الثقافي يضمد جراحه على حساب البيرة النازف
رام الله- كتب محمود السقا وعنان شحادة/ واصل فريق ثقافي طولكرم انطلاقته في الدوري، وأوقف مسلسل نزف النقاط، بعد أن حقق انتصاراً ثميناً على حساب فريق مؤسسة البيرة بهدف وحيد، قاتل الثقافي للحفاظ عليه، في اللقاء الممتع الذي أقيم على استاد أريحا مساء أمس.
ورفع الثقافي الكرمي رصيده من النقاط إلى 31 نقطة ليقفز إلى المركز الخامس على سلم ترتيب الدوري، في حين واصل فريق مؤسسة البيرة نزف النقاط تباعاً، حيث تجمد رصيده عند 21 نقطة، في المركز السابع.
وفي المباراة التي استضافها استاد أريحا البلدي أيضاً، تقاسم فريقا شباب الخليل ومركز بلاطة غلة اللقاء، فتعادلا بهدف لكل منهما، في لقاء اتسم بالندية والاثارة والحضور الجماهيري المكثف.
وبهذا التعادل وصل رصيد مركز بلاطة إلى تسع نقاط في المركز العاشر، كما رفع فريق شباب الخليل رصيده إلى تسع نقاط ليحتل المركز الحادي عشر، ليتساوى الفريقان في عدد النقاط.
وعلى استاد الخضر حقق هلال اريحا فوزه الثاني في الدوري، وجاء على حساب فريق مركز طولكرم احد فرق المقدمة، بثلاثة اهداف مقابل هدفين.
وقدم الفريقان عرضاً دون المتوقع، خاصة من جانب "السمران" الذين تجرعوا مرارة الخسارة الثانية على التوالي بعد خسارته في الاسبوع السادس امام الخضر.
ورفع الهلال الريحاوي رصيده الى 8 نقاط احتل فيها مركزاً في وسط اللائحة بينما توقف رصيد "السمران" عند 31 نقطة، بينما رفع معن جمال رصيده من الاهداف الى 01، منفرداً بلائحة الهدافين.
وكان فريق مركز طولكرم قد حل ضيفاً على اسرة الاسير زكريا داود لاعب فريق الخضر، وتناول طعام الغذاء على مأدبة شقيق الاسير يحيى.
ثقافي طولكرم: (1) مؤسسة البيرة: (0)
غلف الحذر الشديد بداية لقاء البيرة والثقافي، وحاول الفريقان الوصول الى المرمى، فدفع البيرة بالمهاجم مؤمن صندوقة في الامام، وترك مهمة مساندته لأيمن ابو حلوة وجبران الكحلة والظهير المهاجم محمد حميد، في حين اعتمد الثقافي على الثنائي محمد ابو كشك ومأمون رجب وساندهما بحضور من الخلف علي فحماوي وعبد الله الطبال، اللذان تبادلا مراكزهما.
وكان السباق على السيطرة على منطقة المناورة على أشده، لا سيما بين مهند عمر وجبران الكحلة، ومن المفارقة اللافتة للانتباه ان المهاجم معاذ مصطفى لعب في مركز الظهير الايسر.
ونوع الفريقان من هجماتهما ولجآ الى الكرات العرضية الساقطة، وأثبت الحارس اياد فلنة انه اكثر من رائع عندما تصدى لوابل من الكرات المسددة من خارج القوس، خصوصاً كرة علي فحماوي الهائلة، والتي حولها بمرونة بالغة الى ركلة ركنية، وعاد ليحول الركلة الركنية الى ثانية.
وفي غمرة انشغال الفريقين ببناء الهجمات والسيطرة على منطقة المناورة، انبرى محمد ابو كشك لكرة بعيدة المدى سددها بعنف لم تنفع معها محاولات اياد فلنة المستميتة من اجل صدها فعانقت الشباك بقوة معلنة عن هدف التقدم الاول للثقافي، والذي يعتبر من اروع وأجود اهداف الدوري.
وحاول جبران كحلة ان يرد على هدف الثقافي من خلال كرة ثابتة، لكن الحارس العائد من جديد مهند فاخوري كان حاضراً فاحتوى الكرة ولم يكتف الثقافي بهدفه الغالي والثمين، بل واصل هجومه وامتداده الواضح نحو المرمى البيراوي معتمداً على التسديدات البعيدة.
وجاء الدور على اسامة ابو شنب الذي سدد كرة من خارج صندوق الجزاء سيطر عليها الحارس وأزعج علي فحماوي دفاع البيرة المكون من: محمد عبد الجواد ونديم البرغوثي ومحمد حميد وأيمن حباس، وكثيراً ما كانت تحركاته النشطة والمستمرة تشكل ازعاجاً لدفاع البيرة.
واستهل المدرب ناصر سليم الشوط الثاني باجراء تبديل تكتيكي فسحب المدافع محمد حميد ودفع بالمهاجم حسام البرغوثي لزيادة الفاعلية الهجومية، لأن مؤمن صندوقة كان وحيداً في الامام، وفعل الشيء نفسه فأخرج ايمن ابو حلوة وحل بدلاً منه عامر دراج، ورغم ان هذا التغيير جاء على حساب الدفاع، إلا ان عودة رامي الرابي لمساندة المدافعين عوضت من النقص في الخط الخلفي البيراوي، وبالفعل وعلى ضوء التغيير نجح البيرة في الوصول الى مرمى الثقافي وهدده عبر الكرات العرضية والبعيدة، وبرز جبران الكحلة الذي اطلق كرة ابعدها الحارس وأخطأت كرة اسيد يونس الثابتة والقوية الشباك.
ولم يستكن مهاجمو الثقافي بل ان محمد ابو كشك اعلن عن حيويته بكرة خادعة حاول اياد فلنة امساكها، لكنها افلتت منه، وقام بتشتيتها المدافعون.
ولوحظ ان الثقافي يعتمد على الكرات المرتدة، وكان من السهل ان يصل عبد الله الطبال ومأمون رجب وعلي فحماوي ومحمد ابو كشك صندوق جزاء البيرة، لكن دون زيادة في الغلة التهديفية.
واستفحلت خطورة البيرة، وأطبق لاعبوها على الميدان، وحادت كرة حسام البرغوثي الزاحفة عن المرمى، وأطلق عامر دراج كرة قوية سيطر عليها الحارس، وتسرع وليد فارس وأطلق قذيفة من داخل الصندوق هيأها له حسام البرغوثي وأرسلها في الفضاء الرحب، وبدلاً من ان يرفع جبران الكحلة الكرة الثابتة التي تهيأت له امام المرمى هز الشباك الكرمية من الخارج، وأخرج الدولي ابراهيم غروف البطاقة الحمراء في وجه اسامة ابو شنب بسبب تعمده الخشونة مع رامي الرابي، وحصل البيرة على العديد من الكرات الثابتة، لكن دون استغلال حقيقي.
وبدد مأمون رجب فرصة انفراد وهو يواجه المرمى وسقط أرضاً اثر اصابة ألمت به، وأغلق الثقافي منافذه بأكثر من ستة مدافعين بعد أن أشرك المدرب كمال ابوالتوم في منطقة المناورة لكن كلفه بمهمات دفاعية بحتة للحد من هجمات البيرة المستفحلة.
أدار اللقاء: الدولي ابراهيم غروف وساعده هاني عيد وعصام ابو الهوى، وابراهيم براهمة رابعاً، راقب المباراة عماد الزعتري.
شباب الخليل: (1) مركز بلاطة: (1)
لم يترك الشباب مجالاً لمنافسه مركز بلاطة، فأعلن عن نواياه المبكرة بالهجوم، معتمداً على علي عايش في الأمام وحيداً، يسانده حازم المحتسب وعلي كمارا وأكرم السيوري القادمين من الخلف، واستغل حازم المحتسب حالة الارتباك التي هيمنت على دفاع بلاطة غير المبررة، فسدد من على مشارف الصندوق كرة متسرعة ولزقة أخطأت المرمى.
ولم يكن أحد يتوقع بما في ذلك مدرب بلاطة محمد حمودة أن كرة بهاء البدرساوي الثابتة والبعيدة المدى سوف تستقر في الشباك، لكن هذا ما حصل وسط دهشة الجميع، وفرحة بلاطة، لأن حارس الشباب شادي القواسمي أساء تقدير الكرة فأكملت سيرها لتستقر في المرمى معلنة عن هدف التقدم الأول لبلاطة.
وتركزت ألعاب الشباب من المحور الأيمن وبرز بشكل لافت للانتباه اللاعب أكرم السيوري إثر تدخلاته الخطرة والذكية وتولى رفع أكثر من كرة عرضية، لكن من دون استغلال بسبب لجوء محمد وإبراهيم ويوسف أبو رويس وسلامة حسن إلى تشتيت الكرات العرضية الساقطة أولاً بأول.
وفرض الشباب حضوره على منطقة المناورة بفضل نجاعة وحيوية علي كمارا، الذي ضبط إيقاع المنطقة بحضور، وتولى توزيع الكرات من دون تعقيد الى زملائه، لكن ما يؤخذ عليه أنه كان يحتفظ بالكرة كثيراً، وتخلى بلاطة عن حذره المبالغ به منذ بداية الشوط ووصل غير مرّة لمرمى شادي القواسمي الذي لم يكن في يومه، وهدد أدهم أبو رويس بكرة من داخل صندوق الجزاء، لكنها خرجت الى ركنية.
وكشف حارس بلاطة مصطفى زيادة عن معدنه الجيد من خلال حضوره ودفاعه المستميت عن مرماه، وقد وقف بالمرصاد لكرة شريف عدنان الثابتة والمسددة بحنكة وحرفنة باتجاه المرمى، فحوّلها بمرونة الى ركلة ركنية لتكون آخر فرصة حقيقية للشباب.
ومثلما بدأ الشباب مهاجماً في الشوط الأول، فعل الشيء نفسه في الحصة الثانية، وأضاع علي حوامدة انفراداً بالمرمى عندما سدد بدهشة بين يدي الحارس مصطفى زيادة.
وكالعادة، فقد عاد حازم المحتسب الى الخلف وتقدم شريف عدنان الفاعل والمؤثّر، الى منطقة الوسط، وتقدم أيضاً بشار السيد للشد من أزر علي عايش في خط المقدمة.
وأحدثت كرة أكرم السيوري العرضية من المحور الأيمن دربكة أمام المرمى، وكادت تسفر عن هدف التعادل، لكن تم تشتيتها، وسعى الشباب جاهداً لتعديل النتيجة، واعتمد على الكرات العرضية الساقطة، التي أرهقت مدافعي بلاطة بشكل واضح، ووقف محمد أحمد عيسى بالمرصاد لرأسية علي عايش المتجهة الى المرمى.
وكادت الفرصة التي قادها بذكاء أحمد الحويطي وانتهت عند زياد يوسف، تسفر عن هدف التعزيز، لكن دفاع الشباب شتّت الكرة، وحالت العارضة دون ولوج كرة زياد يوسف الهائلة.
وأثمر التبديل الموفق الذي أجراه أسعد الجولاني عن هدف التعادل، وقد أفلح بديل أكرم السيوري فارس العيدة في إصابة المرمى برأسية رائعة، وكان المدرب نفسه سحب أدهم الفران وزجّ بشار أبو نجمة بديلاً له، وأضفى التغييران نوعاً من الحيوية والنشاط في صفوف الشباب، رغم أن أكرم السيوري الذي خرج كان من أكثر اللاعبين انتاجاً في الميدان، لدرجة أنه أرهق دفاع الشباب بتدخلاته الدؤوبة والمستمرة.
وتحول اللعب في الدقائق المتبقية من المباراة المثيرة والجماهيرية الى سجال ممتع، حيث تبادل الفريقان الهجمات ذات الخطورة العالية، ولجأ بلاطة الى الكرات المرتدة والخطرة، لكن حازم المحتسب ومحمد عاشور كانا يسيطران على الموقف في مرّات عديدة، رغم أن هنالك تسديدات على المرمى، لكن من دون إصابته.
أدار اللقاء: الدولي ميشيل حنانيا وساعده على الخطوط أحمد جبريل وحسين حمدان وناصر غريب رابعاً. راقب المباراة خضر الولجي.
هلال أريحا: (3) مركز طولكرم: (2)
منذ البداية، رمى هلال أريحا بكل أوراقه، وسيطر على مجريات اللقاء، معتمداً على اللعب من الأطراف والعمق، وأحسن لاعبوه الانتشار وتناقل الكرة وهددوا مرمى ضرغام المسيمي حارس المركز في أكثر من مناسبة، الأولى كانت عن طريق علاء رومة الذي استقبل كرة هشام الصالحي وسددها رأسية قوية، إلاّ أن الحارس المسيمي أبدع في تحويلها الى ركنية.
واعتمد الهلال في بناء هجماته على احسان خلف وعلاء رومة على الطرفين، ولعب أيمن صندوقة وواصف جمهور في المقدمة.
وظهر "السمران" على غير عادتهم، فكان الحذر بادياً على لعبهم وتقدمهم لمرمى الهلال كان خجولاً، معتمدين على أسلوب الهجمات المرتدة.
وكاد احسان خلف يصيب شباك المسيمي في الدقيقة العاشرة، عندما استقبل كرة أيمن صندوقة وأرسلها قوية على الطاير فوق العارضة بقليل.
وفي الوقت الذي كان الهلال يبحث فيه عن إحراز هدف السبق، فوجئ باهتزاز شباكه عندما قاد الكرمي ممدوح يوسف هجمة مرتدة وأرسلها قوية من خارج الصندوق عانقت شباك حارس الهلال محمد المقيطي، وكان ذلك في الدقيقة "11".
ورغم الهدف، إلاّ أن سيطرة الهلال على مجريات اللقاء تواصلت، وهدد المرمى الكرمي عدة مرات، أبرزها تسديدة محمود المغربي الهائلة، التي حوّلها المسيمي الى ركنية.
وفي الدقيقة 12 قاد هشام الصالحي كرة من منتصف الملعب ومرّر الى احسان خلف الذي تقدم بها واجتاز المدافعين وسدد من داخل الصندوق كرة زاحفة على يسار الحارس، معلناً عن هدف التعادل.
وكان من الطبيعي أن تثمر أفضلية الهلال عن ميلاد الهدف الثاني الذي حمل إمضاء عبد اللطيف البهداري عندما ترجم ضربة ثابتة من خارج الصندوق لهدف جميل "د/33".
وكاد الرد الكرمي يأتي سريعاً عندما أرسل مصطفى كنعان كرة قوية تكفلت عارضة الهلال في إفسادها.
وفي الشوط الثاني، انخفض أداء الفريقين وقلّت الإثارة، وجاء عكس سابقه، وأجرى مركز طولكرم تبديلين مبكّرين من أجل زيادة الفاعلية الهجومية بإخراج خالد سالم وأحمد يوسف، ونزول نور بلال والهدّاف معن جمال.
وقدم الفريقان في بداية الشوط، عرضاً دون المستوى، فانحصر اللعب في وسط الملعب، مع بعض المحاولات الكرمية الخجولة.
وفي الدقيقة 66، تحسن الأداء من الفريقين، ونظّما جملة من الهجمات ووصلا الى المرميين، حيث سدد أيمن صندوقة كرة تلقاها من هشام الصالحي الى الخارج، بينما سيطر الحارس الريحاوي على تسديدة معمر سليم على دفعتين.
ووسع هلال أريحا فارق الأهداف في الدقيقة 37 حينما استثمر محمود المغربي خطأ الحارس المسيمي الذي لم يقدّر خطورة الركنية التي نفذها هشام الصالحي، فسدد المغربي الكرة في الشباك.
وجاء الرد الكرمي سريعاً عن طريق هدّاف الدوري معن جمال من تسديدة زاحفة سكنت شباك المقيطي مقلصاً الفارق الى هدف.
وأتيحت فرصة مناسبة للاعب المركز نور بلال لهز الشباك الريحاوية، إلاّ أنه تباطأ، ما أتاح المجال أمام المدافع لقطع الكرة قبل تسديدها.
وشهدت أخر ربع ساعة سلسلة من الهجمات الريحاوية، اثنتين عن طريق أيمن صندوقة، ومثلهما لظاهر دوابشة، فسددا من وضع انفراد خارج الخشبات.
وكانت الدقيقة "68" على موعد مع أكثر لحظات المباراة إثارة حينما تلقى أيمن صندوقة كرة دخل بها منطقة الجزاء، فأخطأ الحارس في الخروج لملاقاته، فسدد صندوقة كرة زاحفة، إلاّ أن المدافع محمد سليم أخرجها قبل أن تجتاز خط المرمى، فارتطمت بالقائم وعادت لتسير على الخط من جديد دون أن تجتازه، وسط دهشة الجماهير وصندوقة نفسه.
وفي الثواني الأخيرة، كان بمقدور سمير شعبان إحراز هدف التعادل للسمران إثر دربكة أمام فوّهة المرمى فسدد بقوة، إلاّ أن الحارس المقيطي استخدم ليونته في إخراج الكرة الى ركنية، حارماً "السمران" من فرحة التعادل.
حكم اللقاء: وليد الصالحي وساعده حسين طقاطق ومهيوب الصادق وعبد الرحيم أبو زنط.