كتب- خالد القواسمي/ الخليل

كرة القدم تتصدر اليوم قائمة الاهتمامات لدى السواد الاعظم من الشباب والاطفال والشيوخ والقطاع النسوي في شتى ارجاء المعموره وليس ذلك بالأمر الغريب فالحيويه والعنفوان لللاعبي كرة القدم تجذب الملايين من عشاق الساحرة المستديره ومع حمى التنافس وحرارة التشجيع الكروي تشهد المجتمعات ألوانا من الانحراف المسلكي او ما نطلق عليه الشغب الرياضي وما ينتج عنه من آثار سلبية .

تزخر ذاكرة الارشيف الرياضي بمجلدات مليئة بكوارث وأحداث الشغب الرياضي وصلت الى مقتل المئات من المشجعين وبحمد الله فان مجتمعنا الفلسطيني لم يصل الى الحالة التي وصلت اليها بعض المجتمعات الا انه قد ظهرت في الآونة الاخيرة سلوكيات خاطئة من شبابنا وهذا يدعونا للاهتمام بما يحصل من تجاوزات والتصدي لها للحيلولة دون انتشارها وتفاقمها .

ونتسائل ما الذي يحدث؟

من خلال عملية الرصد والمتابعة الميدانية لسلوكيات الشباب والجماهير السلبية التي تحدث نشاهد العديد من المظاهر الغريبة مثل :

1- التعدي على الحكام

2- التعدي على المرافق العامة والمنشآت الرياضية

3-التعدي على الحافلات والمركبات والحاق الضرر بها

4- تجاوز الانظمة المرورية والسرعه والتهور في القيادة

5-وقوع مشادات كلامية والفاظ سوقية وسباب وشتائم كثيرا ما تنتهي بعواقب سيئة

6-التشجيع غير الحضاري المسيء للجميع خاصة للسكان المجاورين للملاعب

ما هي اسباب الظاهره؟

لا شك بانها ظاهره الشغب مقلقة وتحدث نتيجة افرازات واسباب منها:

1- عدم وعي الجمهور الرياضي او بمعنى آخر التخلف الرياضي لدى فئة ضالة من الجماهير

2-ضعف التوجيه من الاسرة وعدم وجود رقابه

3- فقدان الروح الرياضية

4- عدم وعي مسؤولي الاندية وتحريضهم بطريقه مباشره او غير مباشره

5- الشحن الاعلامي والتصريحات الناريه التي تصدر من البعض ممن تعتقد الجماهير بانهم قدوة وهم في الحقيقة غير ذلك .

6- عدم وجود رجال امن او نتيجة عدم فهم رجل الامن لدوره الحقيقي في بعض الملاعب

7- التهاون في تطبيق العقوبات من جانب الاتحاد ضد الفرق وجماهيرها ومسؤوليها ولاعبيها

8- ضعف التوعية الاعلامية

9- وجود فراغ ذهني لدى بعض الشباب وقلة وعي وادراك للمسؤولية

10-وجود بعض الدخلاء والمندسين غير الرياضيين الذين يهدفون للتخريب واشاعة الفرقة بين ابناء الشعب الواحد.

11- الجهل بقانون لعبة كرة القدم

12-ضعف دور المدرسة وعدم قيامها بدورها في تنشئة الاجيال على اسس سليمة

13-ظاهرة التحول من التشجيع الرياضي للاندية والفرق الى انتماء متعصب ما يؤدي الى سلوكيات غير منضبطه

هذه جملة من النقاط يجب دراستها والتوقف عندها خاصة عندما نجد ان الفئة الاكثر شراسة وعنفا هي فئة المراهقين الواجب على مؤسساتنا ومجتمعنا الفلسطيني اخضاعهم لدورات توعية وارشاد فهذه الظاهره ان لم يتم التصدي لها بكل حزم ستؤدي الى مالا نرجوه جميعا.

ما هي الحلول؟

وبقليل من الجهد والدراسة والتمعن في جميع الجوانب المحيطة بظاهرة الشغب يمكننا ان نضع حلولا للحد من الشغب في ملاعبنا من خلال التوعية والفهم والشدة والحزم في التعاطي مع مثيري الشغب ويتلخص ذلك في النقاط التالية :

1- توعية اعلامية تناط بوسائل الاعلام من خلال برامج خاصة وندوات في جميع الاندية ولجميع الفئات من ادارات اندية ومدربين ولاعبين وجماهير .

2- توعية مدرسية للطلاب اثناء الحصص الرياضية من جانب مختصين ومرشدين

3- تفعيل الدور الاسري

4- البحث عن وسائل تشجيعية للشباب تبعدهم عن جو المشاحنات وافراغ طاقاتهم بما هو مفيد

5- وكما يقولون آخر العلاج هو الكي فعلى جميع الجهات المسؤولة التعامل مع مثيري الشغب والمتجاوزين بشدة وحزم واستخدام اساليب رادعه وعقوبات تطال كل من يثبت تورطه فعملية الردع لها تأثير كبير ويبدوا بأن هنالك تقصير في هذا الجانب يجب تلافيه بتطبيق اللوائح والانظمه .

6- وهنا نعول على انديتنا ان كانت صادقه ومعنيه برياضة وطنية فلسطينيه حقيقيه بعيده عن التشنجات والمشاحنات فدور الانديه كبير في تخفيف حدة التعصب وهنا لابد على اتحاد كرة القدم وضع مسؤولي الاندية واشعارهم بمسؤولياتهم وتدخلهم المباشر في حالة حدوث اي أمر من شأنه التاثير على سير المباريات من جانب جماهيرهم .

7- واكثر من هذا وذاك يجب التعاون المشترك بين جميع المعنيين من مؤسسات وانديه ورجال امن وتربويين واعلاميين لتوجيه الجماهير .

8- الدور الاعلامي هام جدا فهناك من يلجأ لوضع مانشتات غير منضبطه تخيل للقارىء بان اللقاء الكروي عباره عن معركة بين داحس والغبراء فكثيرا ما نقرأ عبارات استفزازية تلهب عواطف الجماهير وتشحن عقولهم وقلوبهم بما لا نريده فالمأمول من رجال الاعلام ادراك المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تهدئة الجماهير وتوعيتها .

وفي الختام نرجو ان نكون عند مستوى المسؤولية وان نكون قد استوعبنا وعالجنا الجوانب المتعلقة بظاهرة العنف والشغب للحد من آثارها السلبية التث تؤثر على مسيرتنا لكروية التي بدأت تشق طريق النهضة واصبحت تشكل منعطف تاريخي لنا كشعب يعشق الكره فلنعمل معا لقتل ووأد الفتنه في ملاعبنا.