ميداليات "الخليج الفارسي" تهدّد بنسف "الألعاب الإسلامية" بإيران
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن اللجنة المنظمة لدورة ألعاب التضامن الإسلامي الثانية المقرر عقدها بطهران تواجه تهديداً بمقاطعة جماعية من الجانب العربي بسبب إصرار المسؤولين الإيرانيين على توزيع ميداليات تحمل اسم "الخليج الفارسي" بدلاً من الخليج العربي.
ويفترض أن يشارك في تلك البطولة التي تعقد في تشرين الثاني 2009 المقبل نحو 20 دولة من بينها دول عربية.
وذكرت صحف ومواقع إلكترونية إيرانية أن وفداً من اتحاد التضامن الإسلامي زار إيران أخيراً للاطمئنان على الاستعدادات الجارية لتنظيم البطولة نقل للجانب الإيراني رفضاً مشدداً من الدول العربية المشاركة لاستخدام مسمى "الخليج الفارسي" بدلاً من "الخليج العربي" على أي ميداليات أو ملصقات أو خرائط توزع على الرياضيين المشاركين، واقترحت لحل الأزمة أن يشير إليه باسم "الخليج" فحسب وهو الاقتراح الذي رفضه الجانب الإيراني بشدة.
وأفادت جريدة "الشرق الاوسط" نقلاً عن مصادر موثوقة أن اجتماعاً سينعقد في العاصمة الإيرانية طهران بين مسؤولين رياضيين من اتحاد التضامن الإسلامي واللجنة الإيرانية المنظمة لدورة الالعاب على خلفية الأزمة بين الدول الخليجية التي أعربت عن اعتراضها على وضع طهران كلمة "الخليج الفارسي".
وكشف موقع "تابناك" الإخباري الإيراني أن رئيس اتحاد التضامن الإسلامي بشير طرابلسي وأمينه العام محمد صالح قذرر حملا خلال زيارتهما رسالة "سرية" بهذا الخصوص، حيث تم عرضها على مساعد الرئيس الإيراني ورئيس مؤسسة التربية البدنية تؤكد مقاطعة البلدان العربية المشاركة في الالعاب في حالة استخدام تسمية "الخليج الفارسي" بدلا من "الخليج".
واشار تقرير موقع تابناك إلى أن الجانب الإيراني كان يظن بأن وفد الاتحاد الرياضي الإسلامي جاء لمعاينة الإجراءات التمهيدية الحاصلة على الأرض ولم يكن يتوقع إطلاق تهديد من الجانب العربي بمقاطعة العاب الدورة الثانية للتضامن الإسلامي، حسب تعبير تابناك".
ويفيد التقرير بأن الجانب الإيراني رفض بشدة الاقتراح العربي الذي وصفه بالصدمة، فرد الطرابلسي على الجانب الإيراني بأن العرب لن يحضروا هذه الالعاب مادامت ايران مصرة على موقفها هذا.
وقال مصدر صحيفة "الشرق الأوسط" الذي فضل حجب اسمه "حينما استضافت السعودية دورة ألعاب التضامن الاسلامية الاولى عام 2007 لم نتحدث عن أي اسم للخليج.. وفي خطاباتنا الرسمية كنا نعتمد "الخليج" فقط احتراماً للجميع من بينها ايران، فيما نجد ايران اليوم تعتمد اسم "الخليج الفارسي" رغم وجود 6 دول خليجية عربية ستشارك في الدورة في مقدمتها السعودية".
ووصف الموقع الإيراني الطلب العربي بأنه كان في ذروة اللا اخلاقية تجاه تسمية "الخليج الفارسي" والسعي لاستبداله بتسمية "الخليج" المزورة.
كما سبق وأن أكد السكرتير التنفيذي للدورة الثانية لألعاب التضامن الإسلامي حسن ميرزا آقا بيك عدم وجود أي عوائق أو مشاكل في عملية التحضيرات لاحتضان الألعاب وأن تفقد وفد الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي للإمكانيات والمعدات الرياضية في أصفهان هو دليل قبوله لشروطنا وعلى هذا الأساس فإن الألعاب سوف تنطلق في موعدها المحدد.
وأوضح السكرتير التنفيذي للألعاب "إننا أعلنا خلال مشاركتنا في اجتماع جدة عن نيتنا للاستفادة من خارطة إيران و"الخليج الفارسي" وتم الاتفاق عليها، مشيراً إلى أن وفد الـ ISSF الذي يجري تفقده الأخير والنهائي في إيران قد طلب استخدام شعار الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي في الميداليات وتم التوافق عليه.
وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن حسن ميرزا آقا بعث برسالة إلى الرئيس الإيراني محمود احمدي بهذا الخصوص.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين
هذا وقال علي اكبر ناطق نوري رئيس دائرة التفتيش بمكتب المرشد الإيراني انه لا يمكن اطلاقا تغيير اسم "الخليج الفارسي"، مؤكداَ عدم تراجع الإيرانيين عن موفقهم بهذاالخصوص حتى اذا الغيت الالعاب أو أي برامج أخرى.
ورداً على مطلب العرب باستخدام اسم "الخليج" بدلاً من "الخليج الفارسي" على الميداليات الرياضية في مسابقات ألعاب الدول الاسلامية قال ناطق نوري: "كما قلت فإننا لن نتخلى اطلاقاً عن هذا الاسم ولو ادى ذلك الى عدم المشاركة في المسابقات.
ومن ناحية اخرى علق علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني آية الله خامنئي على الاقتراح العربي بالقول: "لا أظن بأننا سنتراجع عن مبادئنا من أجل إقامة الالعاب نتيجة لسوء نية بعض البلدان، وذلك خلال كلمة ألقاها في اجتماع باسم ندوة "الخليج الفارسي"، مضيفاً إننا نؤكد دائماً اسم "الخليج الفارسي".
وأفادت صحيفة "الوفاق الايرانية" الناطقة باللغة العربية نقلاً عن علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني على هامش افتتاح معرض الصحافة الالكترونية في طهران رداً على الموقف العربي في مقاطعة العاب التضامن الإسلامي في حالة استخدام تسمية "الخليج الفارسي" قوله: "إن مشاكل الدول العربية لن يحلها طرح مثل هذه الامور"، زاعماً بأن السوابق التاريخية "للخليج الفارسي" واضحة للغاية.
يذكر أن الدورة الاولى لالعاب التضامن الإسلامي كانت قد اقيمت برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد من 8 الى 20 نيسان 2007 فى 4 مدن هي مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف وذلك على استاد مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع في مكة المكرمة.