الى متى عظمة النفس المزورة !
جمال احمد عديلة – القدس
في متابعة لوضعنا الفلسطيني، لا بد من صحوة على مدى اهمية العمل من اجل الجماعة والمجتمع وعدم القوقعة تحت مظلة مصالح الافراد.
الجميع يدعي بأنه اذا ما بقي في موقعه ستتدمر الدنيا من بعده، فإنه جالس في مقعدة من منطلق مصلحة المجتمع وهو الوحيد الذي على درايه بتلك المصلحة اما باقي المجتمع فهم مجموعة من الاغنام تلحق بتيسها.
الم يأت الاوان لصرخة حق ! في كل مشكلة في الساحة تجد وراءها من يمسك بكرسيه اكثر مما يمسكه من دينه وفي الجهة الاخرى تجد مؤامرات تحاك لنقل الكرسي من اسفل ذاك الى اسفل هذا، وقد سبق للدكتور سري نسيبة ان كتب من على صفحات جريدة القدس كلمة صغيرة تعجب من خلالها وتأسف لطفلة فلسطينية على قيادات تتناحر من اجل كسري لا يمنح صاحبه صلاحية قرار.
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تغلق ارصدته في البنوك ويتوجه الى الفيفا، والفيفا سترسل وفد للاطلاع على الوضع والبت ما بين الاتحاد والوزارة، فهل المشكلة في الاتحاد؟ ام المشكلة في الوزارة؟
على اعضاء الاتحاد وبعد سلسلة طويلة من معاناة الشارع الرياضي من تقديم استقالة جماعية، ومن ثم عقد لقاء مع الهيئة العامة لتبرير مواقفهم ومن بعد ذلك التوجه الى صندوق الاقتراع، وبهذا نتخلص من الازمات والتلاعبات والمؤامرات.
انني لا ادري مدى قانونية قرار الوزيرة اتجاه ارصدة اتحاد الكرة في البنوك، الا انني اقدم لها تقديري بأنها تمتلك القرار، ومع تقديري لها، أجد من الضرورة في مكان ان يكون هنالك عمل متواصل في سبل نجاح اي هيئة ادارية قادمة للاتحاد من خلال تحديد مواصفات من يمكنه الترشح لتلك الانتخابات، فليس كل من مارس لعبة كرة القدم اهلا لقيادة الحركة الرياضية فهنالك معايير لا بد من صياغتها وطرحها للهيئة العامة للعمل من خلالها.
في كافة البلدان المجاورة تعتبر فرق الدرجة الممتازة صاحبة التأثير الاكبر على انتخابات الاتحادات الرياضية، الا اننا في فلسطين وخلال آخر انتخابات قمنا بتحجيم فرق الدرجة الممتازة لغايات في قلب يعقوب، وهذا بحد ذاته بحاجة مراجعة واعية لمصلحة البلد والكرة الفلسطينية.
الانتخابات لا بد وان تفرز الافضل من حيث التاريخ والامكانيات، وان لا يكون المعيار لون البشرة او اللهجة او طول الذقن او المحسوبية، لا بد من صحوة فنحن في قعر الزجاجه، نحن غرقنا، نحن تنازلنا عن كل ما هو حق، نحن بعنا احلام الشهداء، نحن اول من خان الاسرى، نحن لا نستحق الشفقة، حتى حجاج بيت الله الحرام اصبحوا سلعة نتداولها وكأن وفاة حجاجنا من القهر والجوع على اطراف الشوارع تمكن اي شريف من استغلالها ...
انتخاباتنا مرهونة بتوجهاتنا الحزبية، والى متى سنبقى متقوقعين وراء حزب او اطار في اختيار مرشحينا، وأي اطار ذاك الذي له اولوية على فلسطين؟ وأي اطار يرتضي بأن يقود عناصره أي مؤسسة دون تقديم أي نشاط يخدم مجتمعها؟ اذا كان المقعد هو سبيل الحصول على الدعم المالي فالعوض على الله في ذاك الاطار وعناصره...
الحركة الرياضية عنوان لقاء كافة أطياف المجتمع ولا بد من العمل المهني في قيادتها لما لها من مردود واسع في تنمية الاجيال وتحضيرنا لما هو آت، وليس هنالك مانع من التلوين ولكن المعيار هو حجم التفاعل في المجتمع وتطور اداء المؤسسة وهناك العديد من المؤسسات ذات لون واحد ولها بصمات يومية في الشارع الرياضي وهنالك مؤسسات فيها من الأطياف وتعمل بمهنية وتقود بمهنية كمؤسسة إبداع التي ابدعت في اختراق الافق التنظيمي المعتم.
محتمل انني متشائم في كلماتي، لكنها الواقع المرير الذي يحتقر فيه من جالس على الكرسي إمكانيات الاخرين وكأنك تعيش عصر الجاهلية، هذا عصرنا فالانتماء للمادة والكرسي اما الوطن فهو سلعة نسوقها في كل مرحلة بما تشتهيه الخواجات ...
على امل ان تبقى فلسطين والقدس اولا ...