نجاح الدوري العام مسؤولية الجميع
كتب ياسين الرازم- القدس
بدأت مسيرة الدوري الممتاز تدخل او تقترب من مراحل الحسم ، وبدأت الصورة تتضح شيئاً فشيئاً سواء في القمة أو الوسط أو القاع ، ففرق الصدارة بدأت تسعى جاهدة لعدم التفريط بأية نقطة ومواصلة الفوز وجمع النقاط الكاملة ، فيما بدأت فرق الوسط في شحذ هممها واعادة ترتيب صفوفها لضمان موقع لها بين العشرة الكبار على اقل تقدير ، وبالمقابل فان الفرق التي تحتل المراكز المتأخرة ما زالت تشعر أن من حقها الاحتفاظ ولو ببصيص أمل حتى أخر مباراة والبحث عن أطواق النجاة من خلال تحقيق النتائج الايجابية على حساب فرق القمة والوسط ، وما لا شك فيه أن هذا كله يشكل ضغطاً شديداً على الدوري والاتحاد ورجال الامن وأخيراً الحكام، الذين تتفاوت درجات الاداء لديهم بين مباراة واخرى، بسبب الظروف المحيطة بهم والضغط الجماهيري وحسابات الفوز والخسارة لدى الفرق ، وقد يكون من المفيد الاشادة الاعلامية والرسمية بأطقم التحكيم الناجحة، وابعاد الاطقم غير الناجحة عن التحكيم وتحديداً عن المباريات الحساسة والمصيرية ، وبالتالي فان ما تقدم يشير بوضوح الى أن الاسابيع القادمة ستشهد غلياناً كبيراً في المباريات والمنازلات في ملاعبنا التي يفتقر بعضها للامن والامان وتنافساً شديداً على كل نقطة التي قد تطيح بتحضيرات وأمال وتطلعات بعض الفرق .
في السابق كنا نقدم النصح والرأي ، وأحياناً كانت كلماتنا تصل ، وفي هذه الايام لا نعرف هل ستصل كلماتنا كما هي ، أم انها تشوّه أو تحرَف قبل أن تصل لاصحاب العلاقة ، وعلى كل حال سواء وصلت كما هي أم وصلت محرفة، نقول ومن منطلق شعورنا بالمسؤولية كرياضيين في هذا البلد الطيب، نرى أن علينا المساهمة الجادة بالعمل على انجاح هذا المشروع الوطني الهام ولو بالكلمة، ونرى أن المشكلةأولاً تكمن في الثقافة الرياضية التي تحملها الجماهير ،لأن البعض للأسف لا يعترف بأن الرياضة فوز وخسارة، وهنا قد يكون من المفيد أن تقوم ادارات الأندية بتثقيف اللاعبين والجماهير من خلال الندوات والنشرات و من خلال روابط المشجعين التي باستطاعتها أيضاً الحد من انفلات بعض عناصرها وخروجها عن الاسلوب الرياضي في المؤازرة والتشجيع ، أما الجزء الثاني من المشكلة فيكمن في التحكيم الذي كان ومازال وسيبقى الشماعة التي يعلق عليها الجميع الأخطاء، وأعتقد أن فلسطين تختزن طاقات تحكيمية محترمة ، الا أن انتماءات بعض الحكام للأندية يؤثر سلباً على امكانية تفهم الجمهور لقرار حكم ما في احتساب ضربة جزاء أو الغاء هدف أو طرد لاعب وعلاقة ذلك في المباريات القادمة ، عوضاً عن أن عدد الحكام القادرين على قيادة المباريات الى بر الامان قد لا يكون كافياً خاصة بعد انطلاق دوري الدرجة الاولى ، وأرى أنه قد يكون من المفيد الاستعانة بحكام القطاع الحبيب أو حتى حكام الدول العربية مثل الاردن لقيادة المباريات الحساسة والمصيرية مثلما هو حاصل في عدد كبير من الدول العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية ، وما لا شك فيه أن موضوع شغب الملاعب و محاولات الاعتداء على الحكام بات امراً مقلقاً و يشكل خطراً حقيقياً على الدوري واستمراره ، وهنا يجب أن يكون للاتحاد وقفة جادة ووحازمة للحد من الأثار السلبية لهذه القضية ،وذلك من خلال اتخاذ الاجراءات العقابية الرادعة والحازمة والقاسية أحياناً بحق كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الدوري، او محاولة الاعتداء على الحكام او جماهير الفرق المنافسة، وانصح هنا أن تكون القرارات عاجلة وغير أجلة لتكون عبرة ورادعة للأخرين مثل المنع النهائي من مرافقة الجماهير لبعض الفرق المثيرة للشغب أو خصم النقاط من الرصيد وغيرها من الاجراءات ، وأصل الى نقطة هامة قد لا تقل تأثيراً عن سابقتها، ألا وهي الأمن والأمان في الملاعب فرجل الشرطة مطلوب منه توفير الأجواء الأمنة والمناسبة للحكام داخل المستطيل الاخضر وللجماهير في المدرجات، ولا تنحصر مسؤولياته في ايقاع العقوبة بحق المخالفين، بل تتعدى ذلك الى الحفاظ على أمن الجماهير من خلال التصرف بتعقل وروية عند حدوث الاشتباكات بين الجماهير، وذلك بعدم استخدام القوة المفرطة وأقصد هنا الرصاص الحي الذي سمعنا أنه استعمل في بعض المباريات، فالمطلوب الردع وليس القمع واستخدام الأساليب الوقائية للسيطرة على الشغب ، والتعامل مع جميع الحالات بنفس الاسلوب ، وقد يكون من المفيد هنا أيضاً توجيه رجال الامن في كيفية التعامل مع الجماهير سيما وأن المئات من الشيوخ والاطفال باتوا يحرصون على متابعة المباريات .
نخلص في الحديث الى القول أنه مثلما نتحمل جميعاً مسؤولية الوصول بالدوري العام الى بر الامان فاننا نتحمل جميعاً ايضاً مسؤوليته الفشل لا قدر الله وليس الاتحاد وحده .