أبو العلا: الكرة لن تتقدم إلا بالتوافق، والتسرع في إطلاق الأحكام مرفوض
غزة – رامتان / في أول رد فعل رسمي له على قرار وزيرة الشباب والرياضة تهاني أبو دقة، بحل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وتعينه عضواً في لجنة إدارة الاتحاد، كان فتحي أبو العلا حكيماً ومتزناً ورصيناً في التعبير عن موقفه الواضح من قرار تكليفه.
فقد أكد على أنه يُقدر عالياً الوزيرة، ويُثمن ثقتها التي منحتها له ليكون عضواً في لجنة إدارة الاتحاد، بالرغم من عدم معرفتها الشخصية به، وأن ذلك كان له أثراً كبيراً في شعوره بأن الدنيا بخير وأن فيها أُناس يقدرون الآخرين.
وأكد أبو العلا على أنه لا يقبل على نفسه إلا أن أكون مع الحق والمنطق والوفاق تحت أي ظرف من الظروف، مشيراً إلى أنه هذا المبدأ ثابت لديه ولن يتغير حتى لو كان على حسابه الشخصي.
وأكد على أنه من الناحية الإدارية والرياضية، يجد أنه ليس من حقه التعليق على قرار حل الاتحاد وتشكيل لجنة لإدارته، مشيراً إلى أنه وزملائه ليسو طرفاً في العديد من الإشكاليات الإدارية والرياضية التي شهدتها وتشهدها الساحة الرياضية.
وأشار إلى أنه على قناعة بأن الخَيِّرين يسعون إلى تنقية أجواء كرة القدم الفلسطينية ووقف التصعيد الحاصل فيها وصولاً إلى البحث عن الوسائل والطرق التي تحافظ على الحد الأدنى من المصلحة الرياضة الفلسطينية العليا عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، من أجل صيانة وتعزيز وحدة الصف والهدف في ظل الظروف الراهنة.
وحول وجود افتراض أو إمكانية لعدم فَهم البعض للمغزى من حديثه في التعبير عن موقفه، أكد أبو العلا أنه يعرف تماماً ما ينطق به ويقوله في كل المواقف والأماكن، وأن من يعرفه لا يحتاج لمعاجم من أجل ترجمة ما يعنيه.
وقال " الظروف الراهنة تشهد حالة من عدم التوافق الداخلي الذي ترك أثراً سلباً على مجريات الحياة الطبيعية بفعل الحصار المفروض على محافظات الوطن عموماً وغزة على وجه الخصوص والذي يُنذر بكارثة إنسانية شاملة تُهدد كافة مقومات الحياة ".
وأضاف " من الحِكمة عدم التسرع في إصدار الأحكام وتصدير المواقف التي قد تشكل خطراً حقيقياً على انجازات الحركة الرياضية والكروية الفلسطينية على الصعيدين القاري والدولي، مشيراً إلى أن تلك الإنجازات تفوق ما تحقق على الصعيد المحلي ".
وأعرب عن تفاؤله الشديد بحدوث حالة من التوافق الرياضي على كافة المستويات خلال الأيام القليلة القادمة، شريطة الابتعاد عن المناكفات الشخصية والسياسية، مشيراً إلى أن ذلك جعل الحركة الرياضية تدفع ثمناً باهظاً من السنوات والجهد والعمل والمال دون تحقيق المطلوب والمنشود.
وعمن يتحمل المسؤولية فيما وصلت إليه الأمور، أكد أبو العلا على أن الجميع بلا استثناء يتحمل ما وصلت إليه الحركة الرياضية المحلية من تراجع وتدهور وتعثر، وأنه من الخطأ تحميل طرف للمسؤولية على حساب طرف آخر.
ومن خلال الأحاديث الجانبية الشخصية التي جمعت أبو العلا مع الكثير ممن حرصوا على الاتصال به بعد معرفة قرار الوزيرة، تبين أنه وُضِعَ في موقف مُحرج بقرار تكليفه بمهمة إدارة الاتحاد مع زملائه الآخرين، فهو من جهة يعرف أن الأوضاع التي وصلت إليها كرة، القدم منذ سنوات كانت بحاجة لعملية تغيير، ولكن بعض كلماته كانت تدل على أنه حريص على أن طريقة وأسلوب التغيير يجب أن تكون توافقية ومقبولة من جميع الأطراف.
كما وأكد على أن مسألة اتحاد كرة القدم مسالة لها خصوصية وأن التعامل معها بطرق مبنية على أسس بعيدة عن العمل الرياضي سيزيد الأمور تعقيداً وسيجعل من الخروج بحلول لها أمراض صعباً إن لم يكن مستحيلاً في ظل الظروف القائمة.
فتحي أبو العلا في سطور
فتحي أبو العلا يُعتبر واحداً من أبرز قيادات العمل الرياضي الفلسطيني، لما له من تاريخ وسمعة وخبرة مميزة في العمل الإداري في مجال الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، وكان واحداً ممن أعادوا تأسيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في العام 1994، حيث كان أول أمين سر مساعد للاتحاد، وكان أمين السر الفعلي للاتحاد بسبب وجوده في مقره المؤقت في غزة إلى جانب الرئيس، وحمل على عاتقه عبء صعوبة البدايات من حيث انتهى الآخرون.
ولأنه فتحي أبو العلا، بخبرته وحنكته وحكمته، كان اختيار الوزيرة تهاني أبو دقة له لكي يكون واحداً ممن ارتأت فيهم الشخص المُناسب الذي سيُعيد من وجهة نظرها رسم معالم كرة القدم الفلسطينية.
وشغل أبو العلا (55 عاماً) الحاصل على دبلوم التربية الرياضية من رام الله وليسانس آداب قسم جغرافيا ودبلوم دراسات عليا جغرافيا، العديد من المناصب الإدارية والفنية.
فهو الآن مديراً لمركز المصادر التعليمية في وكالة الغوث الدولية، وعضو مجلس إدارة نادي خدمات رفح منذ العام 1976 وحتى الآن، كما وكان عضواً في اللجنة الفنية لرابطة الأندية منذ تأسيسها في الهام 1978، وعضواً مؤسساً ومديراً للنشاطات في جمعية الأولمبياد الخاص الفلسطيني، وسكرتيراً للاتحاد الفلسطيني الإقليمي لكرة القدم، وعضواً مؤسساً الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بعد عودة السلطة الفلسطينية، وعضو مؤسساً في أندية كندا والشهداء الرياضي.
كما وعمل أبو العلا في المجال الإعلامي الرياضي، حيث كان سكرتير تحرير مجلة الشروق الرياضي، وسكرتير تحرير مجلة الجماهير الرياضي، وسكرتير تحرير مجلة فلسطين الرياضي، وعضو مؤسس اتحاد الإعلام الرياضي الفلسطيني، إلى جانب أنه مارس لعبة كرة القدم لاعباً ومدرباً في خدمات رفح.