غزة في صميم دوري الضفة ببصمات المدربين ولمسات الإعلاميين وإبداعات اللاعبين !
الخليل- متابعة وتحليل فايز نصار/ تواصلت لعبة الكراسي المتحركة، على لائحة ترتيب فرق دوري الدرجة الممتازة التصنيفي ، ولم تتضح الصورة تماما بخصوص الفرق التي ستنافس على لقب الدوري ، ولا تلك التي تناضل للنجاة من كابوس ممتازة المظالم، أو تلك التي ستسقط إلى غياهب المنسيين .
أهل القمة
الامعري وحده نجح في التعمق في الصدارة ، بفوز ناضج في الديربي الراملاوي ، بهدفين عاد بهما كشكش لمزاحمة كوكبة الهدافين ، وعاد بالروح لفريقه ، الذي اهتزت أركانه بعد الخسارة أمام نسور المكبر ، وتقدم المركز الكرمي إلى المركز الثاني بفوز هام على مركز عسكر ، تاركا المركز الثالث لجبل المكبر المتعادل مع غزلان الجنوب في الرمق الأخير من المباراة ، والمركز الرابع للبيرة الخاسرة في لقاء الأجوار مع الامعري .. وعلى بعد نقطة فقط من واد النيص المحتفظ بمباراة متأخرة مع سلوان والثقافي المتعادل مع سلوان .
وتشكل هذه الفرق الستة مجموعة المقدمة المعنية قبل غيرها بخطب واد عروس الدوري ، ولكن على بعد نقطة منها ترابط أندية الهلال والظاهرية والخضر ، بما يعني أن حسابات القمة قد تتسع دائرتها ، رغم أن الامعري المتعمق بثقة في القمة هو أكثر المعنيين بلقب البطولة .
تكهنات الصباح
وبناء على وضع أندية المقدمة رشح المدرب الدمث محمد الصباح أهل القمة لمواصلة التنافس على تاج الدوري ، والظفر باللقب الغالي ، لأن أبا أسامة على يقين أن لقب الدوري قد لا يفلت من هذه المجموعة ، التي تبدو أيضا الأقرب للنجاة من كابوس السقوط ، ولكن هذه الأندية - ربما ما عدا الأمعري – قد تعود بها الحظوظ العاثرة إلى دائرة المهددين ، لأن الفريق الذي يملك 20 أو 21 نقطة قد يعود لمجموعة المهددين إذا خسر مباراتين أو ثلاثة ، على اعتبار أن الفرق التي تملك حتى 15 نقطة ستتقدم نحو مجموعة المقدمة ، وهذا ما سيزيد حدة التنافس ، ويرفع وتيرة الإثارة .
مرشحون للنجاة
وتضم قائمة الأندية التي تتنفس في المناطق الدافئة ، والتي تستطيع التقدم نحو كبينة القيادة كلا من بلاطة صاحبة التعادل المثير للجدل أمام هلال أريحا 19" نقطة" والشباب الفائز بأريحية على جنين وعسكر الخاسر بقسوة أمام الفرسان السمر 18" نقطة" إلى جانب أندية هلال أريحا والأهلي والإسلامي 15 نقطة ، فيما تحتاج فرق جنين وصور باهر إلى جهود اكبر للتقدم نحو المقدمة ، ويحتاج شباب يطا إلى انتفاضة تفتح صفحة جديدة مليئة بالانتصارات ، لأن أي خسارة جديدة ولو بالتعادل يشكل مواصلة للنزف غير المقبول .
بصيص الأمل
وننتظر مباراة سلوان وواد النيص المتأخرة للتعرف على موقع جيران المسجد الأقصى ، وننتظر عدم تفريط ابو ديس بأي من نقاط مبارياته التسع القادمة إذا أراد النجاح ، فيما لن ينفع الاتحاد النابلسي للنجاة إلا الفوز بكل مبارياته القادمة ليحتفظ ببصيص من الأمل مثل سلوان وأبو ديس ويطا، عكس العربي ، الذي كتب مصيره بأقدام لاعبيه بعد خسارته عشر مباريات بالتمام والكمال ، ومهمته الآن النضال لتجنب السقوط مرتين في موسم واحد .
العوامل غير التنافسية
المدرب محمد الصباح يرى أن الترتيب الحالي قد يحسم أمور اللقب بين أهل القمة ، ولكن الصباح يرى أن الإثارة ستزداد في الأسابيع القادمة ، وهذا قد يكون على حساب المستوى الفني ، لان العروض الفنية الراقية لا تطعم خبزا في هذه الظروف الصعبة .. ويحذر الصباح هنا من العوامل غير التنافسية ، التي أصبحت تؤثر على النتائج ، ذاكرا من هذه العوامل التحكيم ، الذي صار قراراته تؤثر في تغيير النتائج ، مستدلا بعدة حالات ، واختيار الملاعب ، الذي لا ينصف أندية الشمال ، لمصلحة أندية القدس ، لان ملاعب ماجد أسعد وفيصل الحسيني قريبة جدا من أندية القس ، وبعيدة عن أندية الشمال !
تألق الغزيين
ومع طي دوري الغالي درويش صفحته الثانية عشرة تجلت أكثر بصمات نجوم غزة الحبيبة ، ممن أثروا الدوري بلمساتهم الفنية العالية ، كما يفعل نجوم الامعري ، وعلى رأسهم الكشكش ، الذي أصبح في رصيده 9 أهداف ، دون أن ننسى نجمي الظاهرية وادي والعمور ، ونجم شباب الخليل إبراهيم السويركي ، ونجمي المكبر ابو عاصي وسليسل .
ولأن هؤلاء النجوم ساهموا في تحسن أوضاع فرقهم ، فان الأندية الأخرى التي تعاقدت مع لاعبين من غزة ما زالت تطالب الأخ حسين الشيخ بمواصلة السعي للحصول على تصاريح دخول للاعبي التعزيز لأندية الشمال ، وخاصة جنين والاتحاد ، حتى تكون الحظوظ متكافئة ، وحتى تستفيد كل الفرق من إمكانيات النجوم الذين تعاقدت معهم .
نجاح بلعاوي وسويركي
والحديث عن نجوم التعزيز يجرنا للحديث عن مدربي القطاع الحبيب، فقبل أكثر من عشر سنوات كنت اكتب في هذه الصفحة عنوان كاريكاتورية ، لما قد ينشر في الصحف الرياضية سنة 2008 ، ولكم أن تعودوا لأرشيف الأيام لتتأكدوا أنني أوردت عنوانا مضمونه " البلعاوي يقود هلال القدس أمام الوداد البيضاوي " ومرت الأيام وها هو البلعاوي الأنيق في الملعب، وعلى دكة الإدارة الفنية يقود الأمعري للقمة، وها هو نعيم السويركي يأتي متأخرا من غزة، ليكون وجه السعد للهلال العاصمي، ويقوده لسلسلة انتصارات وصلت إلى أربعة أمام الظاهرية وجنين والإسلامي والعربي ،.
وقد يكون نجاح البلعاوي والسويركي مقدمة لاستقدام مزيد من المدربين الغزيين ، العاطلين عن العمل هذه الأيام ، بسبب تجمد الأنشطة الرياضية هناك ، وأندية الضفة بحاجة لجرعات فنية من مدربي قطاعنا الصامد ، وخاصة مع مواصلة مسلسل استقالة المدربين ، والذي طال أهل القمة هذه المرة باستقالة عبيد وخير !
تفاعل إعلاميي القطاع
ولا يقتصر التفاعل بين شقي الوطن المفدى كرويا على اللاعبين والمدربين ، لان الإعلاميين الرياضيين دخلوا على الخط بفعالية واقتدار ، ولم تمنعهم جدر الاحتلال وحواجزه من الاطلاع بدورهم في متابعة أحداث الدوري التصنيفي في الضفة ، تأكيدا منهم على الانسجام العضوي بين كل محافظات هذا الوطن ، وإثباتا بان ملفات مركز طولكرم وشباب الظاهرية ومؤسسة البيرة تهم إعلاميي رفح وخانيونس ودير البلح كما تهم إعلاميي بيت لحم وأريحا ونابلس !
ويتفنن زملائنا في القطاع الحبيب في اختراق الحصار العبري ، ويشاركون في تحليل المباريات عبر النقال ، ولكنك عندما تقرا ما يقدمه هؤلاء تحسبهم بيننا هنا في أكناف بيت المقدس ، فتحية لكل الإعلاميين الرياضيين في القطاع الحبيب ، وأخص هنا اشرف مطر وخالد أبو زاهر ومحمد العمصي وكامل غريب ، والأمل في أن يوسع هؤلاء قنوات اتصالهم وتواصلهم ، لتشمل كل مراكز صنع القرار الرياضي .
بلطجية في الملاعب
وقد زاد منسوب الإثارة عن حده في بعض مباريات الأسبوع الثاني عشر ، فعاد المفسدون في المدرجات إلى عهدهم القديم ، وسمعنا عن "طوشات" افتعلها البلطجية في عدة ملاعب ، والشكر للمولى لأنه سلم ملاعبنا شرور المفترين على دورينا ، من الخارجين على النص الرياضي ، الذين اندسوا بين جمهورنا الخير ، والكرة في ملعب رجال الاتحاد الذين نكرر ان عليهم ان يشهروا سيف الصرامة العادل في وجه هؤلاء ، كي يرتدعوا ، ويقلعوا عن غيهم .
قنوات الاحتجاج
ولا يقتصر الشغب الرياضي على ما نسمع من ألفاظ نابية – مست ثوابت شعبنا في بعض الأحايين – لان ما وصل إلى مسامعنا من بيانات ، التي جاءت أصداء لأحداث وقعت هنا وهناك ، تصبح مثيرات غير مباشرة للشغب ، والمطلوب من الأندية التوقف عن إصدار البيانات ، التي تدين الحكام ، وتدين رجال الأمن ، وتدين المنظمين ، والأحرى أن تعالج الأمور من خلال تقارير واقعية ، ترفع للجهات المختصة ، وعلى هذه الجهات التعامل مع مظالم الأندية بواقعية وحيادية !
زلات الصافرة
وليس محمد الصباح وحده الذي اشتكي من زلات الحكام وهفواتهم ، لان بعض حكام الجولة الثانية عشرة كانوا في وضع تسلل ، كما أجمع المتابعون ، وكما أوردت القصاصات الصحفية ، ولذلك يجب على حكامنا التركيز أكثر ، وتطبيق القانون بكل أمانة ، أيا كانت هوية المتباريين ، وأيا كانت نتيجة المباراة ، وأيا كان توقيتها .
وعلى الحكام التركيز أكثر في القرارات المؤثرة ، التي تتعلق باحتساب الأهداف ، والإعلان عن ركلات الجزاء ، وإشهار البطاقات الحمراء والصفراء ، وتقدير الوقت بدل الضائع ، وتسجيل حالات التسلل ، وهذه أكثر القضايا المثيرة للجدل ، التي من شانها شحن أجواء الملاعب ،وتعكير صفو المباريات... ورغم ذلك غير مقبول أن يتطير المدربون بالحكام ، ويتوقعون الخسارة والظلم من حكام بعينهم ، وغير معقول أيضا أن نشاهد بعض القرارات الغريبة من حكام بعينهم ، والأحرى أن يتوافق الحكام في قراراتهم ، وتنسجم معاييرهم ، ويقل هامش التقدير الشخصي في اتخاذ القرارات إلى الحد الأدنى .
حادثة غريبة !
حادثة غريبة حصلت في ملعب الخضر خلال مباراة الديربي بين الأهلي ويطا ، عندما أخرج لاعبو الأهلي الكرة لإسعاف لاعب من يطا ، ولما لعبت رمية التماس لم يعد لاعبو يطا الكرة للاعبي الأهلي ، وتم تعديل النتيجة ، في لقطة غير مقبولة ، وتذكرنا بكرة طيب الذكر زكريا داود فرج الله كربه ، عندما سجل هدفا من كرة كان يريد إعادتها لحارس الثقافي ، على ملعب الخضر قبل 11 سنة ، فما أشبه اليوم بالبارحة !
ولا نلوم هنا الحكم ولا لاعبي الأهلي ،وقد لا نلوم فريق شباب يطا ، ولكن ألا يخشى إذا تكرر الموقف ، أن يمتنع اللاعبون عن إخراج الكرات لإسعاف منافسيهم ؟
أهلا أسود الريف
بقي أن نشير إلى أن إجراء مباريات الجولة 12 تزامن مع انطلاق بطولة دوري الدرجة الأولى ، بمجموعاته الأربعة ، وفي الافتتاح تألق اسود الريف ، شباب بيت أمر بفوز لائق على الأنصار العاصمي ، وليشمر رجال الدرجة الأولى عن سواعد الجد ، لان ساعة التمييز بين العاملين والكسالى النائمين قد حانت ، ولأن الدرجة الأولى لن تحتفظ بتعداد الأربعين بعد اليوم.