شريط الأخبار

نريد برنامج شامل للخروج من النفق الكروي

نريد برنامج شامل للخروج من النفق الكروي
بال سبورت :  

بقلم : الحكم الدولي خالد عمار

تعيش الساحة الرياضية هذه الايام تخمة اجتماعات وتصريحات مؤسفة ، فهذا يشخص وذاك يحلل وآخر يقترح والجميع تحولوا الى مختبرات متنقلة يقدمون تشخيص الحالة حسب مستوياتهم الفكرية وأهوائهم والتي وصلت في بعض الاحيان الى حدود الطعن بالآخرين والتلفيق ليس من منطلق الحرص على المصلحة الوطنية وانما لتصفية حسابات شخصية أو ممارسة هواية محاولة أثبات آرائهم المتواضعة لاشباع نرجسيتهم التي لا تتقاطع باي حال من الاحوال مع مصلحة قطاعنا الشبابي والرياضي .

ومن خلال متابعة ما يكتب عن ملف اتحاد الكرة وردود الفعل اليومية والاجتماعات المكوكية التي تقودها اندية العمومية والاعلاميين الرياضيين واعضاء الاتحاد وتحركات وزيرة الشباب والرياضة تهاني ابو دقة وكادر وزارتها لتطويق الازمة وايجاد الحلول للحالة المخجلة التي وصلت اليها كرتنا الفلسطينية ، فانني كرياضي واعلامي استغرب هذا المستوى من التحركات سواء الرسمية المتمثلة بالوزيرة ابو دقة أو العمومية من جانب الاندية وحتى الاعلامية التي تحول بعضهم و للاسف الى "صب الزيت على النار" .

لا يختلف اثنان ان هناك ترهل واضح داخل اتحاد الكرة بسبب غياب الرؤية لعدم وجود استراتيجية شاملة قادرة على التعامل مع الظروف والتطورات التي تعيشها الحركة الرياضية الفلسطينية وزاد في تدهور الأمور التدنى الواضح في المستوى الاداري والافتقار الى الخطط الشهرية والسنوية مما أدى الى فقدان البوصلة واتساع مساحة خلاف بين اتحاد اللعبة و البيئة المحيطة سواء الاندية او الخبراء او الاعلام ، فكان من الطبيعي ان تقع اخطاء ادارية ومالية داخل هذه المنظومة بغير قصد ، لكن لا يمكن ان تصل الى حد الاختلاس كما وصفها بعض الاعلاميين وللاسف الشديد !!!

وامام هذا المشهد الذي لا يسر صديق تندفع اندية العمومية للانخراط في اجتماعات هنا وهناك والهدف اتحاد الكرة ويتكرر السيناريو في كل مرة ، المشهد الاول " الاتحاد فاشل " والمشهد الثاني " التقرير المالي " والمشهد الثالث " الانتخابات " والمشهد الرابع " التهديد بحل الاتحاد ، والمشهد الخامس .... وهكذا الجميع يشهر سكاكينه لتصفية حسابات !!! ثم ينفك الاجتماع ، وترتفع حرارة شبكات الاتصالات الارضية والخليوية ، وتستنزف الاموال على القال والقيل ، ويتكرر الفيلم مرة اخرى ومعها تتكرر الشعارات " السعيدية   "ابان الحرب الاعلامية " فتفرد صحافتنا مقالات رنانة تنزل في ساحة جسدنا الاتحادي المسكين حتى " زهقنا " من هذه الافلام وهذه الشعارات ، ونعود للدوران ومكانك سر مرة اخرى و مع كل اجتماع تتسع مساحة الخلافات بين الاخوة ويضعف البنيان والخاسر رصيدنا الرياضي ومقوماتنا للمستقبل .

وتطل علينا وزيرتنا ابو دقة في محاولات للخروج من المأزق ، وبدلاً من تقديم خطة استراتيجية تضع خطوط الانطلاق نحو المستقبل القادم على اسس صحيحة كفيلة بمعالجة أخطاء الماضي ، نجدها تدخل لعبة الدوران في نفس المكان وهذه المرة مؤثرات أكثر " أكشن " لتسخين الوضع بالقاء ملف الاتحاد على طاولة النائب العام لتزيد في الشرخ القائم داخل البيت الرياضي الذي يحتاج الى جرعات انعاش من الوحدة للتعافي من مرض الشرذمة والانقسامات .

كنت اتوقع ان يتعاون الكوادر والمختصين والمستشارين من الوزارة والاتحاد والاندية والجامعات ومعهم الكفاءات من الداخل والخارج في وضع استراتيجية شاملة تستطيع رسم معالم المستقبل للكرة الفلسطينية الحديثة من خلال دراسة الواقع الصعب للاندية وتقليص عددها عن طريق الزام كل درجة بحد ادنى من اعضاء الهيئة العامة كشرط لتجديد ترخيصها مثل ان يكون عدد اعضاء نادي الدرجة الممتازة الفي عضو والاولى الف عضو والثانية خمسماية عضو والانتظار ثلاثماية عضو وان تكون الكشوفات المصادق عليها من الجهات الرسمية هي وثيقة الزامية لتجديد الترخيص حتى يكون هناك آلية مقنعة لفرز اندية قادرة على الاستمرار وتضم كوادر وكفاءات تستطيع النهوض بالمسيرة بقوة وثبات وبامكانات كبيرة للتخلص من الحمل الزائد الذي اصبح عالاً على الحركة الرياضية .

و توقعنا ايضاً ان تتضمن الخطة كيفية استئناف الدوري وهذا ليس صعباً اذا توفرت النية وتوحدت الجهود وتوزعت المسؤوليات وفق اجندة زمنية محددة تراعي كل التفاصيل وعلى ضوء التجربة الناجحة لبطولة اريحا 2007   لا اعتقد ان مبررات الظروف وشح الامكانات ستكون مقنعة للوسط الرياضي في عرقلة هذه التوجهات.

وعلى هذا الاساس اقول لكل الاخوة الرياضيين كفانا اجتماعات بدون ارضية موحدة وخطة وطنية شاملة تحقق تطلعاتنا وتنقلنا الى فلك الاسرة العربية والاسرة الدولية ، ارحموا سمعة فلسطين في الخارج وارحموا ابناء الوطن في الداخل ، وكفى استنزافاً للوقت والاموال التي تهدر على هكذا لقاءات والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولتكن تحركاتنا يداً بيد نحو الامام فنحن احوج ما يكون للحمة وتحصين بيتنا بالبديل العملي والمشاركة في تقديم العلاج وليس بالتجريح والاتهامات ، فكل ما نحتاجه اليوم هو مؤتمر رياضي يقوده الاتحاد والوزارة ويشارك فيه جميع الكوادر لصياغة المطلوب والتحضير للاستحقاقات القادمة شرط ان يترك كل منا نرجسيتية المدمرة خارج قاعة لقاء الاخوة ويعرف كل شخص حدود تخصصه ويقسم كل مسؤول بالقيام بواجباته من اجل فلسطين ،   فهل وصلت الرسالة ؟

مواضيع قد تهمك