التوتنجي لوكالة بال سبورت: لهذه الأسباب تراجعت السباحة المقدسية
القدس- وكالة بال سبورت/ على ضوء النتائج الغير مرضية والتراجع الملحوظ في مستوى السباحين في مدينة القدس والذي بدى واضحا خلال المشاركة الأخيرة لفرق مدينة القدس في بطولة الهلال الرمضانية التي أقيمت على أمتداد إيام شهر رمضان المبارك بتنظيم نادي هلال القدس وأشراف الاتحاد الفلسطيني للسباحه والرياضات المائية والتي لوحظ فيها تحول دفة التنافس في حوض السباحه لأبناء مدينة بيت لحم بتسيد دلاسال بيت لحم عرش البطولة بفارق كبير وملحوظ والتألق الواضح لفرق بيت لحم "العمل الكاثوليكي ودار الكلمة" وحصول سباحي هذه الفرق على العديد من الميداليات في كافة الفئات العمرية، وتحديدا الفئات الناشئة منها , وملاحظة تألق فرق القدس فقط في الفئات العمرية الكبيرة , والذي بدوره يطفي على السطح سؤال منطقيا عن سبب هذا التراجع, في الوقت الذي كانت حمامات السباحه والقاصي والداني يشهد لسباحي مدينة القدس بتفوقهم النوعي في هذا اللون من الرياضات المائية، وللوقوف على أسباب هذا التراجع بادرت، كان لوكالة وشبكة بال سبورت هذا الحوار مع امين عام اتحاد السباحه إبن مدينة القدس ناصر التوتنجي :
تفاجىء الشارع الرياضي المقدسي بالنتائج الغير مرضية التي حققها سباحوا المدينة المقدسة خلال البطولة الأخيرة ، فما هو السبب الحقيقي وراء هذا التراجع ؟
بداية دعني أشكر وكالة وشبكة بال سبورت الرياضية على هذه اللفتة الطيبة في الولوج لداخل الأسباب الحقيقية وراء التراجع في مستوى السباحين في مدينة القدس , ولعل أهم هذه الأسباب غياب الدعم المالي والحكومي للنشاطات الرياضية بشكل عام ولرياضة السباحه بشكل خاص، فكما يعلم الجميع رياضة السباحه تختلف عن باقي الوان الرياضات الأخرى كونها يجب أن تمارس داخل حمام سباحه خاص بمواصفات أولمبية والذي بدوره غير موجود في مدينة القدس، بينما بقية الرياضات يمكن أن تمارس في القاعات والملاعب المختلفة، ولهذا السبب نجد صعوبة كبيرة في توفير التدريب اللازم لسباحينا، ومن الصعوبة بمكان نقل السباحين بشكل يومي لمدينة بيت لحم أو رام الله للتدريب , فالجميع يعلم صعوبة التنقل بين المدن الفلسطينية وضيق وقت الطلاب كونهم ملتزمين حتى ساعات متأخرة من الظهر في مدارسهم، وأيضا الكلفة العالية جراء هذا العمل.
الجميع يعلم بوجود حمام السباحة الشهير في جمعية الشبان المسيحية بمدينة القدس والذي تخرج منه العديد من السباحين والسباحات على مستوى الوطن، الا يكفي هذا الحمام؟
هذا صحيح , ولكن للأسف الشديد فأن هذا الحمام الوحيد في مدينة القدس لا يتمتع بمقاييس أولمبية في الدرجة الأولى ، وكون الإدارة القائمة على الجمعية في هذه الأيام تعتمد على دورات تعليمية قصيرة وابتعادهم عن سياسة التدريب التنافسي لإيصال السباحين للمستوى الذي يسمح لهم بخوض سباقات تنافسية , وكذا الأمر على بقية الرياضات الأخرى، ولا أبالغ هنا حين أقول بأن جمعية الشبان المسيحية تتحمل جزءا من تراجع رياضة السباحة، ورياضات جماعية أخرى كانت سائدة في فترة السستينيات وحتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، فمن منا لا يتذكر العصر الذهبي لجمعية الشبان المسيحية , حيث فريق كرة القدم العريق بقيادة المدرب الفذ عقيل النشاشيبي وفرق الطائرة وكرة السلة والطاولة والأسكواش وكرة اليد والتنس الأرضي وغيرها من الرياضات التي أندثرت في مدينة القدس بسبب سياسة الجمعية بأيقاف الفرق الرياضية التنافسية ، ومن منا ينسى المؤسسين كميل ناصر وريمون زبانه أصحاب اليد الخيرة في الرياضة المقدسية والفلسطينية ، والحقيقة المره بأن العديد من سباحينا ورياضينا أصبحوا يتوجهون لفرع جمعية الشبان المسيحية في القدس الغربية للتدريب هناك .
نحن نعلم بأن هناك أراضي كثيرة لدائرة الأوقاف الأسلامية فلماذا لا يتم التعاون معهم من أجل أنشاء حمام سباحه أولمبي أو حتى مجمع رياضي يليق بمدينة القدس؟
للأسف الشديد كانت هناك عدة توجهات لدائرة الأوقاف للحصول على قطعة أرض داخل المدينة لتنفيذ مشاريع من هذا النوع، ولكن لم نتلق منهم أي رد بهذا الخصوص، ويمكنكم عبر شبكتكم الرياضية توجيه هذا السؤال لهم لعل صوتكم يصل لهم بشكل أسرع .
هل حاولتم طلب المساعدة من المؤسسات الدولية والتعاونية الكثيرة المتواجدة داخل مدينة القدس لتنفيذ مشروع من هذا النوع ؟
يبدوا أن هناك تعميم شامل على هذه المؤسسات والجمعيات التعاونية بتكريس التهميش والتجهيل وتفريغ المدينة من سكانها الأصليين , كون كافة هذه الاجسام لم تحرك ساكنا في إيجاد مجمع أو مقر رياضي هادف يحتضن الشباب المقدسي ويبعدهم عن الأنحراف بأشغالهم بمواضيع ثقافية ورياضية , وخير دليل على ذلك واقع الأندية المقدسية وما وصلت إليه مقراتها من تهديد بالأغلاق والعدول عن ممارسة النشاطات الرياضية، كما ولا بد أن لا ننسى دور المدارس الغير إيجابي في تطوير الرياضة المدرسية والتي تعتبر مصدر التفريخ الأساسي للفرق الرياضية ، والحقيقة المرة في هذا الموضوع ان هناك غياب فلسطيني ايضا اتجاه مؤسسات القدس الرياضية والشبابية، اما المؤسسات الاجنبية الغير حكومية والتي تتخذ من القدس مقرا لها فأنها تعمل لجميع الأراضي الفلسطينية فيما عدا القدس لأهداف سياسية بحتة ولضغوط اسرائيلية عليها.
كلمة أخيرة تود أن توجهها للمسؤولين والقائمين على الرياضة ؟
القدس أمانة في أعناقكم، فاتقوا الله فيها وتكاتفوا جميعا لتبقى القدس شعلة للنشاط الرياضي الفلسطيني.