استاد الشهيد فيصل الحسيني يستضيف ثاني لقاء دولي السبت القادم
القدس- منير الغول / حمل تاريخ السادس والعشرين من شهر تشرين الاول الماضي معه علامات الفخر والسرور والسعادة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني الذين لم تتسع لهم مدرجات استاد الشهيد فيصل الحسيني وهم يتابعون أول مباراة دولية على ارضهم أمام الاشقاء منتخب الاردن.
لقد شكلت تلك المباراة حجر الزاوية في مستقبل كرة القدم الفلسطينية واعتبرت بمثابة الخطوة الصحيحة الاولى للفت أنظار العالم اتجاه شعب يحب ممارسة الرياضة دون تعقيدات رغم المعوقات وبطموح كبير.
في ذلك التاريخ يتذكر الفلسطينيون والعالم مناسبة اللقاء الذي اطلق عليه اسم الحدث التاريخي وهو افتتاح إستاد الشهيد فيصل الحسيني في منطقة الرام "ضواحي القدس" بحضور رئيس الفيفا جوزيف سيب بلاتر, ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ورئيس اتحاد كرة القدم اللواء جبريل الرجوب وعشرات الشخصيات الرياضية والسياسية من الوطن وخارجه.
واليوم وبعد سبعة أشهر تستعد فلسطين بقيادة الرجوب لاستضافة المباراة الودية الدولية الثانية ،فبعد ملاقاة الاردن المجاورة ستتهيأ مدرجات استاد فيصل الحسيني ومستطيله الاخضر لاحتضان منتخب عزيز هو منتخب الشيشان الذي يتشابه الوضع في بلاده مع الظروف السائدة في فلسطين .
وتم الترتيب للقاء المرتقب الذي سيقام في السادس من الشهر الجاري بمبادرة من الرئيس محمود عباس لدى زيارته الاخيرة لدولة الشيشان.
وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب قد صرح انه لن يقبل بعد السادس والعشرين من أكتوبر باقامة اي مباراة دولية للفرق او المنتخب الفلسطيني خارج الاراضي الفلسطينية.
وقال الرجوب آنذاك في رده على سؤال لوكالة فرانس برس خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله « لن اقبل ان يكون هناك اي مباراة بيتية للفرق والمنتخب الفلسطيني خارج الاراضي الفلسطينية بعد السادس والعشرين من أكتوبر».
وقال «لن يكون هناك مباراة بيتية لمنتخبنا مع اي فريق دولي، الا على الاراضي الفلسطينية، وانا بعثت برسالة الى الاتحادات العربية اكدت فيها بان على العرب ان يدركوا ان فلسطين تحت الاحتلال لكن شعبها حر في ارادته وانتمائه»، واضاف "لا نريد الحب لنا فقط، بل نريد مساعدة من العرب لتجسيد صمودنا هنا".
وكانت تصريحات الرجوب آنذاك قد قوبلت بالترحيب لكن فريق وادي النيص اضطر لخوض مباراتيه مع الفيصلي الاردني ضمن دوري ابطال العرب ذهابا وايابا في الاردن وبالتالي فان الفرصة تبقى ضعيفة لاستضافة منتخبات وفرق عربية في بطولات رسمية على الارض الفلسطينية بسبب ممارسات الاحتلال والتخوف الذي تبديه الاتحادات القارية من امكانية عدم نجاح اللقاءات بسبب معيقات الاحتلال ولا شك أن الرجوب الذي أوصل الرسالة الى العالم باننا شعب قادر على تنظيم واستضافة التظاهرات الكبرى قادر هذه المرة على ايصال المزيد من الرسائل بدعم من القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئاسة ورئاسة الوزراء.
وتمثل مباراة الشيشان فرصة طيبة أمام القائمين على اللقاء لاختبار قدراتهم الادارية والتنظيمية في استضافة حدث كبير وذلك من خلال تنظيم عملية دخول الجماهير والفرق واللاعبين المعنيين يوم الحدث وبدون شك فإن الصورة التي يقدمها الاتحاد الفلسطيني للعبة بكوادره ولجانه العاملة تؤكد أن المشهد لن يختلف كثيرا عن مباراة الاردن مع الاخذ بعين الاعتبار إمكانية انخفاض عدد الجماهير نظرا لأن الحديث يدور هنا عن مباراة ودية في حين كانت مباراة الاردن إحتفالية كبرى تضمنت أكثر من مناسبة. ويقع استاد الشهيد فيصل الحسيني الذي افتتح رسميا في السادس والعشرين من اكتوبر 2008 في منطقة الرام المحاذية للقدس من جهة الشمال الشرقي وكان العمل فيه قد بدأ منذ عدة سنوات لكن الانطلاقة الحقيقية والخطوات المتسارعة التي ساهمت بافتتاحه بهذا الشكل تعود للاتحاد الحالي ومجلس ادارته بقيادة الرجوب مع تقدير دور أعضاء الاتحاد السابق لبصماتهم وجهودهم في هذا السياق.
وقامت الشركة الهندسية المشرفة على العمل بالاستاد بتشغيل أعمدة الإضاءة الخاصة بالملعب فتحول الملعب إلى رقعة واسعة من النور تضيء سماء المنطقة باستمرار في ظل المباريات التي تقام عليه وتدريبات الفرق.
وفي منصة الشرف هناك يافطة تحمل اسم الشهيد فيصل الحسيني بتصميم من مؤسسة فيصل الحسيني كتب عليها «هذا الملعب شيد في عهد الرئيس أبو مازن وتحت رعاية جوزيف بلاتر واللواء جبريل الرجوب ».
وبالنسبة للمرافق التابعة للملعب من غرف وقاعات الاستقبال والمرافق الصحية تم الانتهاء من العمل فيها قبل زيارة منتخب الاردن، وفيها أثاث من طراز حديث وخاصة غرف استقبال كبار الزوار والغرف الخاصة بالفرق وطواقم التحكيم وقاعة المؤتمرات الصحفية وهناك غرفة تتضمن أستوديو تحليلي فوق منصة الشرف يتم من داخلها التعليق ونقل المباريات تلفزيونيا .
وتتضمن المدرجات مقاعد بلاستيكية خاصة بالجماهير وكبار الشخصيات ويبلغ عدد المقاعد التي تم تركيبها في مدرجات الإستاد الغربي والشرقي حوالي 7000 مقعد بالإضافة إلى منصة كبار الزوار التي تستوعب 300 كرسي .
وتشتمل أرضية الملعب على كافة المواصفات اللازمة والمطلوبة لاقامة اللقاءات الدولية.
وكان استاد الشهيد فيصل الحسيني قد استضاف العديد من المناسبات الدولية الودية أبرزها ايضا لقاء فتيات جالا الايطالي مع منتخب القدس للشابات الذي خاض أول مباراة دولية بأحد عشرة لاعبة وشباب جالا مع منتخبنا الاولمبي وفي المباراتين سجل الفلسطينيون فوزين كبيرين لكن الرسائل التضامنية مع الشعب الفلسطيني وضرورة فك حصاره كانت اسمى من اعتبارات الفوز والخسارة في المباراتين المشار اليهما.
وقال الرجوب أن افتتاح استاد الشهيد فيصل الحسيني كان بمثابة رسالة تقدير واحترام واعتراف من الشعب الفلسطيني لهذا المناضل البارز الذي قدم للقضية ولشعبنا وللقدس لذا يتوجب علينا تخليد اسمه .
استاد الشهيد فيصل الحسيني يحمل اسما عزيزا وغاليا على القلوب واليوم وبمرور الذكرى التاسعة لرحيل أمير القدس وبمناسبة قرب إنطلاق مباراة الشيشان فإن على الجماهير الفلسطينية التوافد الى مدرجات الملعب والوقوف خلف المنتخب الفلسطيني ومؤازرته في ثاني حدث تاريخي بارز على الارض الفلسطينية انطلاقا من استاد الشهيد فيصل الحسيني الذي اصبح دون شك بوابة فلسطين الرياضية على العالم.