قرار يحتاج إلى وقفه
كتب محمد مبروك/ غزة
قبل أن نتحدث عن القرار الذي اتخذته وزاره الشباب والرياضة بحل اتحاد كرة القدم وتشكيل لجنه مؤقتة لإدارة الاتحاد مكونه من سبعة أشخاص لابد أن نتحدث عن ما قدمه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم للرياضة الفلسطينية ولا بد أن نشير إلى بعض انجازات هذا الاتحاد حيث أن الاتحاد هو عضوا في الاتحاد الدولي والأسيوي والعربي لكرة القدم وتم تشكيله من خلال انتخابات حرة ونزيهة من قبل الجمعية العمومية بحضور ممثلين عن وزارة الشباب واللجنة الاوليمبية وبعض الشخصيات الرياضية ووسائل الإعلام حيث شهد الجميع على مدى نزاهة هذه الانتخابات وان اتحاد كرة القدم بدأ بالتحرك على الساحة العربية والاقليميه والدولية من خلال مشاركته في أنشطة الاتحاد الدولي والآسيوي وسجل له بعض الانجازات بمشاركاته وكان من أبرزها حصوله على المركز الثالث في الدورة العربية التي أقيمت في المملكة الأردنية الهاشمية وكذلك أصبح للاتحاد حكام دوليين ومحاضرين دوليين لأول مره في عهد اتحاد كرة القدم وخلال مشوار هذا الاتحاد كان هنالك زيارة تاريخيه إلى فلسطين قام بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمرافقه بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وكذلك رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم والعديد من الانجازات. إلا انه رغم بعض هذه الانجازات التي حققها اتحاد كرة القدم على الصعيد المحلي والعربي والإقليمي والدولي تأثر مستوى الكرة الفلسطينية نتيجة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكذلك نتيجة الحصار المفروض على شعبنا. إلا أن فاجأتنا وزارة الشباب والرياضة بعد خروجها من كبوتها وثباتها العميق الذي كانت تعيشه خلال عشرة سنوات دون أن يكون لها دور رقابي وتخطيط استراتيجي للحركة الرياضية والشبابية الفلسطينية إلى يومنا هذا حتى لوحظت أصوات من وزاره الشباب والرياضة تطالب بالتقرير المالي الخاص باتحاد كرة القدم لمراجعته مع العلم أن اتحاد كرة القدم يقدم تقرير سنوي للجهات المختصة التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم وهي الجهة الممولة للاتحاد الكروي وكان يعتمد هذا التقرير من قبل الاتحاد الدولي وهنا لابد أن نشير أن سبب الهجمة الشرسة على اتحاد كرة القدم هو وجود صراعات للوصول إلى عضوية كرة القدم من خلال بعض الأشخاص إلى أن فوجئ الشارع الرياضي بقرار وزيرة الشباب والرياضة بحل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حيث أن هذا القرار يعتبر في نظر بعض النقاد والعاملين في الساحة الرياضية قرار متسرع وغير مبرر بل غير معترف به لان الاتحاد الدولي لا يعترف بقرار حل الاتحادات من قبل المؤسسات الحكومية ومن المستغرب معالي الوزيرة قرارك بحل اتحاد كرة القدم الذي يشهد له الجميع بأنه من الاتحادات الأكثر عملا في الساحة الفلسطينية وأكثر التزاما بإجراء انتخابات بصورة منتظمة فبالرغم من وجود بعض السلبيات في عمل الاتحاد الاانه لا يوجد أحد معصوم من الخطأ . فان القرار بحل الاتحاد يعرض فلسطين لمشاكل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يرفض تدخل الحكومات والمؤسسات الحكومية في شؤون الاتحادات وذلك كما ورد في نظم ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم مبرهنا على ذلك قرار المؤسسات الحكومية بإيران حل الاتحاد الإيراني لكرة القدم لكن لم يعترف بهذا القرار من قبل الاتحاد الدولي للعبه وكذلك دولة الكويت الذي أوقف الاتحاد الدولي نشاطهم الدولي والإقليمي لحين تصويب أوضاعهم .
معالي الوزيرة يشاد بجهودك وبحماستك من خلال رغبتك في تطوير الرياضة في فلسطين والنهوض بها عن طريق التغيير ولكن مع الأسف هنالك اتحادات لا تعمل وكأنها مجمده والاتحاد الأكثر عملا في الساحة الرياضية والملتزم بمبدأ الانتخابات يتم حله ومن خلال هذا نصل إلى أن الرياضة الفلسطينية بحاجة إلى ترميم البيت الداخلي ولكن لابد أن يبدأ هذا الترميم من خلال تصحيح الخلل الرئيسي في الرياضة وهو يكمن بتنظيم البيت الداخلي لوزارة الشباب والرياضة التي لم يكن لها أي دور مؤثر في الساحة الرياضية من رعاية وتخطيط ورقابه وتوفير الدعم المالي للاتحادات والأندية الرياضية .
معالي الوزيرة هنالك أمور كثيرة وتساؤلات كثيرة منها من المسئول عن سبب توقف إنشاء مدينة أبو جهاد الرياضية التي تم وضع حجر الأساس لها منذ عام 1994م في مدينه بيت لاهيا ومن المسئول عن عدم وجود ملاعب ومنشات رياضيه في مدينه نابلس العاصمة ألاقتصاديه لفلسطين في ظل وجود هذه المنشات في قرى صغيره . من المسئول عن عدم وجود منشات رياضيه وملاعب وصالات رياضيه لألعاب فرديه مثل الملاكمة والمصارعة والجودو والكاراتيه من المسئول عن عدم وجود مراكز شبابيه وملاعب في بعض قرى قطاع غزة كعبسان والقرارة وأم العجين وغيرها من قري الضفة من المسئول عن عدم وجود مضمار قانوني ومسبح قانوني في فلسطين ومن المسئول عن عدم تقديم ميزانيات للاتحادات والأندية الرياضية .
كل هذه التساؤلات تقع على عاتق وزارة الشباب والرياضة معالي الوزيرة قبل أن نقوم بحل الاتحادات الرياضية يجب أن تكون لنا القاعدة الاساسيه للنهوض بالرياضة الفلسطينية متمثله بإيجاد حل لهذه التساؤلات آملين إن يتم تنظيم البيت الداخلي لوزارة الشباب والرياضة من خلال الاستعانة بالكفآت المتخصصة في مجال الرياضة من اجل النهوض بالحركة الرياضية في فلسطين.