غاري كسباروف، من بطل شطرنـج إلى معـارض شـرس لـبــوتـيــن
احتل غاري كسباروف (44 سنة)
الذي اعتقل اول قبل ايام خلال تظاهرة في موسكو، عرش بطولة العالم للشطرنج بلا منازع
طوال 15 عاما قبل ان ينضم الى المعارضة الروسية المناهضة للرئيس فلاديمير
بوتين
.
وقال غاري كسباروف، المرشح للانتخابات الرئاسية عام 2008 عن حركته "روسيا
الأخرى" قبل قليل من اعتقاله "هدفنا هو ازاحة هذا النظام الذي يغطي البلاد بالعار
..
سنخرج من مستنقع الفساد والأكاذيب هذا وسنربح" معركة الرئاسة
.
وفي عام 2005
برر كسباروف انتقاله من عالم الشطرنج الى عالم السياسة بضرورة "تحدي ديكاتورية
بوتين". وفي العام نفسه انشا حركته "جبهة المواطنة الموحدة
".
ولا يبدو ان عالم
السياسة المختلف تماما عن عالم الشطرنج ثبط عزيمة هذا المعارض الذي عودته قواعد هذه
اللعبة الصارمة على الصبر. وقال في حديث لفرانس برس في حزيران الماضي "القاعدة هنا
هي عدم وجود قواعد. وغياب القواعد هو ايضا قاعدة
".
ولد كسباروف في 13 نيسان 1963
في باكو، عاصمة جمهورية أذربيجان السوفيتية سابقا، لأسرة مهندسين نصفها يهودي
والأخر ارمني وبدا تعلم الشطرنج منذ سن السادسة
.
وبعد فوزه ببطولة الاتحاد
السوفياتي للناشئين وهو في الثالثة عشر انطلق محلقا ليصبح عام 1985 وهو في الثانية
والعشرين من العمر اصغر بطل للعالم في تاريخ لعبة الشطرنج متفوقا على مواطنه
الاسطوري ايضا اناتولي كاربوف
.
وبسبب جسده الرياضي ونظراته الغامضة واسلوبه
الامر وبطولاته المدهشة ورغبته التي لا تقاوم في الفوز دائما استحق لقب "غول باكو
"
او "الوحش الذي ترى عينيه كل شيء
".
خاض كسباروف سريعا عالم السياسة مدعوما من
ابو البريسترويكا ميخائيل غورباتشوف واول رئيس لروسيا بوريس يلتسين بعد ان شعر في
لحظة بانه قريب من الجنرال الكسندر ليبيد الذي مات في حادث هليكوبتر عام
2002.
وفي عام 2000 تخلى غاري كسباروف عن تاجه العالمي لتلميذه ومواطنه فلاديمير
كرامنيك قبل ان يعتزل نهائيا المسابقات عام 2005 بعد فوزه ببطولة ليناريس الاسبانية
الثانية والعشرين للشطرنج
.
وعلى الاثر انضم كسباروف الى لجنة تضم شخصيات
ليبرالية للعمل على تنظيم انتخابات رئاسية "حرة" عام 2008
.
وامام المعارضة
الليبرالية التقليدية (حزبا يابلوكو واتحاد قوى اليمين) التي سحقت مع وصول بوتين
الى السلطة عام 2000 ظهر كسباروف كعنصر موحد محتمل لمعارضة جديدة
.
وفي ايلول
2007
دعا كاسباروف الى "البدء من الصفر" في بناء المعارضة منددا بالأحزاب التي
انشات في التسعينات والتي قال انها "خسرت" قاعدتها الانتخابية
.
الكرملين يصفه هو
وانصاره بـ"الهامشيين" وجرى تفريق العديد من تجمعاتهم بصورة عنيفة
.
وعلى الصعيد
الدولي هاجم غاري كسباروف مؤخرا الزعماء الغربيين ودعاهم الى "الكف عن دعم" نظام
فلاديمير بوتين "الديكاتوري". وقال في 21 تشرين الثاني الحالي في باريس "نحن لا
نطالب الغرب بان يدعمنا وانما نطالب الحكومات الغربية بالكف عن دعم بوتين وبان
تنتقد علنا انتهاك النظام للديمقراطية وحقوق الانسان
".