الوزيرة ابو دقة: أمراض الرياضة الفلسطينية كثيرة لكن الأمل في الإصلاح يبقى مشروعا
رام الله- أجرى الحوار تيسير جابر/
في رأسها هموم الشباب ومشاكل الرياضة .. بناء
البنية التحتية للرياضة في فلسطين .. ترويض الاتحادات خاصة الفاشلة جداً .. قائمة
طويلة .. طويلة جداً من العيوب والأمراض والعلل تعاني منها الرياضة الفلسطينية
مطلوب منها أن تضع لها الحلول
.
الوزيرة تهاني همها الآن هو هذا الشباب الذي
يحتاج إلى من يفهمه ويستغل طاقاته وحيويته وطموحه ويناقش ويعالج مشاكله وهمومه
ويوفر له الإمكانات ويدعمه بكلمات التشجيع من اجل العمل وبناء المستقبل .. في عقل
وزيرتنا
اليوم حال الرياضة المحزن .. إخفاقاتها المتواصلة على المستويين
:
العربي والدولي وحتى الآسيوي .. جاءت هذه السيدة فوجدت هذه التركة المثقلة بالهموم
الرياضية التي لا تنتهي ولا تحصى رغم محاولات الإصلاح التي قام بها سلفها الدكتور
جمال محيسن .. الآن الوزيرة تحارب على عدة جبهات من اجل الوصول إلى أهدافها
وتطلعاتها وأحلامها التي طالما تحدثت بها مع الأسرة الرياضية الفلسطينية من خلال
جولاتها المكوكية في المحافظات الفلسطينية
.
الوزيرة وجدت نفسها أمام أمراض
مستعصية ليس لها نهاية .. تحتاج إلى أطباء وأدوية وعلاج طويل قد يستمر سنوات وليس
المهم عددها .. لكن المهم أن يبدأ العلاج الآن
.
بداية لا نود أن نتحدث عن أزمة
اتحاد الكرة وهي حديث الساعة باعتبار قرار رابطة الصحافيين الرياضيين القاضي
بالتوقف عن الحديث في هذا الجانب إلى حين البت في هذا الموضوع من طرف الفيفا
والمدعي العام لوضوح الرؤيا بشكل أفضل، ولكن ماذا تقول الوزيرة عن إخفاق اللاعبين
الفلسطينيين الأصحاء ونجاح المعاقين في جل مشاركاتهم؟
لا استطيع سوى القول إن
ما حققه هؤلاء الأبطال ذوو الاحتياجات الخاصة مؤخرا انجاز فوق مستوى التخيل نشكرهم
جدا عليه فمن حق أبطالنا المعاقين أن نصفق لهم ونشيد بهم ونوفر لهم كل أسباب التفوق
في البطولات المقبلة
.
حسب رأيك، ما هي أسباب فشل الرياضة الفلسطينية على
الصعيد الخارجي؟
علينا أن نبحث عن السبب الحقيقي الذي أدى إلى هذا الفشل طوال
السنوات الماضية، فالرياضة لم تعد تمارس من اجل الترفيه والمنظرة والفسحة في دول
العالم المختلفة، بل أصبحت الرياضة عملية علمية تعكس مستوى تقدم الشعوب، فلا بد أن
تكون هناك سياسة شبابية ورياضية، وهذه السياسة لا بد أن تكون لها آليات وأساليب
تنفيذ ولها في نفس الوقت أدوات تقويم وان تكون لهذه السياسة أهداف نستطيع على
أساسها تقييم الجهود المبذولة، ولا بد أن نبدأ من البداية بتوسيع رقعة الممارسة
الرياضية حتى يكون لدينا مجال اكبر للاختيار والانتقاء الصحيح للمواهب والخامات من
اجل إعدادها بشكل علمي وتقني
.
تعني الاهتمام بالرياضة المدرسية أولا؟
الرياضة المدرسية هي احد الحلول أمامنا بجانب الأندية، ونحن الآن بصدد التنسيق مع
وزارة التربية والتعليم العالي بهذا الشأن
.
حال الرياضة في فلسطين يحتاج إلى
اهتمام اكبر وحساب أقوى للاتحادات الفاشلة؟
قضيتنا الحقيقية في رأيي انه أعظم
مدرب وأحسن إداري وكل لاعب يعتقد انه وصل للقمة، من هنا يأتي الفشل والسقوط، لان
البطولة لا تأتي بهذا الأسلوب العلمي الصحيح في مجال الرياضة ودراسة كل الظروف
والعوامل المساعدة للنجاح ألا يترك شيء للصدفة، وللأسف فان الاهتمام بالرياضة قد
يأتي عند البعض في المرتبة الخامسة أو العاشرة لان مفهوم التمثيل المشرف مثلا يراه
البعض في المشاركة وتحقيق نتائج مرضية ولكنني أرى أن التمثيل المشرف هو المنافسة
على المراكز الثلاث الأولى بشرف وإصرار ولو حدث إخفاق فيكون ذلك راجعا لأسباب
وعوامل خارجة عن إرادة اللاعب أو الفريق
.
ما هي الحلول التي تراها الوزيرة
للخروج من هذا النفق المظلم؟
نحن بدأنا بالفعل في رسم سياسات من اجل أن تسير
عليها الاتحادات المقبلة، حيث سيكون هناك اجتماع مع كل اتحاد على حدة للمناقشة
والتقويم ودراسة خطة كل اتحاد خلال السنوات المقبلة، والاهم اننا سنقوم بتقليص عدد
الأندية، لان هذا الفشل الذي نتحدث عنه من أسبابه أيضا هذا الكم الهائل في عدد
الأندية
.
هل ترى الوزيرة أن الأندية تقوم بدورها الحقيقي وتهتم بالكرة على
حساب الألعاب الأخرى خاصة الفردية؟
هذا احد المعوقات التي تواجهنا في فلسطين
لان الأندية أصبح اهتمامها ينصب على الكرة وإلغاء العاب عديدة، ومن هنا تأتي
الصعوبة أمام المنتخبات الوطنية في هذه الألعاب نظرا لقلة اللاعبين والمدربين
فيها
.
هناك فساد رياضي في بعض الاتحادات ومجاملات واضحة؟
نحن الآن بصدد
علاج هذه الظاهرة والسلبيات رغم ما نواجهه من مشاكل ولن تكون هناك مجاملات بعد الآن
بل هناك محاسبة عسيرة لكل الاتحادات المخالفة وبالتنسيق مع اللجنة التحضيرية للجنة
الاولمبية الفلسطينية التي تم تشكيلها مؤخرا وعلى كل المستويات بلا أية تفرقة
.
تشكو الاتحادات من قلة الدعم؟
نحن الآن في الطريق إلى حل هذا الموضوع، وسيتم
رصد ميزانية خاصة لوزارة الشباب والرياضة نتمنى من خلالها أن نحل الإشكاليات التي
تعاني منها الاتحادات والأندية
.
ماذا يشغل تفكيرك أيضا في مجال الرياضة؟
يشغل تفكيري توسيع قاعدة الممارسة الرياضية بتوسيع البنية التحتية للرياضة
الفلسطينية وذلك بتشييد الملاعب والصالات ودعمها بالأدوات والتجهيزات اللازمة
وإنارة بعض الملاعب ونأمل أن يأتي هذا العمل بثماره وإنتاجه الايجابي في السنوات
المقبلة
.