كرمال عيون ست الكل ''العزيزة فلسطين'' يتواصل الحراك في ملاعبنا
الخليل- فايز نصار / على سفح أكمة شامخة على تلال رام الله ، المطلة على عاصمتنا المحتلة القدس ، ترتفع رايةٌ كبرى تتوشح بزيتونة فلسطين المباركة .. هناك يقع مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم .. يوم الاثنين الماضي زرت مقر الاتحاد لأول مرة ، فوقفت على شيء من أسرار النجاح الفلسطيني في العهد الجديد ، الذي أعاد الروح إلى الملاعب الجرداء ، التي تحولت بفضل الله ، وبجهود الخيرين إلى مستطيلات خضراء تعبق بأنغام التراث الفلسطيني ، بهمة ابناء شعب أراد فلسطين مطلعا للمعجزات ، وحجة للربّ في الكائنات .
عناوين الرياضة
ربان السفينة ، اللواء جبريل الرجوب حوّل مربعات الاتحاد إلى ورشة عمل، لا مكان بين جنباتها للكسالى النائمين ، فاستقطب مجموعة من العناوين الرياضية ، ممن ألهمهم المولى سبل الرشاد ، ووهبهم القدرة على العمل تحت الضغط ، وليس على سبيل الحصر أن استدل هنا بعينة من هؤلاء الرجال ، في مقدمتهم أستاذنا سامي مكاوي ، والمدربين عبد الناصر بركات ومازن الخطيب ، والمجتهد بعيدا عن الأضواء نضال عمرو ، ولا ينقص الاستدلال بهذه الثلة الطيبة من جهود بقية العاملين في مختلف الدوائر ،مما أعطى العمل صبغة الجماعية، وجعل الانجاز منظومة لا تبلغ شواطئ النجاح إلا بتكامل جهود الجميع ، من مختلف المواقع ، فتحية لاتحاد كرة القدم الذي صدق وعده ، وأنجز عهده ، وتحية لكل الساهرين على عودة الروح لملاعبنا ، ولكل الساعين إلى استعادة الأمجاد الرياضية الفلسطينية !
صداق النجاح
في الميدان طوى الاتحاد صفحة الجولة الثامنة من دوري الأمجاد ، الذي يشترك كل الشرفاء في دفع صداق نجاحه ، صبرا على حواجز الغرباء ، وجهدا حثيثا في مختلف المواقع ، وسفرا شاقا إلى مختلف الملاعب ، وكرما حاتميا في دعم البرنامج ، مما يؤكد أن شعبنا يعطي دون حساب ، من عرقه ومن حرِّ ماله ، عندما يتأكد من صدق قادة العمل ، وإخلاصهم النية ، وتفانيهم في سبيل الهدف المشترك ، فتحية لجماهيرنا الرياضية ، وهي تضرب أروع الأمثال في الانخراط في دائرة الفعل الرياضي ، كرمال عيون العزيزة ، أم الكلّ ، فلسطين !
هكذا نجح الأمعري
في الميدان واصل الأمعري التربع على العرش ، بتسع عشرة نقطة جمعها من ست انتصارات وتعادل واحد ، وهو مرشح فوق العادة لمواصلة قيادة الكوكبة ، مستغلا تأخر مباراتين لأبرز الملاحقين واد النيص ، وبالنظر لمباراة ترشحه كل التكهنات لحصد نقاطها أمام الاتحاد الغريق !
وسبب الإشادة بأمعري الأحرار لا يقتصر على قيادته للقافلة ، بل أيضا لان أداءه ثابت ، وانضباطه الميداني لا يتزعزع ، ونضجه التكنيكي جليّ ، ودكة احتياطه ثرية .. وقبل هذا وذاك فاستقراره الفني والإداري عامل يضمن حسن الاستفادة من كل العوامل السابقة .
عودة الثقافي
وعلى بعد ثلاث نقاط يرابط الثقافي الكرمي ، الذي بدا يستعيد وعيه التكتيكي ، في انتظار الوجه الحقيق لفارس أحلام الكرة الفلسطينية ، وفي انتظار انفتاح أكثر جلاء للفريق الكبير على كل أبنائه المطالبين بتقدم الصفوف ، لأن فارس الشمال لم يقل كلمته الأخيرة في هذا الدوري ... وعلى بعد نقطة واحدة يتنفس عساكر نابلس في المركز الثالث ، ورغم ذلك فان الفريق بحاجة لمراجعة أوراقه لأنه لم ينل إلا ثلاث نقاط من المباريات الأربع الأخيرة ، لخسارته أمام العميد وتعادله مع العربي والمكبر والبيرة !
الأهلي يحرق المراحل
والى جانب واد النيص ، الذي يحتفظ بمتأخرتين، قد يحصل منهما على نقاط يعزز بها رصيده ، حرق الأهلي الخليلي المراتب ، وأصبح في المركز الخامس ، لأن الأحمر الخليلي انتزع 13 نقطة في المباريات الخمس الأخيرة ، مقابل نقطة واحدة استهل بلها المباريات الثلاث الأولى ، وتبدو أهمية فوز الأهلي الأخير لأنه جاء على حساب الاتحاد ، الذي يقاتل دفاعا عن آخر حظوظه ، وبالنظر إلى لعب الفريق في غياب قائده الدولي فادي الدويك ، الذي سافر لإكمال دراسته ، ناهيك عن أن الانجاز الأهلاوي هو أفضل هدية للنادي الخليل ، الذي أكمل مراسمه الانتخابية بالتوافق !
هذا هو العميد
شباب الخليل ، الذي طالما كان عنوانا لأمجاد الكرة الفلسطينية ، استعاد نغمة التفوق ، وأصبح غي المنطقة الدافئة باثنتي عشرة نقطة ، والأمر يستحق الإشادة لان شيخ الأندية الفلسطينية انتزع في مبارياته الثلاث الأخيرة سبع نقاط من فوزين وتعادل ، وهذا يفوق ما جناه العميد في المباريات الخمس الأولى ، حيث لم يحصل الشباب إلا على خمس نقاط ، والسبب - والله اعلم – المستجدات الإدارية في النادي ، بعد حشد جهود كل محبي النادي ، وتعاون الجميع إداريا وفنيا لإنقاذ أمير الكرة الفلسطينية ، ويبدو أن تجربة الوفاق الداخلي للشباب ، وتوافق الخيرين في الأهلي يصلح ورقة يجب أن تعمم على مختلف الأندية ، في رسالة ملخصها ان الأندية التي تريد أن تحقق أفضل النتائج ، يجب أن تستنهض جهود جميع المخلصين ، بعيدا عن الحساسيات والحسابات غير الرياضية ، والوصفة مجربة في معسكر غزلان الجنوب ، الذين جربوا الوفاق ، فنالوا أفضل النتائج !
الطرق الى الديربي
وقد فتح تألق الأهلي والشباب رهان الموقعة الكبرى ،التي ستجمع ركني خليل الرحمن ، الأهلي والشباب ، على أمل أن يكون التنافس الشريف عنون المباراة الكبرى ، وديدن عشاق الفن الجميل ، من أبناء الخليل ، خاصة وأن لقاء الأهلي والشباب يشكل بروفة للقاء المعتق ، بين السباب والظاهرية في الأسبوع الحادي عشر !
نكسة أندية العاصمة
أندية الخليل تقدمت إلا يطا ، وفرسان الجنوب بحاجة إلى وقفة ، فالفريق الجنوبي يستحق أكثر .. وأندية العاصمة بدورها تستحق أكثر ، ولكن الأسبوع الثامن كان غير عادي لفرسان قدسنا ، فمن أصل ثماني عشرة نقطة ، من ست مباريات ، لم يحصل المقادسة إلا على نقطتين من تعادلين للصور والجبل أمام الخضر وعسكر ، فيما خسرت أندية الهلال وسلوان والعربي وابو ديس أمام الأمعري وهلال أريحا والظاهرية والشباب على التوالي ، ويبدو هنا أن هزيمة العربي هي الأكثر مرارة ، لأن المراكب العرباوية أصبحت تشرف على الغرق ، ما يقتضي وقفة جادة لرجال الخمري المقدسي !
لا يأس يا اتحاد
وينجر الحديث هنا على اتحاد نابلس جبل النار ، الذي أصبح في وضع لا يحسد عليه ، وأنصار الفريق النابلسي في حيرة ، لأن الفريق يلعب جيدا ، ولكن لاعبيه لا يملكون الخبرة الكافية لتجاوز المحن ، ووضع الاتحاد يؤكد أن مهمة إنقاذ الفريق أصبحت صعبة ، لكننا نؤكد أنها ليست مستحيلة ، لأنه لا يأس مع الحياة ، نقول هذا رغم إدراكنا لصعوبة المباريات القادمة التي تنتظر الاتحاد أمام الأمعري ، ولأن الاتحاد بحاجة إلى أكثر من ثلاثين نقطة ، من النقاط التسع والثلاثين الباقية !
البحث عن النتائج
ولن نتحدث اليوم عن المستوى الفني ، لأن المدربين يلهثون وراء النتائج بايّ طريقة ، والأمر مفهوم ، لأن العروض الجيدة لن تطعم الأندية خبزا إن هي لم تكلل بالنتائج ، والنقاط الثلاث هي أفضل النتائج ، أيا كانت العروض ، ولذلك جاء مستوى معظم المباريات غير مرض ، وساد التنافس ، وارتفعت الإثارة ، بعيدا عن العروض الكروية الراقية ، إلا في بعض المباريات .
نقاط متقاربة
من أجل ذلك تقاربت مراكز معظم الفرق على سبورة النقاط ، فالفرق بين واد النيص في المركز الرابع ، والخضر في المركز الثالث عشر ثلاث نقاط فقط ،والفارق بين بلاطة في المركز العاشر وابو ديس في المركز التاسع عشر ثلاث نقاط أيضا ، وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه في الحلقة الماضية من أن الفوز يقفز بصاحبه عدة مراتب ، والخسارة تدحرج صاحبها عدة مراكز !
أقوى هجوم
يستحق الامعري الإطراء لأنه يتصدر الترتيب العام ، ولأن هدافيه يتصدرون لائحة الأهداف بعشرين هدفا ، متقدمين على هدافي المركز بتسع عشرة هدفا .. ويستحق الاتحاد اللوم لأنه يقبع في ذيل الترتيب بنقطة واحدة ، ولأن دفاعه هو الأضعف بتلقي مرماه 21 هدفا ، وهذا يزيد ثلاثة أهداف عن الأهداف التي تلقاها مرمى العربي .
جلادو الحراس
ويستحق الأمعري الإشادة ، لان هدافه الغزيّ احمد كشكش سجل سبعة أهداف ، وهو على مرمى هدف من المتصدر معن جمال ، ويتساوى مع أهداف كشكش فتى البيرة مؤمن صندوقة ، وكبير هدافي الجبل أحمد علان ، ويستحق هداف الأهلي الواعد خلدون الحلمان الإشادة لتسجيله ستة أهداف ، كان يمكن أن تكون سبعة وتضع فيرقه في المركز الرابع بخمس عشرة نقطة لو لم يضيع ضربة الجزاء أمام الظاهرية !
ست وثمانون مباراة من دوري المعلم محمود درويش لعبت حتى الآن ، وبين جنباتها سجل الهدافون 232 هدفا بمعدل يقترب من 2،7 هدفا في المباراة الواحدة ، فهل هذه الوفرة التهديفية سببها قوة المهاجمين، أم ضعف المدافعين ؟ سؤال سنجيب عليه في الحلقات القادمة .
دوري للجميع
وحتى تكتمل خيوط الحكاية نشيد هنا بالتجاوب الذي تلقاه فاكهة المتاعب من القراء الأعزاء ، ومن زبائن كورة الفلسطينية ، فتحية لكل من يجتهد حتى يكون لنا دورينا ، الذي نباهي به الآخرين ، على أمل أن يقتنع من يصرون على المناكفة ديدنا أن عهود العبث بملاعبنا قد ولت إلى غير رجعة .