نفير الدوري التصنيفي ملأ الملاعب فنا وإبداعا ... وملأ المدرجات "جماهير" رقصت حتى مطلع الفجر
الخليل- فايز نصار/ بعد انتهاء أربع حلقات من مسلسل الدوري التصنيفي ، الذي يحمل اسم ملهم شباب فلسطين محمود درويش ، ظهر جليا أهمية هذا الدوري ، الذي أحدث الحراك المنتظر ، وحول الأندية إلى ورشات عمل ، وجعل كل عناصر الانجاز ، المتعلق بلعبة الجماهير ، يجتهدون في الاستعداد والتحضير ، فكان النفير الرياضي ، خوفا من مقص التصنيف الذي لا يرحم !
المستوى الفني
ويجمع متابعو منازلات الدوري الكروية ، على أن المستوى الفني يتقدم باطراد ، من جولة إلى جولة ، في خضم المحاولات المشروعة لجميع الأندية لتحسين مواقعها ، وبالنظر لتقارب المستويات ، والتقارب في النقاط ، لان أكثر من ثلثي فرسان السباق ، لا يفصل بينهم أكثر من أربع نقاط .
وتلقائيا حلب اجتهادات الأندية في إناء المستوى الفني ، الذي ارتقى قليلا ، مقارنة بالجولة الأولى ، التي كانت "بروفة" وقف بعدها المدربون على حقيقة حاجات فرقهم ، وحاولوا سدّ بعض الثغرات بما تيسر لهم من إمكانيات ، وبما استقدمت الأندية من لاعبي تعزيز ، ساهموا في تحسن المستوى !
ناقوس الخطر
ولا يشمل تحسن المستوى الفني كل المباريات ، لان بعض المباريات كانت ساذجة فنيا ، ولكن الحكم يجب أن ينطلق من عمل الأكثرية ، فأكثر المباريات كان مستواها الفني مرضيا ، كما أن النضج التكتيكي ما زال متواضعا لدى بعض الأندية ، التي تلعب بدعاء الوالدين ، وأماني الجماهير ، وبسبب سوء الإعداد عجزت هذه الأندية عن النزال مبكرا ، مما يؤشر لمستقبل هذه الأندية غير المضمون في الدرجة الممتازة ، إذا لم يسارع مسئولو هذه الأندية إلى الاستدراك ، وعلاج مواطن الخلل قبل فوات الأوان ، وبحساب النقاط يبدو أن فريقي الخضر وابو ديس أول المعنيين في كلامنا هذا !
كوكبة المقدمة
وفي مقابل ذلك أبدت بعض الفرق نضجا فنيا أهلها للجري مع كوكبة المقدمة منذ البداية ، في انتظار الانطلاقة الحقيقة ، والمنازلات الأكثر دموية في الجولات القادمة ، ومع الفرق الأكثر جلدا وقوة وانسجاما ، ولكن هذا لا يمنعنا من الإشادة بالفرق التي حملت الأمور على محمل الجد مبكرا ، ونقصد هنا المركز وعسكر وواد النيص والبيرة ، رغم انهزامها الكارثي أمام الفرسان السمر .
دوري بلا منطق
وكما أكدت لكم من قبل فان هذا الدوري لا منطق له ، وسبب ذلك تقارب المستويات ، ولذلك انهزمت البيرة بالثلاثة ، بعد ثلاث مباريات استعصت فيها شباكها على المهاجمين ، وعوض الأهلي تعثر المباريات الأولى بفوز ناضج ، أعاد العدالة لمنطق كرة القدم ، بعد ثلاث مباريات عجاف كان يستحق أن يخرج منها بأكثر من نقطة واحدة ، وسيطر المكبر على مباراة راقية أمام سلوان ، معوضا عجزه عن الفوز في المباريات الثلاث الأولى ، فيما عاند الحظ العميد في شوط المباراة الأول ، وخرج متعادلا أمام رجال الصور ، بعد مباراة شهدت هدفين يجب أن يدخلا في موسوعة الفن الفلسطيني الجميل ، وقد الأول بشار السيد في مرمى السور العالي ، ووقع الثاني الذي كان أجمل أهداف الدوري التي شاهدت هيثم صور باهر !
الزحف الجماهيري
وتأكيدا لتحسن المستوى زحفت الجماهير إلى الملاعب ، في سهرات رمضانية من كتاب ألف ليلة وليلة ، وطرزت الجماهير المتعطشة المدرجات بالأهازيج الشعبية ، وهتفت حتى مطلع الفجر لانتصارات فرقها ، ولكن نشوة الفرح ، ومرارة الهزيمة أنست قلة من مرتادي المدرجات قواعد اللياقة ، ومثل التشجيع الرياضي ، فسمعنا هتافات يجب أن ترحل عن ملاعبنا ، وشاهدنا تصرفات لا تشرف كرة القدم في بلادنا ، والأخطر ما شاهدنا من مفرقعات والعاب نارية تشكل خطرا على ملاعب العشب الصناعي (البلاستيكي) ، وهذا يتطلب ردعا من الجهات المعنية ، وخاصة الحكام ، الذين يجب أن يوقفوا المباريات التي تطلق فيها الألعاب النارية ، مع تدوين المخالفات في محضر المباراة .
.مكافحة الشغب
وكان رجال الأمن بالمرصاد لبعض التصرفات المعزولة ، فحاصروا مثيري الشغب ، وعالجوا الأمر تبعا لمهامهم ، ولكن تعامل رجال الأمن مع بعض الحالات كان يحتاج إلى مزيد من ضبط النفس ، والتريث في مواجهة الجماهير ، لأن شغب الملاعب له خصوصياته التي تجعله يحتاج إلى حرفنة في التصدي لمثيريه ، بالتعامل مع مثيري الشغب بعيدا عن الجماعة ، من خلال صور يستدعى على إثرها من يثبت تورطهم في أعمال الشغب ، لذلك لا بدّ من مزيد من التأهيل للعاملين في امن الملاعب ، ومراعاة خصوصية الملعب ، التي يدخلها الناس بعد شرائهم تذاكر الدخول ، ولا يستطيع أحد يسألهم عن ملفاتهم القديمة ، أو عن مستواهم العلمي ، أو عن توجهاتهم الاجتماعية ، وأسباب قدومهم إلى الملاعب !
بعض الزلات التحكيمية
وحتى الآن يطلع قضاة الملاعب بدورهم بكل كفاءة ونزاهة والتزام ، ولم يتم التأكد من أن الحكام ساهموا في تغيير نتائج المباريات ، رغم بعض الزلات المحسوبة ، التي تحتاج إلى علاج من خلال القنوات المختصة ، بتنبيه الحكام لأخطائهم ، وحثهم على رفع مستواهم ، والاهتمام بلياقتهم ، بعد رصد مختلف الحالات السلبية والايجابية ، من خلال التصوير التلفزي ، ومشاركة خبراء التحكيم في علاج الزلات ، ومنها زلات شاهدناها ،ما كان يجب أن تحصل بمزيد من التركيز ، ومعظمها يتعلق بالتنسيق بين طاقم التحكيم ، مما يقتضي مزيدا من التفاهم حول إشارات التحكيم ،ومداليلها ، والاهم أن توحد المعايير بين مختلف الحكام في المباريات المختلفة ، كما طالب رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب .
الإجراءات الإدارية
ويدخل في صميم عمل الحكام المراقبة الإدارية المدققة ، لجميع لاعبي الفريقين المتنافسين ، من أساسيين واحتياطيين ، ويجب أن يكون ذلك في أروقة حجرات الملابس ، وعلى الحكم أن ينادي اللاعبين واحدا واحدا ، تبعا لاسمه في كشف المباراة ورقمه ، وتبعا لبطاقته الصادرة من اتحاد اللعبة ، وخلال ذلك يتعاون معه الحكام في التأكد من سلامة الألبسة الرياضية ، وجاهزية اللاعبين.
احترام الموعيد
لذلك يجب على لاعبي الفريقين المتنافسين الحضور مبكرا إلى ملعب المباراة ، لأن الأمر يتطلب تحضيرا للملابس لمدة ثلث ساعة ، وتسخينا لمدة قد تصل إلى ثلث ساعة ، وتنفيذا للإجراءات الإدارية في فترة قد تصل إلى ثلث ساعة ، بمعنى أن الفرق يجب ان تصل إلى الملعب قبل ساعة كاملة ، ولذل يعتبر تقصيرا ما شاهدت لفرق مقدسي وصل الملعب قبل ثلث ساعة من انطلاق المباراة ، ودخل الملعب قبل سبع دقائق فقط ، فمتى سيسخن اللاعبون ؟ ومتى سيتمكن الحكام من مراقبة جاهزيتهم الإدارية ؟ ألا يعلم هؤلاء أن من يتوضأ باكرا ، يصلي حاضرا ؟
التحضير المعنوي
والحق يقال : إن بعض اللاعبين قد يصبحون سببا في المباريات القادمة ، إذا لم تقد إداراتهم بترشيد تصرفاتهم ، ومن ذلك ما شاهدنا من نصف التوأم السلواني حاتم العباسي ، الذي يحتاج إلى مزيد من التحضير المعنوي ، حتى يفهم أن وقوعه في شراك الجماهير ، قد يكون وبالا عليه ، وان عليه التركيز في اللعب ، وحسن المرابطة بين الخشبات الثلاث ، لأننا ندرك أن حاتم العباسي من الحراس الممتازين ، ولكن محبتنا له تقتضي هذه النصيحة ، التي نوجهها لكل عناصر الانجاز في لاعب الملاعب ، وخاصة الجماهير المطالبة'
بضبط انفعالاتها ، وللهيئات الإدارية المطالبة بضبط أنصارها ، كما فعلت أدارة فرسان الجنوب ، شباب يطا لغة التعادل
الدوري نار نار ، والمباريات مولعة ، والصراع على النقاط يرفع منسوب الإثارة ، وصاحبي يصر على أن الفرق لن تحتاج إلى خمس وثلاثين نقطة للنجاة ، كما قلت في حلقة سابقة ، وكلام صاحبي صحيح إذا كثرت التعادلات ، فكلما نقصت التعادلات بين الفرق قل منسوب النجاة في نهاية الدوري ، لأن الجولة توزع ثلاثا وثلاثين نقطة ، عندما تنتهي جميع المباريات بالفوز ، أما إذا وقع التعادل في ست مباريات مثلا ، فلن يوزع في تلك الجولة إلا سبع وعشرين نقطة .
دوري باب الحارة
على أنغام باب الحارة تواصل شبكة راديو وتلفزيون العرب عرض مسلسل الدوري التصنيفي للضفة الغربية ، وبكل جدارة يواصل أبو شهاب " رئيس الاتحاد " لعب دور البطولة ، من خلال تواجده المستمر في مختلف الملاعب ، على أمل أن تواصل الجهود الخيرة لإنجاح الدوري ، ويعرف العالم أننا شعب نستطيع تنظيم البطولات ، لأننا نملك قدرات هائلة ، لم يحسن استغلالها ،وقد حان وقت جنيها !