شريط الأخبار

سويسرا تشارك في استضافة يورو 2008 على طريقتها الخاصة

سويسرا تشارك في استضافة يورو 2008 على طريقتها الخاصة
بال سبورت :     مع دنو موعد انطلاق بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم يورو 2008، ستكون صندوق الشيكولاتة، سويسرا، وطن أنواع الجبن المختلفة ولاعب التنس الشهير روجيه فيدرر وشخصية أدب الأطفال "هايدي" ومنظمة الصليب الأحمر مألوفة لدى كل مشجع ينوي متابعة البطولة الأوروبية، حتى إذا كانت سويسرا معروفة لدى عشاق الرياضة بالتزحلق على الجليد أكثر من كرة القدم.

وفي عام 1949، وجه الممثل والمخرج الأمريكي أورسون ويليز انتقاده الشهير للدولة الأوروبية الصغيرة ذات الـ7.5 مليون نسمة من خلال أدائه لشخصية هاري لايم في فيلم "الرجل الثالث". حيث قال لايم، خلال الفيلم، "لقد واجه الإيطاليون ثلاثين عاما من الحرب والإرهاب والقتل وسفك الدماء تحت حكم عائلة بورجيا، ولكنهم قدموا مايكل أنغلو وليوناردو دا فينشي والنهضة الفنية. أما في سويسرا، فقد نعموا بالحب الأخوي وعاشوا 500 عام من الديمقراطية والسلام، وماذا أنتجوا بعد ذلك؟ ساعة الحائط ذات الديك الصائح".

ولكن صورة سويسرا الوديعة المغلفة بالشيكولاتة، تلك الدولة الآمنة والملاذ المحايد خلال الحرب العالمية الثانية، تغيرت كثيرا خلال العقود الأخيرة. حيث ألقت الاتهامات التجريمية التي تلت الحرب العالمية الثانية عن طريق المنظمات اليهودية وغيرها بظلال قاتمة على هذه الصورة.

فقد اتهمت سويسرا برفض استقبال اليهود عند حدود أراضيها، وبغمس أيديها في أعمال غير نظيفة بالمساعدة على غسيل أموال وجواهر والغنائم الفنية لضحايا محارق اليهود (هولوكوست)، وبأن نظامها البنكي المميز ازدهر بفضل الذهب النازي.

وفي أيار من عام 1995، خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي لنهاية الحرب العالمية الثانية، اعتذر رئيس سويسرا رسميا على رفض بلاده استقبال اللاجئين اليهود خلال الحرب.

وفي العام نفسه واجهت سويسرا ضغوطا أخرى بسبب الإجراءات القانونية التي اتخذتها ضدها الجماعات اليهودية، بدعم من الولايات المتحدة، من أجل إعادة مليارات الدولارات نقدا وبالأرباح التي ادعت هذه الجماعات أنها كانت موجودة في حسابات بنكية بسويسرا خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كان اليهود قد فتحوها قبل موتهم في محارق الهولوكست لاحقا.

ورفضت الحكومة السويسرية التعاون أو التفاوض في هذا الأمر، ولكن لجنة مكونة من ممثلي البنوك السويسرية نجحت في التوصل لاتفاق في عام 1999 يقضي بدفع هذه البنوك تعويضات مالية قدرها نحو أربعة مليارات دولار تصرف لأصحاب الحسابات أو لورثتهم.

ولكن ماضي سويسرا المرتبط بأيام الحرب العالمية يواصل العودة من جديد ليؤرق حاضرها، فقد وجد وكلاء النائب العام في سويسرا مجموعة من اللوحات الفنية المسروقة مودعة في إحدى خزائن بنوك زيورخ، ويعتقد أنها سرقت بمعرفة النازيين، وكان سمسار أعمال فنية ألماني قد استأجر هذه الخزنة التي حوت أعمالا للفنانين مونيه ورينوا وبيسارو تساوي ملايين الدولارات.

وربما تكون سويسرا دولة صغير الحجم، حيث تمثل الجبال 60 بالمئة من مساحتها، ولكنها قدمت أيضا أحد أعظم لاعبي التنس العالميين في تاريخ اللعبة، وهو روجيه فيدرر، وواحدة من أبرز شخصيات أدب الأطفال ممثلة في الطفلة هايدي، كما أنها مهد الصليب الأحمر، منظمة الإسعاف الإنسانية التي توجد حاليا في ثمانين دولة مختلفة.

أما بالنسبة لساعة الحائط ذات الديك الصائح، والتي كانت هدفا لازدراء وسخرية أورسون ويليز، فقد ساهمت في تأسيس صناعة الساعات التي تدر المليارات لسويسرا، وحولتها إلى أكبر مصدر للساعات في العالم اليوم، حيث وصلت عائدات البلاد من تصدير الساعات في العام الماضي إلى 16 مليار دولار.

مواضيع قد تهمك