباطأ في التسديد حتى خرج هوارد لملاقاته وأمسك بالكرة.
وأخيراً ابتسم الحظ للمنتخب البرازيلي ونجح في إدراك التعادل في الدقيقة 73 حين انطلق صانع الألعاب كاكا من الناحية اليسرى ولعب كرة عرضية وصلت إلى روبينيو الذي سددها بيمناه فارتطمت بالعارضة وارتدت إلى لويس فابيانو الذي تابعها براسه في مرمى هوارد، محرزاً ثاني أهدافه في المباراة والخامس له في البطولة.
وبعد التعادل تواصل الضغط البرازيلي بلا هوادة، حتى أسفر عن هدف التقدم في الدقيقة 84 برأس قائد الفريق المدافع المخضرم لوسيو بضربة رأس قوية إثر متابعة لركلة ركنية من الناحية اليمنى، ليقتنص فريق "السامبا" البطولة من فم منافسه العنيد، محتفظاً بلقب كأس القارات ، ومسجلاً رقماً قياسياً كونه الفريق الوحيد الذي فاز بهذا اللقب ثلاث مرات، أعوام 1997 و2005 وهذا العام.