بلقيس عبدالقادر.. محجبة تكسر الأرقام القياسية بكرة السلة الأمريكية
رغم أن معظم المراهقين والمراهقات في المدارس الثانوية الأمريكية يواجهون ضغوطاً نفسية ناتجة عن مضايقة زملائهم، فإن ما تعيشه طالبةٌ مسلمة محجبة، يجعل ما يلاقيه الآخرون أمراً لا يُذكر، خاصة أنها أصبحت من الأسماء اللامعة في تاريخ اللعبة بالمدارس الامريكية.
ولم يكن ارتداء الحجاب مجرد خيار للاعبة كرة السلة بلقيس عبدالقادر، التي سطرت اسمها في سجل كرة السلة، بكونها أول لاعبة تتمكن من تسجيل 3000 نقطة، في تاريخ مدارس ولاية ماساشوستس، بل كان تعبيراً عن عزمها وتصميمها على ألا يتحول الحجاب إلى عائق يحول دون تحقيق أحلامها.
تقول النجمة الصغيرة في ملاعب كرة السلة: "أريد حقيقة أن أتحول إلى مصدر إلهام للفتيات الصغيرات المسلمات الراغبات في اقتحام ملاعب كرة السلة وإثبات وجودهن".
وعن تجريتها مع الحجاب في الملاعب الأمريكية، تقول بلقيس لمجلة Sports Illustrated: "لم يكن ارتداء الحجاب قراراً، بل ضرورة. كان يجب أن أعتاد عليه مهما كان الموقف. أعلم أن الأسابيع الأولى لي في المدرسة هي بمثابة اختبار".
وبدأت الشابة، التي يبلغ طولها 5 أقدام، احتراف كرة السلة أثناء دراستها بالصف الثامن بمدرسة New Leadership Charter في سبرينغفيلد، ولكنها لم ترتد الحجاب إلا بعد أن دخلت طور الأنوثة، فشرعت في اللعب وهي ترتدي زياً إسلامياً يغطي ذراعيها وساقيها، بينما ينسدل عليها زي المدرسة من أعلى.
ولم يكن الحجاب تجربة سهلةً في حياتها، فقد وجه غطاء الرأس الأنظار نحوها، وترامت إلى أذنيها الكثير من التعليقات الجارحة حول "مفرش المائدة" المستقر على رأسها، أو وصمها بلفظ "إرهابية".
وعن طريقة تعاملها مع ما يوجه إليها من إهانات في الملاعب، ذكر أحد زملاء بلقيس بالفريق لصحيفة Boston Globe الأمريكية "أنها كثيراً ما تسمع البعض يصرخون عليها (إرهابية)، الأمر الذي يثير جنونها، لكنها لا ترد، ولا أدري كيف تستطيع احتواء هذا الموقف، ولكنها تدعه يمر دون رد".
لكن ردّ بلقيس على من يوجهون لها الإهانات لم يأت شفهياً، بل من خلال إثارة ذهول النقاد بأدائها، وإثبات أنها لاعبة استثنائية ذات مهارات متميزة على أرض الملعب، الأمر الذي يرشحها بقوة لتصبح أول لاعبة مسلمة في تاريخ منافسات القسم الأول للرابطة الوطنية للرياضة الجامعية NCAA.
وتخطط بلقيس لبدء دراستها الجامعية الخريف القادم في ممفيس، حيث تحلم بأن تصبح جراحة قلب في المستقبل، "أتمنى أن أكون ملهمة حقيقية للعديد من الفتيات المسلمات الصغيرات اللاتي يرغبن في لعب كرة السلة، لا شيء مستحيل".