فانوس "بربر" ما زال مشتعلا ..!!
بقلم : ناصر العباسي
عام مضى , بل إنقضى على رحيل رجلا من رجال زهرة المدائن , هناك في قلعة القدس الصامدة , في سلوان الشامخة , المطلة على عروس عروبتكم , في قرية إشتهرت بالعيون المائية , والتي أخرجت لنا السنابل من الرجال , عرفته مخلصا لأرضه ووطنه , عنيدا في مواقفه , أعجبت به وهو بشارك في الأفراح ويواسي بالأتراح , لا يداهن ولا ينافق , صلبا في الدفاع عن حقوق الآخرين , كان في مثل هذا اليوم وتحديدا في نهاية كل أسبوع , يضيئ فانوسا من الفوانيس التي إرتحلت الى السموات العلى , هناك في ناد عرف بعميد الأندية المقدسية , وعرف بأصحاب الزي المقدس , كيف لا وهو نادي سلوان الرياضي , كان وراء فكرة سهرات الفوانيس ليثمن دور هؤلاء الرجال الذين قدموا الكثير الكثير , لم ينسى أحمد ياسين وأبو يونس عاصي وخليل عيد وخضر أبو ذياب وحمدان عايد وعوض حمدان وأحمد عديله وعطا العباسي ومحمد شعبان وعذرا فالقائمة تطول , في زمن غاب فيه مثل هؤلاء الرجال , هناك من قال أنه وبالفوانيس قد أضاء تاريخ ذهبي وجمع الأجيال من حوله ليلتقي وإياهم في سهرات جمعت الماضي والحاضر , وليضيء مقر نادي سلوان الرياضي ، وأنا أقول ما زال فانوسك يا بربر مشتعلا ..!! , واليوم سيكون متوهجا , لأننا في هذه الليلة سنتذكرك في ناديك الذي أحببته وقدمت له كل ما إستطعت في نطاق عملك , سيبذل المشرفون على إشعال فانوسك كل ما لديهم من قوة في سبيل نجاح إحياء فانوسك يليق بك كما كنت تعمل وأنت وزيرا لحقيبة اللجنة الإجتماعية في هذا النادي , كنت شعلة عطاء لم يحتملها جسدك الطاهر، ففي سلوان ساعدت المحتاجين وكرمت الناجحين , وقلدت الأوسمة للمستحقين ، لقد رحلت مبكرا يا ابا اسماعيل ، أذكر جيدا أنك ترجلت من الأقصى وأنت ملتف بالعلم المقدس , ومحمولا على اكتاف أصحاب الزي المقدس , ابا اسماعيل لن انسى عندما قلت لي أنا أحد الأشخاص الداعمين للقلم ولإحترام الرأي والرأي الآخر ، وسنظل الأوفياء ولن نوجه القلم إلا لمن يستحق من أمثالك , لا أريد أن أطيل فلا يسعنا إلا أن نقول تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون .
آخر الكلام : كم من رجل يعد بألف رجل وكم من رجل يمر بلا عداد .