الزفة الخليلية .. توجت لقاء الروح الرياضية بين الشقيقين أهلي وشباب الخليل
الخليل - فايز نصار/ فتحت خليل الرحمن ذراعيها محتفية بأبنائها، في استقبال الموكب الكبير، الذي زفّ فيه عريس الأندية ، نادي شباب الخليل ، بمئات السيارات التي ضاقت جنباتها بأنصار العميد ، المحتفلين بالفوز على شقيقه الأهلي ، في مباراة الإخاء والوفاق ، لحساب الجولة التاسعة ، والتي حسمها العميد – بالخبرة - بهدفين نظيفين ، وضعا الشباب في المركز السادس بخمس عشرة نقطة .
وبدأت الزفة الكبرى من ستاد الخضر الذي ضاقت جنباته بأكثر من ثمانية آلاف متفرج ، جلهم من أنصار شيخ الأندية الفلسطينية ، ممن أكدوا وفاءهم لمعشوقهم الشباب ، وهبوا على قلب رجل واحد ، مساهمين في استعادة الفريق العريق لأمجاده التليدة .
وتواصلت الزفة غير المسبوقة عبر شارع القدس الخليل ، مرورا بالعروب وبيت أمر وحلحول ، وصولا إلى منطقة رأس الجورة على مدخل الخليل ، حيث تجمعت مئآت المركبات ، وطافت شوارع المدينة ، في زفة العريس شباب الخليل ، الذي استعاد حلته ، وبدا يضع قدمه على السكة الصحيحة ، في انتظار مزيد من الانجازات .
ومن مدخل الخليل طافت الزفة الشبابية الكبرى شوارع خليل الرحمن ، وصولا إلى منطقة باب الزاوية ، معقل الشباب حيث نصب عشاق العميد الدبكات الشعبية ،وشدت السنتهم بالأهازيج الشعبية ، ورقصوا حتى مطلع الفجر ، آملين أن تتواصل الانطلاقة الشبابية ، التي بدأت منذ الجولة السادسة ، وأثمرت عشر نقاط في أربع مباريات .
وإضافة إلى الثمانية آلاف متفرج من أنصار الشباب في الملعب ، تابع المباراة عشرات الآلاف في البيوت ، عبر الشاشة التي بثت المباراة حصريا ، وعبر القنوات المحلية التي حرصت على نقل المباراة مجانا لجميع المشاهدين ، والجديد أن الآلاف من النساء الخليليات حرصن على متابعة المباراة عبر الشاشة الصغيرة ، معبرين عن إعجابهن بالأجواء الأخوية الحميمية التي غلفت المباراة ، ومعبرين عن أملهن في تتقدم كل أندية الخليل ، وأندية فلسطين عموما .
وقد عبر لنا العديد من أنصار الشباب المحتفلين عن نشونهم لعودة الروح للعميد ، مؤكدين أنهم سيبقون السند لفريقهم المحبوب في السراء والضراء ، ومن هؤلاء الدكتور أحمد النتشة ، الذي سرّ لتقدم الشباب ، متمنيا أن يوفق الله ممثلا المدينة الأهلي والشباب للبقاء في دائرة الضوء ، وأملا أن يتحسن مستوى الفريقين مستقبلا .
وقال الدكتور الصيدلي محمد دوفش : إن جمهور شباب الخليل كان بطل الكلاسيكو ، معبرا عن تفهمه لتراجع المستوى بسبب حساسية اللقاء ، والحرص على جني اللقاء ، مشيدا بالتزام لاعبي الفريقين ، والروح الرياضية التي غلفت المباراة من بابها الى محرابها .
وقالت مشجعة شباب الخليل التي رمزت لنفسها ب( د - ن ) : إنها تابعت المباراة على التلفزيون وأنها سرت لمنظر الجمهور ، مؤكدة أن كثيرا من الفتيات اللواتي تعرفهن دخلن في رهانات حول المباراة ، مضيفة بان اغلبهن يشجعن الشباب ، متمنية أن يأتي اليوم الذي تخصص فيه أجنحة للفتيات في الملاعب ، وخاصة مع قرب انطلاق دوري شقائق الرجال .
أما الشابة ( ح - س ) فأكدت أنها عاشت على أعصابها خلال الأسبوع الماضي ، لأنها كانت تتدخل لفض اشتباكات كلامية بين شقيقيها ، لأن أحدهم يشجع الشباب ، والآخر يشجع الأهلي .
وبعد المباراة النظيفة ، أكد أبناء المحافظة الكبرى ، علو كعبهم ، ليس على صعيد التعداد الجماهيري فحسب ، بل بالروح العالية التي تجسدت فوق الميدان ، وقبل وبعد المباراة ، ووصل الأمر ذروته بمشاركة عدد كبير من مشجعي الأهلي في زفة الفرح ، وبين هؤلاء عدد من لاعبي الأهلي ، لان كثيرا من لاعبي الأهلي هم من مشجعي الشباب ، وبعضهم لعب للشباب ، مثل خلدون الكببجي ، ومحمد عرار .