الكرة الفلسطينية تفتقد " عزمي نصار " في الذكرى الأولى لرحيله
غزة – خالد أبو زاهر / يصادف اليوم الأربعاء الذكرى الأولى لرحيل عزمي نصار ، المدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم، الذي غيبه المرض عن الساحة الكروية التي عشقته وعشقها.
واليوم وفي الذكرى الأولى لرحيله، لا زال المنتخب الوطني يُعاني الكثير، فبعد رحيله لم يتعاقد المنتخب مع مدير فني غيره، وإن كان اتفق مع نيلسون دقماق على قيادة المنتخب في تصفيات كأس العالم التي خرج منها المنتخب مبُكراً.
وحتى اليوم لم يستقر اتحاد الكرة على مدير فني جديد يقود المنتخب في تصفيات بطولة التحدي، حتى بات الشارع الرياضي يترحم على الفترة التي تولى فيها نصار المهمة، والتي لم يكن يُنافسه عليها أحد
وكان نصار فارق الحياة فجر يوم السادس والعشرين من شهر مارس من العام 2007، إثر إصابته بسرطان الدماغ، حيث خضع لأكثر من عملية جراحية لم يكن لها أن تُباعد بينه وبين الأجل المحتوم.
موعد مع الإنجازات
حياة عزمي نصار مليئة بالأحداث والمواقف والإنجازات، فقد وُلِد في الثالث من أكتوبر من العام 1957، فكان واحداً من أشهر اللاعبين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، حيث لعب للعديد من الفرق من بينها إخاء الناصرة واتحاد أبناء سخنين وشباب الناصرة وطمرة هبوعيل حيفا.
وحقق نصار خلال حياته كلاعب العديد من الإنجازات أبرزها مشاركته في صعود فريق هبوعيل حيفا إلى الدرجة الممتازة، إلى جانب اختياره للعب ضمن المنتخب الإسرائيلي، ولكنه لم يستمر لأسباب شخصية.
وعلى مستوى التدريب، قاد نصار العديد من الفرق من بينها إخاء الناصرة واتحاد أبناء سخنين ودالية الكرمل وطرعان وكفركنا، حيث لعب دوراً في تأهل فريق فريق اتحاد ابناء سخنين للدرجة الممتازة لأول مرة في تاريخ النادي.
أبرز محطات عزمي نصار كانت قيادته للمنتخب الوطني في العام 1999 خلفاً للأرجنتيني ريكاردو، حيث امتدت فترة تدريبه للمنتخب مدة عام، قدم بعدها استقالته بعد مشاركته في تصفيات كأس أسيا 2000.
وعاد نصار لتولي قيادة المنتخب الوطني مرة ثانية في دلالة على قناعة الاتحاد على أنه الوحيد القادر على قيادته، فتعاقد معه لمدة عامين، لم يتمكن من العمل إلا في عام واحد فقط، فيما العام الثاني قضاه مريضاً.
وأدخل عزمي نصار الكرة الفلسطينية ومنتخبها الوطني التاريخ العربي من أوسع أبوابه، حيث قاده للفوز بالميدالية البرونزية في الدورة العربية التاسعة بالأردن، وهو الإنجاز الأوحد في تاريخ كرة القدم الفلسطيني حتى الآن.
نبذة عن حياة عزمي مع منتخب فلسطين
في شهر يونيو من العام 1999، تعاقد اتحاد الكرة معه قبل انطلاق الدورة العربية التاسعة بالأردن بشهرين، حيث كان له شرف وضع أسس وقواعد متينة للمنتخب الوطني بعد مرحلة من العمل الارتجالي، فشهد المنتخب في عهده عملية تطوير واضحة على مختلف المستويات، الفني منها والإداري إلى جانب تمتعه بشخصية قوية انعكست إيجاباً على التزام اللاعبين .
كانت الدورة العربية التاسعة بالأردن أو خطواته مع المنتخب، فكانت الانطلاقة الحقيقية للكرة الفلسطينية، حيث أثمرت عن حصول فلسطين على المركز الثالث مكرر والميدالية البرونزية بعد نتائج مشرفة.
واستمر نصار مع المنتخب الوطني استعداداً لتصفيات كأس أسيا 2000 التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، حيث كانت ثاني وآخر مشاركة يقود فيها المنتخب، فقدم استقالته في إبريل من العام 2000 وقبلها الاتحاد دون مناقشة تفاصيلها.
وقاد نصار المنتخب في (11) لقاء ستة منها في الدورة العربية التاسعة بالأردن 1999، وأربعة في تصفيات كأس أسيا 2000، ولقاء ودي واحد، ففي لقاءات الدورة العربية التاسعة خسر أمام الأردن (0/2) وفاز على قطر (1/0) وعلى الإمارات (1/0) وتعادل أمام ليبيا (2/2) وأمام سوريا (1/1)، قبل أن يخسر في الدور قبل النهائي أمام الأردن (1/4).
وفي تصفيات كأس أسيا قاد نصار المنتخب في أربعة لقاءات حيث خسر أمام قطر (0/1) وفاز على باكستان (2/0) وخسر أمام الأردن (1/5) وخسر أمام كازاخستان (0/2)، فيما خسر أمام الزمالك في اللقاء الودي (1/2).
وفي الثامن من يناير من العام 2005، كانت عودة الكابتن عزمي مديراً فنياً للمنتخب للمرة الثانية، ليكون المدير الفني الوحيد الذي يقود المنتخب مرتين، وهو ما لم يأت من فراغ، حيث قاد المنتخب في ست لقاءات، فاز في واحدة منها أمام سنغافورة في تصفيات كأس أسيا، وخسر في خمسة لقاءات، ثلاثة في دورة التضامن الإسلامي بالسعودية أمام الجزائر (0/3) والسعودية (0/3) واليمن (1/3)، فيما خسر أمام العراق (0/2) وأمام السعودية (0/3) في دورة ألعاب غرب أسيا بقطر
وفي الرابع عشر من يناير 2005، نُقل نصار إلى المستشفى بعد انتهاء إحدى التدريبات في غزة، حيث تبين إصابته بمرض السرطان، فخضع لثلاث عمليات جراحية أدت إلى فقدانه القدرة على العودة للتدريب، ولكنه كان صاحب عزيمة قوية.
مواقف نصار الرجولية
أبرز المواقف التي أثرت في الجميع، قيام نصار بزيارة المنتخب الوطني خلال تواجده في معسكره في الأردن، بعد شهر من إجرائه أول عملية جراحية، حيث حرص على زيارة اللاعبين وبكى كثيراً عندما ودعهم في طريق عودته إلى الناصر.
كما وكان لقدومه إلى الأردن قبل دقيقة واحدة من انطلاق لقاء المنتخب وسنغافورة في تصفيات كأس أسيا، حيث قاد المنتخب لتحقيق الفوز الوحيد له التصفيات، حيث كان ذلك اللقاء الأخير له مع المنتخب ولاعبيه، قبل أن يُتابع لقاء المنتخب أمام الصين في الأردن في نفس التصفيات، حيث بدت عليه علامات وصول المرض إلى مراحله الأخيرة.