التصنيفي يتواصل ، حاملا الرد الحضاري على"المحرقة"
الخليل- متابعة وتحليل فايز نصار/ قد يقول صاحبي : لمن تكتب يا أبا وئام ... فمن لديه وقت لمتابعة شجون الجلد المنفوخ ، في أجواء المحرقة ، التي تأكل أغلى ما نملك في غزة ، التي طالما كانت رمز عزتنا ؟ ولصاحبي الحق فيما يقول ، لان القلوب تقترب من الحناجر ، والأنفاس تكاد تنطفئ ، كمدا على الجريمة المبرمجة ، التي تأكل فلذة طاقاتنا البشرية والمادية ، وتستهدف مشروعنا الوطني ، قبل استهداف هذا الطرف ، أو ذاك .
آثار المحرقة
ولصاحبي أن يأخذ من صمتي الإجابة الشافية ، لأنه محق فيما يقول .. ولكن الصحوة من بعض الصدمة تشجعني على دعوة صاحبي إلى سماع وجهة النظر الأخرى ، وملخصها : ان الجرائم ليس جديدة في أجندة الاحتلال ، وان شعبنا تعود على العيش في أجواء المجازر ، منتفضا في كل مرة من تحت الرماد ، ومواصلا العض على المشروع الوطني ، بكل عناصره .
توزيع الطاقات
والحق يقال : إن هذا الاستعصاء الفلسطيني على الهزيمة كان دوما مبعث حيرة ، الأعداء قبل الأصدقاء ، لأن كل الجرائم ، التي ارتكبت بحق أبناء فلسطين ، منذ مطلع القرن الماضي عجزت عن تركيع هذا الشعب ، وتراجعت أمام عنفوان الشباب الفلسطيني ، الذي كان يحسن توزيع وقته ، على جبهة دحر العدوان ، وتشييد البنيان !
حتى نفشل المخطط
والحق يقال : إن تراخي القائمين على الرياضة الفلسطينية ، وخاصة على اللعبة الأكثر شعبية، خلال السنوات الماضية ، كان بمثابة الهدية المجانية للحاقدين على هذا الشعب ، مما أربك المشروع الرياضي ، لأن العاجزين كانوا يوقفون الفعاليات كلما ، رميت زجاجة فارغة على حاجز عسكري ، أو كلما أوقف حاجز عسكري أحد المواطنين لمدة ساعة او أكثر .
لذلك تأخر مشروعنا الكروي ، وعجزنا عن إنجاح بطولة دوري واحدة خلال عشرية كاملة ، لأن الكسالى ناموا في العسل ، ولأن الاحتلال انتشى بتحقيق أهدافه في تدمير المشاريع الشبابية بدون قتال !
الامتحان الصعب
ولن أحول هنا الفاكهة إلى سجال سياسي ، لان القائمين على اتحاد الكرة يرون بان مواصلة التفاعل في الملاعب ، وإنجاح بطولة الدوري ، يشكل امتحانا لإرادة الفلسطينيين ، المطالبين بالمشاركة في دحر الاحتلال ، وإقناع العالم بأننا شعب يستحق الحياة تحت شمس هذه الدنيا !
نفذ ..ثم اعترض!
المهم انتهت يوم السبت الماضي كل مباريات الجولة التاسعة عشرة ، باستثناء مباراة الظاهرية وصور باهر ، ويبدو أن الاتحاد سيمنح نقاط هذه المباراة للظاهرية ، لأنه طالب كل الفرق بالالتحاق بالمباريات ، وتنظيم فعاليات تضامنية مع الأهل في غزة ، على هامش المباريات ... والأمر هنا من مجلس اتحاد يقوده لواء اسمه جبريل الرجوب ، لذلك كان الأمر يقتضي التنفيذ ثم الاعتراض كما تقتضي أدبيات الالتزام العسكري .
العمل الجماعي
إذا صور باهر وحده ، لم يلتحق بالمباراة ، وكان ينبغي على صور باهر – الذي نحترم توجهه – التنسيق مع الفرق الأخرى ، حتى لا يكون عمله فرديا غير مؤثر ، خاصة وأن المساعي الحميدة التي سبقت مباريات السبت أقنعت كل الفرق بوجهة نظر الاتحاد ، والمطلوب احترام هذه التوجه ، حتى لو كان لنا بعض التحفظ عليه .
ابرز المرشحين
وقد استغل واد النيص الجولة ، فقفز إلى الصدارة ، متقدما جبل المكبر والامعري ، والثلاثة هم أبرز المرشحين للظفر بالتاج الغالي ، ولا يحلم بالفوز بهذا اللقب غير هذا الثالوث ، إلا مركز طولكرم ، شريطة أن تحدث كارثة للفرق الثلاثة .
معالم النخبة
وهذه الفرق الأربعة ضمنت فعليا البقاء في دوري الأضواء ، ومعها أندية البيرة والخضر ، فيما تحتاج فرق الثقافي والهلال والظاهرية إلى نقطة أو أكثر لضمان البقاء ضمن مجموعة النخبة ، ليبقى المركز العاشر هدفا لأكثر من خمسة فرق هي ، بلاطة وعسكر والشباب وهلال أريحا وشباب يطا ، وكل هذه الفرق تمني النفس أن تكون صاحبة المركز العاشر .
السقوط الكبير
وعلى الجانب الآخر يبدو أن فريقي الاتحاد والعربي هما أبرز المرشحين للسقوط مرتين ، وسيلعب الفريقان المنافسة القادمة ضمن فرق الدرجة الأولى ، ولا يحتاج صاحب المركز العشرين نادي جنين إلا لنقطة واحدة لضمان البقاء ضمن مجموعة المستوى الثاني من الممتازة .
أهلا بحكام الأردن
ولن أتحدث هنا عن المباريات التي جرت في الجولة الماضية ، والتي شهدت حضور طواقم التحكيم الأردني ، في خطوة هامة للاتحاد ، وقد ساهم هؤلاء - رغم بعض الملاحظات – في ضمان نجاح المباريات التي أداروها ، وقد التقيت بعضهم فأكدوا لي سعادتهم بالمساهمة في إنجاح الدوري الفلسطيني ، معبرين عن نشوتهم لقيادة مباريات أمام جمهور متحفز ، معبرين عن تفهمهم لبعض التجاوزات ، التي تحدث في محيط الملاعب .
برتكول متكامل
وقد شجع نجاح الحكام الأردنيين خيري هذا الشعب على المطالبة بتطوير الفكرة ، وتحويلها إلى سنة حميدة تتضمن تبادلا دوريا للحكام ، حتى يساهم الأشقاء في نجاح دورينا ، وحتى يستفيد حكامنا من خبرة الحكام في دوريهم ، والأمر يتطلب الاتفاق على برتكول متكامل للتعاون بين الأردن وفلسطين في مجال التحكيم ، ومن ثم تعميم الأمر ليشمل كل الجوانب الأخرى ، التي تتضمن التدريب والإدارة والإعلام والطب الرياضي ، وغيرها من المجالات .
جمهور من ذهب
وقد استمتع الحكام الذين قادوا مباراة الشباب والبيرة ، بالنظر لامتلاء المدرجات ، وخاصة من قبل جمهور شباب الخليل ، ولم يصدق الضيوف أن فريق شباب الخليل يحتل المركز الثاني عشر على سبورة الدوري ، لان مثل هذا الحشد ليس في متناول الفرق الأردنية ، اذا استثنينا الفيصلي والوحدات ... وقد أشاد المحايدون بجمهور العميد ، الذي يصر على القتال مع فريقه حتى آخر لحظة ، ضاربا مثلا للوفاء والانتماء ، مما جعل بعضهم يقول لي : إن كل مناصر من مناصري شباب الخليل يستحق وساء خاصا ، معربا عن تمني أسرة كرة القدم الفلسطينية ، بأن يبقى الشباب ضمن مجموعة النخبة ، لأن لوجود العميد ضمن الكبار يعطي نكهة خاصة للدوري .
قمة المراكز
ويبدو ان فريق الامعري ، المنتشي بتجاوز أصعب العقبات أمام الثقافي الكرمي هو أبرز المرشحين للفوز ببطولة الدوري ، شريطة تجاوز المصارعين من أجل البقاء مركزي بلاطة والامعري ، وتجاوز الصور في اللقاء المتأخر ، وبذلك سيجمع 48 نقطة ، قد تتعزز بنقاط مباراة سلوان ، التي ما زال الاتحاد يتريث في أمر حسم الجدل حولها .
مباريات أسهل للواد
ويأتي الخطر على الامعري من واد النيص الفائز في أم المباريات على جبل المكبر ، ويستطيع الواد رفع رصيده إلى تسع وأربعين نقطة بالفوز على أبو ديس والبيرة ، غير المعنيين بأمر اللقب والصعود والنزول ، وعلى هلال القدس في لقاء متأخر ، يبدو أكثر سخونة .
وقد تبخر شيء من حظوظ الجبل المقدسي ، بالخسارة المرة أمام المنافس واد النيص ، وبذلك لن يستطيع المكبر الوصول لأكثر من 45 نقطة ، الأمر الذي يصعب مهمته في الفوز باللقب ، إلا إذا حلت الكارثة على فريقي الامعري وواد النيص .
بصيص أمل للسمران
فريق الفرسان السمر ، ما زال يملك بصيصا من الأمل في تعثرات جماعية لفرق المقدمة ، وهو كان عزز رصيده بالفوز العريض على الإسلامي ، الذي أصبحت عروضه مترهلة ، ولذلك سيسعى المركز للفوز في مباراتيه الباقيتين أمام العربي وهلال القدس ، لعل أمنياته الصعبة تتحقق .
وتواجه البيرة التي خسرت أمام شباب الخليل ، الفارسين جبل المكبر وواد النيص ، في مباراتين لتحسين الموقع ، فيما يلتقي الخضر الخاسر أمان هلال العاصمة اتحاد نابلس والعميد ، في مباراتين ، لا ناقة للخضر ولا جمل فيهما .
الزحف الدفيء
ويحتاج الثقافي ، الخاسر أمام الأمعري ، إلى تأمين نفسه ، ولو بنقطة من مباراتيه القادمتين أمام الظاهرية وجنين ، فيما تحتاج مأمورية هلال القدس إلى مزيد من الهمة للفوز ، ولو بمباراة من المباريات الثلاثة الصعبة ، التي تنتظره أمام هلال أريحا ومركز طولكرم وواد النيص ، فيما سيرتاح الغزلان إذا منحهم الاتحاد نقاط المباراة التي لكم تلعب مع صور باهر ، ويزداد ارتياحهم بمزيد من النقاط الباقية أمام سلوان والثقافي وعسكر .
بلاطة وعسكر
وبعد الفوز العريض لمركز بلاطة أمام أبو ديس ، أصبح مصير الفريق معلقا بأقدام لاعبيه ، لأن فوز الفريق بمباراتيه الباقيتين ، امام الأهلي والأمعري ، سيضمن له البقاء مع النخبة ، فيما يحتاج جاره عسكر – المتعادل مع الأهلي – للفوز على الامعري والظاهرية ، في مواجهتين من العيار الثقيل ، وانتظار عثرة بلاطة لتجاوز استحقاق النخبة .
طموحات الخلايلة
العميد شباب الخليل ، استعاد هيبته بالفوز على البيرة ، وهو مطالب بعدم هدر أي نقطة في مباراتيه أمام شباب يطا والخضر ، ولكن هذا لا يكفر ، لأن أمله بالبقاء مع المجموعة العليا مشروط بتعثر بلاطة وعسكر ، والمشكلة أن لقاء الشباب القادم يجمعه بفرسان الجنوب ، الذين أصبحت أحلامهم مشروعة بتحقق المعجزة ، لان شباب يطا الفائز على الاتحاد ، يطمح بالفوز على الشباب وجبل المكبر ، في انتظار عثرة جماعية لبلاطة والشباب وهلال أريحا ، الذي عاد من بعيد بفوز عريض على العربي ، فأصبحت أمنياته بتحقيق الصعب قريبة من الواقع ، لأنه يلتقي في المباراتين القادمتين سميه المقدسي ، والاتحاد النابلسي ، ولكن كل ذلك رهن بتعثر يبدو بعيدا لكل منافسيه .
حسابات السلاونة
أهلي الخليل ، المتعثر بالتعادل أمام عسكر سيعمل عل تحسين موقعه خلال لقائه بمنافس الشباب الأول بلاطة ، ولذلك قد يسعى الأهلي للحلب في إناء الشباب ، وهو قادر على الفوز ، خاصة وأن لاعبيه تحرروا من الضغط ، فيما يبدو لقاء الأهلي الأخير عاديا أمام ابو ديس .
وسيحاول سلوان تحسين موقعه على اللائحة من خلال مواجهة غير ضارية أمام الإسلامي والعربي ، ولكن السلاونة يمنون النفس بالفوز في المباراتين ، وبالفوز على الظاهرية في المباراة المتأخرة ، مع إكمال مباراتهم مع الأمعري ، وحصول سلوان من المباريات الأربع على 12 نقطة قد يقلب كل الأمور ، رغم أن هذا الاحتمال بعيد جدا .
بعيدا عن الحماس
ويواجه أبو ديس واد النيص والأهلي مفتقدا للحماس ، فيما يواجه صور باهر جنين والإسلامي والأمعري ، على أمل خدمة الفرق الأخرى ، واثبات سطوته ، تاركا للإسلامي محاولة تحسين صورة المباريات الأخيرة أمام سلوان وصور باهر ، ولجنين العودة لأجواء الفوز من بوابة الصور والثقافي ، لتبقى لقاءات العربي مع المركز وسلوان ، والاتحاد
مع الخضر وهلال أريحا بمثابة تحصيل حاصل للعربي والاتحاد .
النزاهة المطلوبة
والأمل في تتواصل الإثارة ، في جميع مباريات الدوري ، وان تلعب كل الفرق مبارياتها الباقية بكل نزاهة وبكل حياد ، وان لا تحاول بعض الفرق التأثير على مسار الدوري ، عبر التراخي في الأداء .. وكلنا ثقة أن فرقنا ، التي طالما كانت مواقع نضالية متقدمة لن تسمح لنفسها بالبيع والشراء ، والضرر أو الضرار بالآخرين .